الركن الإسلامي

الاستغفار

الاستغفار هو بلسم القلوب يشافيها من أوجاعها، ويخلّص النفس من أحزانها وهمّها، وبه يُبعد الله عن الإنسان المستغفِر كل أذى، وكرب، ومرض، وعسر وفقر، فالاستغفار دواءٌ حقيقي لكل متاعب الحياة، والتزام المسلم به يوميّاً في الصباح والمساء يُنجيه من المهالك بشتّى أنواعها، ويمسح ذنوب الإنسان، ومعاصيه، وخطاياه الكبيرة والصغيرة التي يرتكبها يوميّاً من قصد أو بدون قصد، ويستبدلها الله الغفور الرحيم بحسنات كثيرةٍ ويرفع من درجاته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) وهنا يؤكّد النبي على وجوب المداومة على الاستغفار حتّى يكتُب للإنسان الغفران لكل زلّأته التي تتجدّد يوميّاً مع كل صباح، حتّى أنّ النبي عليه السلام- وهو الذي غُفِر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر كان يستغفر في اليوم مئة م الاستغفار ) رّة لقوله: ” يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة “.

والله تعالى يحب العبد المستغفر الصادق في توبته إلى الله الذي يكثر من قول : ” استغفر الله العظيم وأتوب إليه ” من قلب صافٍ تائب محب لله ففي هذه الجملة البسيطة كأنّه يناجي ربه يوميّاً ويلجأ إليه ليغفر له ويتوب عليه، فعندما يقول استغفر الله فهو يعني : ” اللهم إنّي أخطأت وأسأت إليك كثيراً وقصّرت في حقك وتعدّيت حقوقك وقدر علي شيطاني وأغواني، فاصفح عني وتُب علي وسامحني فإني طمعان في غفرانك وسعة حلمك وعظيم جودك، فيكرمه الله تعالى بمسح ذنوبه ويفتح أبواب الخير له.

الاستغفار يريح القلب ويشرح الصدر ويحقّق للمرء المسلم سكينة النفس، وراحة البال، وطمأنة القلب والروح والمتاع الحسن قال تعالى : ” اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً “. الاستغفار يقوّي البدن، ويحمي من الإصابة بالعاهات، ويقلّل من فرص الإصابة بالأمراض المستعصية، كما أنّه يشفي العلل التي قد يعجز عنها الطب والدواء ففيه قوّة، ومناعة، وحصن للمسلم المستغفِر على الدوام قال تعالى : ” اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ”. الاستغفار يدفع الكوارث، ويحمي من الحوادث، ويحقّق الأمن من المحن والفتن قال تعالى : ” وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”. الاستغفار يزيد في رزق الإنسان بالمال، والزواج، والذريّة الصالحة من البنين والبنات قال تعالى : ” اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً”. الاستغفار يكفّر الخطايا والسيئات ويزيد في الحسنات ويرفع بالدرجات قال تعالى : “وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”.

زر الذهاب إلى الأعلى