قال داريل بوك، المدير التنفيذى لبرنامج تشارك الثقافة والباحث الرفيع لدى معهد دالاس اللاهوتى، إن تدشين كاتدرائية “ميلاد المسيح”، الأكبر فى الشرق الأوسط، يظهر أن مصر بلد يمكن أن يتعايش فيه المسيحيون والمسلمون، فضلا عن أن افتتاح المسجد والكنيسة فى نفس ليلة عيد الميلاد كان أمرا مفعم بالرمزية المتعمدة فى بلد يناضل من أجل هويته.
وتحدث بوك الذى كان أحد المدعويين فى افتتاح الكاتدرائية، فى مقاله بصحيفة دالاس نيوز، السبت، عن التطورات التى تشهدها مصر فى ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى غالبا لا يسلط الإعلام الأمريكى الضوء عليها، قائلا إن مصر ظلت لعقود طويلة فى إضطراب، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الإخوان المسلمين سعىوا لجعل البلاد دولة للمسلمين فقط، على الرغم من أن الكنيسة القبطية ووجودها يسبق الوجود الإسلامى هناك منذ قرون. وقد تم قتل العديد من المسيحيين من قبل أولئك المتطرفين.
ويضيف أن الرئيس السيسى، وهو مسلم تقى، يعمل على مكافحة هذه الأجندة المتطرفة. ويشير إلى أن المشهد فى العاصمة الإدارية الجديدة، مساء الأحد، يعكس سعى المسيحيين والمسلمين لتفهم بعضهم البعض والعيش معا فى سلام. ففى المسجد، سُمح لبابا الكنيسة القبطية بإلقاء خطاب وفى الكنيسة حضر الرئيس السيسى الخدمة، ولفت الكاتب إلى وعد الرئيس بإصلاح وترميم جميع الكنائس التى تم تدميرها من قبل أولئك الذين يسعون لترويع المسيحيين فى مصر.
وأشار إلى أن وفد القادة المسيحيين الأمريكيين ألتقى بالزعماء المسحيين لكل من الكنيسة القبطية، بما فى ذلك البابا تواضروس، والطوائف البروتستانتية، الذين أكدوا جميعهم أن مصر تتغير للأفضل حتى وإن لم تنته المشكلات بعد. ويختم بالقول إن قصة بلد مثل مصر يجب أن نتحدث عنها سواء بما فيها من خير أو شر، لكن التركيز على المشاكل قد يفقد الأمل الذى هو موجود بالفعل.