قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، عبد العزيز بن عثمان التويجرى، إن محاربة الإرهاب فى الدول العربية لا يجب أن يقتصر فقط على المواجهات الأمنية والعسكرية بل يجب أن يشمل أيضا حلولا سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، كى يمكن مواجهته وهزيمته.
وقال التويجرى – فى ندوة صحفية عقدت على هامش أعمال المؤتمر الأول لوزراء التربية بدول المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”، بتونس تحت شعار “من أجل تعزيز العمل التربوى الإسلامى المشترك وتفعيله”، والذى حضر افتتاحه الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى – إن الإرهاب لا دين له بل هو ظاهرة ابتليت بها الإنسانية وكى نواجه هذه الظاهرة يجب أن نفهمها ونفهم السياقات الثقافية والسياسية التى أوجدت تربة لها كى تنمو.
وأضاف، أن التكاسل فى سرد الفهم الصحيح للدين يعطى مجالا كبيرا لنمو الحركات الإرهابية، التى قد تكون قد اخترقت من جهات أخرى لتنفيذ أجندات سياسية تخصها فى وطننا العربى وامتنا الإسلامية وعلينا ان نعى لذلك.
وأشار إلى أن منظمة التربية والعلوم والثقافة بالدول الإسلامية تنشط فى مواجهة مثل هذه الحركات والتوعية بها، وهذا المؤتمر يعد أحد هذه الأنشطة، مشيرا إلى أن هناك من يريد أن يلصق الإرهاب بدولنا وبديننا والمساواة بينهما على غير الواقع والحقائق.
وأكد أن انعقاد هذا المؤتمر الأول من نوعه، يأتى فى ظل الأوضاع الصعبة التى يمر بها العالم الإسلامى الذى يحتاج إلى تعزيز التربية وتجديدها وتجويدها لتصبح قادرة على خلق أجيال متعلمة ومنفتحة ومتسامحة محافظة على هويتها وقادرة على التعايش المشترك فى إطار المواطنة الإنسانية.
ومن جهته أعرب وزير التربية ورئيس اللجنة الوطنية التونسية للعلوم والتربية والثقافة، ناجى جلول عن أمله فى أن يكون هذا اللقاء لبنة أولى تضاف إلى العمل الإسلامى المشترك، داعيا إلى العمل على إيجاد أفضل الصيغ للتعاون به وبناء مدرسة تكرس مبادئ الدين الإسلامى السمح القائم على الاعتدال والوسطية وتعزيز المبادئ الإنسانية وتزرع قيم المواطنة وثقافة الفكر النقدى الحر، مدرسة تتيح لجميع أبنائنا فرص النجاح والتميز تليق بماضيها التليد وتعزز حضور المجتمعات الاسلامية فى المحافل الدولية والاقليمية.
وتستضيف تونس على مدى يومين فعاليات المؤتمر الأول لمنظمة التربية والعلوم والثقافة بالدول الإسلامية على مستوى وزراء التربية بمشاركة 50 وزيرا للتربية بينهم وزير التربية المصرى الدكتور الهلالى الشربينى بالاضافة الى 20 منظمة دولية واقليمية.