سعيد بأن وزارة الثقافة عادة بقوة لتكثيف أنشطتها الثقافية في مدينة بورسعيد بوصفها عاصمة الثقافة المصرية الحالية، وهى احتفالات كانت مؤجلة بسبب تداعيات فيروس كورونا، وهنا أتذكر أننى ذهب لمدينة بورسعيد وقت إقامة مؤتمر أدباء مصر هناك في سنة 2019، كنت مشاركا في فعاليات المؤتمر فى دورته الرابعة والثلاثين.
وهناك وجدت مدينة جميلة بالمعنى المكاني، البحر من أمامها وقناة السويس تبدأ منها، مدينة شاهدة على التاريخ بالمعنى الحقيقى للكلمة، العالم كله مر من أمامها، اللغات جميعها تناثرت كلماتها فى هواها.
نعم هناك قدر كبيرمن المبانى التراثية رأيتها تتداعى، هذه المبانى تستدعى من وزارة الثقافة أن تتحرك بقوة لحمايتها، قبل ضياعها عن عمد أو دون عمد، ليست مجرد مبانى والسلام بل نظم تراثية متعددة ومعمار متميز بحق يمثل كنزا مصريا حقيقيا، لا يمكن التفريط فيه، عمارات ومساجد وكنائس بديعة التكوين، بيوت من الخشب وبيوت من الحجر، وفنار قديم لا يعمل لكنه راسخ يرشد التائهين عن الجمال بعدما كان يرشد التائهين فى البحار، أبطلوا عمله وأقاموا فنارا حديديا باهتا، ليس به أى مسحة من جمال.
فى بور سعيد تتخيل كيف وقف الرجال الأبطال يدافعون عن الوطن ضد عصابات أوروبا فى العدوان الثلاثى وضد عصابات اليهود بعد هزيمة 1967، كانت بورسعيد ورجالها جزءا كبيرا من حكايات الماضى المشكلة فى وجداننا، وكانت أغنيات السمسمية كافية كى تبتل عيوننا بالدمع.
عاشت المدينة أياما من الخير وأياما من التعب والمعاناة، لذا تشكلت روحها وصارت لامعة بين الندى والدمع، بها من البحر ما بها وفيها من التجارة ما فيها، ولها ناسها الذين يتحركون فى هدوء تحسدهم عليه.