بعد أن كانت واحدة من أهم المناطق الأثرية فى محافظة الفيوم، تحولت مدينة «شيديت»، التى يرجع تاريخ إنشائها إلى العصر الرومانى، إلى مقلب للقمامة، يقصده الرعاة يومياً، للبحث عن طعام لأغنامهم بين المخلفات.
الآثار تشكو حى غرب لشرطة السياحة ومجلس المدينة: سلوكيات مواطنين
المنطقة الواقعة خلف مبنى الأحوال المدنية، التى تُعد أصل مدينة الفيوم، أصبحت مصدر قلق لسكان حى «كيمان فارس»، حيث تتصاعد منها الأدخنة بصورة مستمرة، بسبب حرق القمامة، بالإضافة إلى أنها أصبحت موقفاً عشوائياً لسيارات الأجرة.
وكانت هيئة الآثار قد أحاطت مدينة «شيديت» بسور حديدى بهدف الحفاظ عليها، بعدما حاصرتها العمارات السكنية من مختلف الاتجاهات، ولكن «لصوص الخردة» لم يتركوا السور على حاله، فقاموا بسرقته تدريجياً على مراحل، ولم يبق منه إلا جزء ضئيل، ليظل شاهداً على ما تعرضت له المنطقة من إهمال.
وبعد سرقة السور الذى كان يحيط بها، تحولت المنطقة الأثرية إلى مرعى للأغنام، يدخل إليها الرعاة، ينبشون فى القمامة بحثاً عن فضلات طعام لأغنامهم، كما أصبحت مقصداً لـ«نابشى» القمامة، الذين يبحثون عن العلب البلاستيكية، و«الخردة»، ثم التخلص من باقى مكونات القمامة بالحرق.
أحمد عبدالعال، مدير عام هيئة الآثار بالفيوم، أكد أن حى «كيمان فارس» به 5 مواقع تم تسويرها بالحديد، وتم تسليمها إلى المحافظة عام 1970، حيث قام الأهالى ببناء المؤسسات والعمارات السكنية والجامع الكبير بالمنطقة، دون صرف صحى، مما أدى إلى تسرب المياه إلى المواقع الأثرية، ونمو الحشائش فيها.
وأضاف أنه «بعد ثورة 25 يناير، تعرض السور الحديدى المحيط بها للسرقة، ورفعنا الحشائش، التى نمت مرة أخرى، وأرسلنا خطاباً إلى ديوان المحافظة، طلبنا منهم شفط برك المياه، التى ظهرت فى هذه المناطق الأثرية، وعملنا مع عدد من المفتشين، خلال شهر رمضان الماضى، لمدة 5 أيام متواصلة، ولم ينخفض مستوى المياه»، مشيراً إلى أن جميع العمارات السكنية، حول هذه المناطق، كانت تصرف مياه الصرف الصحى عليها، حيث لم يصل مشروع الصرف الصحى لحى الجامعة إلا فى عام 1993.
وأوضح مدير عام الآثار بالفيوم أن فى آخر زيارة لوزير الآثار للفيوم، طلب تسليم هذه المناطق للمحافظة، وتقرر تخصيص ميزانية لرفع الحشائش، وشفط المياه، ولكننا فوجئنا بأن عمال النظافة بحى غرب يلقون القمامة فى هذه المنطقة، وحراسة الآثار رفعت مذكرة لرئيس هيئة الآثار بالأمر، وقررنا تشكيل لجنة لمعاينة المكان، وتحرير محضر نهاية الشهر الماضى ضد رئاسة الحى، ويتم إرساله إلى شرطة السياحة والآثار.
ولكن السيد إبراهيم موسى، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الفيوم، حمّل مسئولية تحول هذه المناطق إلى مقالب للقمامة، على سلوكيات المواطنين، وأشار إلى أن الوحدة المحلية وضعت صناديق قمامة فى الكثير من أحياء الفيوم، ولكنّ المواطنين يلقون القمامة خارج الصناديق.
كما أكد أن مسئولى حى غرب رفعوا نقلتين للقمامة من المنطقة الأثرية، خلف الأحوال المدنية خلال الساعات الماضية، وأنهم سيواصلون عملهم لرفع كل الكميات الموجودة فى المنطقة، مشيراً إلى رفع 12 قلاباً من غرب التعاونيات بحى كيمان فارس، كانت موجودة منذ فترة.
