يتدفق راغبو أداء مناسك الحج المبرور على المملكة العربية السعودية، بإعداد كبيرة هذا العام بعد رفع كافة القيود العددية التى فُرضت بسبب جائحة كورونا، حيث أعلنت وزارة الحج، مؤخرا، على لسان وكيل الوزارة لشؤون العمرة والزيارة محمد البيجاوي؛ وصول أكثر من مليون حاج من الخارج إلى المملكة لأداء مناسك الحج.
وقال “البيجاوي” إن المملكة فتحت جميع منافذها تسهيلًا لقدوم الحجاج، ودخل 25 ألف حاج حتى الآن عبر المنافذ، والقدوم البرى عادة ما يتأخر، وكان منفذ عرعر أول منفذ لدخول الحجاج من العراق، وكذلك منفذ حالة عمار والحديثة ومنفذ الوديعة والمنافذ الشرقية فى البطحاء وجسر الملك فهد، وجميع المنافذ جاهزة ومهيأة وسيستمر القدوم.
وتقتضى هذه الزيادة الكبيرة فى إعداد الحجاج تنفيذ العديد من الإجراءات الوقائية، خاصة تلك المتعلقة بانتقال الأمراض المعدية.
إجراءات وقائية
وفى هذا الصدد، نوهت وزارة الحج والعمرة السعودية بالخطوات والسلوكيات الوقائية المهمة والاحترازية التى يجب على الحاج الالتزام بها، كالحفاظ على النظافة الشخصية وآداب العطاس ونظافة اليدين، خصوصا فى حال الإصابة بالأمراض الفيروسية، حفاظا على المكتسبات الصحية التى تم تحقيقها خلال جائحة كورونا.
وفى السياق نفسه، دعت رئاسة شئون الحرمين الحجاج إلى الالتزام بارتداء الكمامة قائلة: “حرصا على سلامتكم وسلامة الآخرين، نرجو منكم الالتزام بارتداء الكمامة الطبية والتقيد بتعليمات إخوانكم من منسوبي الرئاسة والجهات العاملة في الحرمين الشريفين. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال”.
إضافة إلى الحرص على النظافة الشخصية بشكل عام، المحافظة على التباعد قدر الإمكان وتجنب التقبيل أو التلامس.
وعلى الحاج أيضا أن يخضع لعدد من التطعيمات والفحوصات قبل السفر لأداء مناسك الحج، تشمل الحصول على اللقاح المضاد لكورونا، واللقاح المضاد للالتهاب السحائي، وأيضا الحصول على تطعيم التهاب الكبد الوبائي أ، والذي يمكن أن يصاب به الشخص نتيجة لتلوث الطعام.
وعلى صعيد متصل، دعت وزارة الحج والعمرة بالسعودية حجاج بيت الله الحرام، إلى عدم الاستلقاء أو النوم في الممرات وأماكن الصلاة.
وقالت الوزارة إنه وحرصاً على راحة الحجاج وسلامتهم، يجب عليهم عدم النوم في مسار عربات الطوارئ أو مسار عربات ذوي الإعاقة أو طرقات المشاعر المقدّسة، وأشارت الوزارة إلى أن الخشوع في العبادات يبدأ بتحسين السلوكيات.
تبريد الطرق
واستمرارا للاستعدادات الخاصة بتسهيل أداء المناسك للحجاج، بدأت الهيئة العامة للطرق السعودية تنفيذ تجربة الدراسة البحثية الخاصة بـ “تبريد الأسطح الإسفلتية” في منطقة رمي الجمرات بالمشاعر المقدسة، وذلك بهدف خدمة وراحة ضيوف الرحمن.
وأوضحت الهيئة أنه لمعالجة ظاهرة “الجزيرة الحرارية”، التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، وتلوث الهواء، والناجمة عن امتصاص الطرق لدرجة الحرارة أثناء النهار، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية، وإعادة إطلاقها ليلًا، تم البدء في تجربة استخدام ما يعرف بـ”الأرصفة الباردة”، وهي عبارة عن عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من الأشعة الشمسية، من خلال قدرة هذه المادة على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية، وتناسب هذه المادة الطرق المحيطة بالمناطق السكنية، لافتة إلى أنها بالشراكة مع وزارة البلدية والشؤون القروية والإسكان السعودية قد قامتا بتجربة هذه التقنية قبل عدة أشهر في منطقة الرياض.
وأشارت الهيئة إلى أن هذه التجربة تهدف لخفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني وتقليل آثار تغير المناخ، وتسهم هذه التقنية في توفير بيئة أكثر راحة في مناطق الانتظار، والمناطق التي يتجمع فيها الناس.
مبادرات للحجاج
وفى سياق المبادرات التي تطلقها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لاستقبال ضيوف الرحمن، فعلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، ممثلة في وكالة شؤون التوعية الميدانية، مبادرة “بالحكمة”، التي تهدف إلى حسن التعامل مع الزوار خلال توعيتهم وتوجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوضح مدير هيئة المسجد الحرام محمد الشحيذي أن المبادرة تعنى بتوجيه الحجاج وتوعيتهم والحث على اتباع السنة وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، لافتًا النظر إلى أن الهيئة تقوم بالمشاركة مع الإدارات ذات الاختصاص بتنظيم الحشود في صحن المطاف لتسهيل دخول وخروج الحجاج، مبينًا أن ذلك يأتي ضمن منظومة الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
من جهة أخرى، أطلقت أمانة العاصمة المقدسة ممثلة في بلدية العتيبية، برنامجًا توعويًّا تحت عنوان “شكرًا لوعيك” والذي يقدم بعدّة لغات، ويهدف إلى نشر وتعزيز الوعي لدى ضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم.
وأوضحت رئيس بلدية العتيبية الفرعية العنود البقمي أن البرنامج يأتي تأكيدًا للدور الذي تقوم به أمانة العاصمة المقدسة تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في خدمة ضيوف الرحمن.
إضافة إلى برنامج “كرم الوفادة”، ضمن مبادرة “حفاوة” التي دشنها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.
ومن جانبه، أوضح مدير عام الإدارة العامة لشؤون المصاحف والكتب الشيخ نبيل بن عبده شريفي، أن الإدارة قامت بتقديم الضيافة والترحيب بهم، تعزيزاً لمظاهر حسن الاستقبال وكرم الوفادة لضيوف الرحمن وإدخال السرور عليهم، كما قامت الإدارة بتوزيع حقائب “هدايا” تضمنت نسخة من المصحف الشريف وسجادة صلاة وكتب دعوية.
وأكد شريفي، أن مبادرة “حفاوة” تهدف إلى تقديم الضيافة والاهتمام بالضيوف الكرام، وذلك من خلال توفير كافة سبل الراحة والتسهيلات للحجاج والمعتمرين، وتوفير أفضل الخدمات الإنسانية التي تسهم في جعل زيارتهم للحرمين الشريفين تجربة متكاملة ومميزة، وتحقق المبادرة أهداف برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج “رؤية 2030” من خلال تسخير كافة الإمكانات لضيوف الرحمن وإثراء رحلتهم وتجربتهم الدينية في مكة المكرمة.