توالت انسحابات الدول الأفريقية من المحكمة الجنائية الدولية خلال الفترة الماضية ، بسبب تحيزها تجاه البعض في الأحكام الدولية ، فضلاً عن تحيزها ضد قادة القارة السمراء ، حيث أعلنت ثلاثة دول أفريقية انسحابهم من المحكمة الدولية ، والبقية تأتي .. وجاء إعلان جنوب أفريقيا رسمياً يوم 19 أكتوبر 2016 بالانسحاب من الجنائية الدولية يمثل ضربة قوية ، على إثرها توالت الانسحابات ، حيث أعلنت كلاً من ( جامبيا / بروندي ) انسحابهم منها ، وفيما يلي التفاصيل :
– أعلنت جنوب أفريقيا رسمياً يوم 21 أكتوبر 2016 انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية ، وذلك عقب خلاف مع المحكمة العام الماضي عندما سمحت جنوب إفريقيا للرئيس السوداني البشير بزيارتها لحضور قمة الاتحاد الإفريقي ، وهو ما يمثل ضربة للمحكمة المتعثرة التي أنشأت لمحاكمة أسوأ الجرائم المرتكبة حول العالم بعد الجدل الحاد العام الماضي الذي تلى رفض عاصمة جنوب أفريقيا بريتوريا توقيف الرئيس السوداني البشير في تحدي لقرار الجنائية الدولية ، حيث كانت قد أصدرت بحقه مذكرة اعتقال ، وأكدت جنوب أفريقيا في ذات الوقت ، أنه يتمتع بحصانة بوصفه رئيس دولة عضو في الاتحاد
– يبدو أن انسحاب جنوب إفريقيا ليس الأول بوجود بوروندي الذي انسحبت رسمياً من المحكمة الجنائية الدولية ، كما أشارت كل من ( ناميبيا / كينيا ) اللتان يتهم فيهما رئيسي البلاد بالضلوع في جرائم ضد الإنسانية ، لاحتمال القيام بخطوة الانسحاب ، كما أكدت بعض الحكومات الإفريقية أن المحكمة الجنائية الدولية والتي تأسست عام 2002 أظهرت انحيازًا ضد قادة قارة أفريقيا ، فمنذ نشأت المحكمة التي يقع مقرها في هولندا ، وهي تركز على فتح تحقيقات في (4) قضايا أفريقية دون سواها وهي أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى ودارفور .
– أعلنت حكومة جامبيا أيضاً انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية ، متهمة إياها بتجاهل جرائم حرب ترتكبها دول غربية والسعي فقط لمقاضاة الأفارقة ، وكان رئيس جامبيا يحيى جامع قد دعا المحكمة للتحقيق في موت مهاجرين أفارقة في البحر المتوسط ، وأكد وزير الإعلام ” شريف بوجانج ” أن هذا الإجراء نابع من حقيقة أن الجنائية الدولية ، رغم أنها تسمى المحكمة الجنائية الدولية ، هي في الواقع محكمة قوقازية دولية لملاحقة وإذلال الملونين وبخاصة الأفارقة ، ولم يتسن الاتصال بمسئولين في المحكمة الدولية للتعليق ، لكن مجيء هذه الخطوة عقب انسحاب جنوب أفريقيا يزيد من الضغوط على أول محكمة دائمة في العالم للتحقيق في جرائم الحرب ، حيث تواجه المحكمة مزاعم بتنفيذ أجندة للاستعمار الجديد بالقارة السمراء أفريقيا ، حيث ارتكزت جميع تحقيقاتها الـ 10 باستثناء تحقيق واحد .
– أكد سفير بوروندي بالأمم المتحدة ألبير شينجيرو أن وزيرة العدل البوروندية إيميه لورنتين كانيانا ، أبلغت الأمم المتحدة أن انسحاب بلادها من المحكمة الجنائية الدولية سيسري بعد عام من يوم 19 أكتوبر 2016 ، ونشر صورة على تويتر وزيرة العجل البوروندية وهي تسلم وثيقة الانسحاب لإدموند موليه مدير مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، وأصبحت بوروندي الدولة الثالثة التي تنسحب من الجنائية الدولية ، بعدما قدمت جنوب أفريقيا وثيقة انسحابها والتي ستسري بعد عام من تاريخ 19 أكتوبر 2016 .