هل شاهدت من قبل تمثالا للسيد المسيح؟ حتى لو لم تزر مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية فلعلك سمعت عن تمثال “المسيح الفادى”، الذى يرتفع 38 مترا ويزن 1000 طن، ومنحوت وفق طراز الـ”آرت ديكو” الفنى، ولكن هل شاهدت أو سمعت من قبل عن تمثال للنبى موسى؟ الآن يمكنك مشاهدته فى معرض فنى بمصر.
معرض فنى جديد للنحات المصرى ناثان دوس، منحه اسم “عاطفة العقل”، وأطلق شرارته مساء أمس الأحد فى “جاليرى الزمالك”، وسط حضور كثيف لعدد من الفنانين التشكيليين والشخصيات العامة ومحبى الفن التشكيلى.
ويقول ناثان دوس،على هامش معرضه الذى يضم 15 قطعة نحتية ويستمر حتى 4 ديسمبر المقبل، إنه جسد النبى موسى فى تمثال مصنوع من البرونز، باعتباره رمزا دينيا وروحيا مهما، واهتم فى منحوتته بالتفاصيل، مجسدا ملامحه كما تخيلها فى ضوء الأوصاف التى تضمنتها القصص الدينية والمصادر التاريخية، كما نحت العصا والثعبان.
وتحدث “دوس” عن تمثال السيد المسيح، قائلا إنه جسد المسيح المُصالح ولم يقدم المسيح المصلوب، وقصد من وراء فكرته أن المسيح يُصالح بين الله فى السماء والناس فى الأرض، أى يمد جسرا بين المعبود والعابد.
التمثالان اللذان يضمهما معرض ناثان دوس للسيد المسيح والنبى موسى، مصنوعان من البرونز، وهى المادة المسيطرة على أغلب أعمال المعرض، ويأتى تمثال المسيح داخل مجسم رباعى الأضلاع، وتبدو يداه مشبوكتان بطرفين ساقطين من سقف المجسم، وكأنهما نقطة الالتقاء بين السقف والقاعدة/ السماء والأرض، بينما يبدو الجسم نحيفا مستدقا وكأنه نبتة طالعة من الأرض، لتتسع كتلة التمثال فى نصفه الأعلى وكأنها أغصان وفروع وسنابل تحملها النبتة، يُكلل هذا تجسيد للرأس وكأنه يحمل إكليل الغار الشهير، أما تمثال النبى موسى فيجسده فى هيئة قريبة مما حكته القصص الدينية، ممسكا عصاه وتستلقى أمامه حيّة مرتفعة برأسها قليلا، بينما يميل جسده المحيف للخلف قليلا وكأنه يتأهب لخوض معركة أو اشتباك، فاردا يده اليسرى مبسوطة الكف باتجاه السماء، وكأنه وهو متصل بالأرض مصارعا بعصاه وموجها “الحية”، لا يتوقف عن الضراعة ومناجاة السماء.