أقلام حرة

مقال للكاتبة سحر الجعارة بعنوان : ( إلا القوات المسلحة )

نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتبة سحر الجعارة بعنوان : ( إلا القوات المسلحة ) ، وجاء كالتالي :

منذ ثورة 25 يناير 2011 ونحن نواجه حربا إعلامية ممنهجة، ربما لم ننتبه آنذاك إلى الحروب النفسية التى تعرضنا لها، ومع الوقت أسفرت «قطر» عن وجهها القبيح، وأصبحت قناة «الجزيرة» منصة لقصف «القوات المسلحة».. وسخرت كل تقنياتها لفبركة فيديوهات تسىء للجيش، وحاولت إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب.

«الجزيرة» هى «الذراع الإعلامية» للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، أما تنظيم الدولة نفسه- فى بعض الأحيان- فقد تحول إلى واجهة لجماعة الإخوان الإرهابية، التى تترنح وتواجه انقسامات داخلية.. لكن المخطط هو نفسه والهدف واحد. الهدف هو أن تظل مصر «ضعيفة»، لا تسقط ولا ترفع هامتها، تواجه حربا مفتوحة على مختلف الجبهات، عسكرية واقتصادية وإعلامية، ويعيش شعبها فى دائرة الخوف، ينام ويصحو على صوت الانفجارات.. للتشويش على نجاحات الجيش المتواصلة ضد العناصر الإرهابية فى شمال سيناء ورفح والعريش وجبل الحلال.

سيناريو إسقاط الدولة المصرية، كما تخطط له أجهزة الاستخبارات الإقليمية، يسعى لإنهاك الجيش المصرى، وخلخلة الثقة الواسعة فيه، وزرع الفتنة باستهداف الأقباط، والدعاية السوداء التى تعتمد على فبركة فيديوهات مسيئة للجيش بدأت بفيلم «حكايات التجنيد الإجبارى فى مصر».. حتى وصلت إلى «صاعقات القلوب» الذى يظهر عمليات قنص بحق جنود الجيش فى سيناء.

وفى محاولة دنيئة لتبديد جهود جنودنا على الحدود كان تفجير كنيستى «مار جرجس والمرقسية»، ما اضطر رئيس الجمهورية «عبدالفتاح السيسى» لإصدار قرار بتولى الجيش مسؤولية تأمين المنشآت الحيوية فى الداخل.

الآن تحاول الدولة اللقيطة «قطر» استهداف الروح المعنوية لجنودنا، تشكيك الشعب فى بسالة جنوده، فالجيش المصرى هو «الرقم الصعب» فى الشرق الأوسط.. بعد أن تحطم الجيش العراقى، وتفكك الجيش السورى بمشاركة «قطرية- تركية».. بينما قواتنا المسلحة ظلت صامدة تقاتل بفروسية وبسالة، فهى «الدرع الواقية» للأمة العربية، التى تحفظ التوازنات الدولية والإقليمية سياسيا وعسكريا وتحبط مخططات «خريطة حدود الدم».

نعم لدينا شهداء كثر من «الجيش والشرطة»، من المدنيين، أقباطا ومسلمين، لكننا شعب «محارب بالفطرة»، قد يختلف مع حكومته، لكن جميعنا صف واحد خلف جيشنا، نحارب دفاعا عن شرف «الحلة العسكرية»، عن كرامة أبنائنا الذين يحترفون «الشهادة».

«صاعقات القلوب» ما هو إلا تمثيلية سخيفة مملة، تظهر بعض القناصين يغتالون جنودنا فى مشاهد «فاشلة»، إنه «كذبة مفضوحة» بإخراج ركيك، تؤكد أن تنظيم «داعش» تكبد خسائر كبيرة لوجيستية على صعيد التسليح والتمويل، ويظهر ذلك من نوعية بنادق القنص القديمة التى يستخدمها فى مقطع الفيديو.. ولذلك يغازل «جهات التمويل» التى تمد شرايينه بأموال أجهزة الاستخبارات الإقليمية التى تعمل ضد الدولة المصرية.

تظهر فى الفيديو بصمات تقنيات عالية فى الإخراج تمتع بها التنظيم فى «سوريا والعراق» وحتى «ليبيا»، بسبب الدعم الاستخباراتى ووجود عناصر أوروبية تجيد إخراج هذه الأفلام وسط صفوفها، وهذا لا يتوفر لـ«بيت المقدس» فرع «داعش» فى سيناء.. مما يؤكد أن إخراج المشاهد بهذه التقنية تم خارج مصر.

صاعقات القلوب «دعاية وهمية» تروج لخلايا «الذئاب المنفردة»، التى نفذت تفجيرات كنيستى «مار جرجس والمرقسية»، لكنها تعكس الاهتزاز بين صفوف التنظيم والسعى لتثبيتهم. حتى الآن لم تفلح عناصر التنظيم المندسة فى إشعال «فتنة طائفية»، رغم استهداف الأقباط المؤلم والمفزع، ولم تفلح فى زعزعة إيمان الشعب بقواته المسلحة، ولا فى إرباك الجيش.. لأن الراعى الرسمى للتنظيم، أى «قطر»، لا تدرك معنى «العقيدة القتالية».. ولا تعرف قيمة جيش وطنى لا يضم بين صفوفه «مرتزقة».

حين أشار الرئيس إلى وجود «جهات خارجية» تقف خلف تفجير الكنيستين، كان يجب أن تتحرك الدولة لكشف تلك الجهات، ومواجهتها دوليا، لكننا نكتفى بـ«الإشارة» ولا نتحرك على الصعيد الدولى دبلوماسيا أو قضائيا لوقف آليات إسقاط الدولة!. نحن نعيش فى منطقة تعانى سيولة أمنية وسياسية، أعقبت ما سمى ثورات الربيع العربى، ونواجه أعداءً محددين: (الإخوان ومن خلفهم قطر وتركيا)، وحين يتعلق الأمر بالأمن القومى للبلاد لا يصح أن تتجمل الدولة بحمرة الخجل ولا بـ«دبلوماسية البرود».

آن الأوان لاتخاذ موقف رادع لرد اعتبار الجيش المصرى، ومحاسبة قطر دبلوماسيا وقضائيا.. فالجزيرة هى رأس الحربة فيما يدور الآن، من حروب «الجيل الرابع»، إنها «حرب» وليست مجرد «دعاية سوداء».

وحين تخوض حربا لابد أن تعد أسلحتك، وتجهز معلوماتك، وتقف على الجبهة بصلابة.. إنها حرب لا يمكن تجاهلها ولا تأجيلها.. ولهذا يعتبر الآن «الصمت خيانة».

زر الذهاب إلى الأعلى