تحقيقات و تقارير

سر اهتمام الأجانب بالتعبد وإقامة الطقوس الدينية بالمناطق الأثرية

انتشرت خلال السنوات الماضية العديد من الأفعال الشاذة داخل المناطق الأثرية وتزايدت وتيرة طقوس الشعوذة أمام تمثال سخمت بمعبد الكرنك بالأقصر من قبل بعض الجنسيات الأجنبية للحصول على الشفاء والطاقة الإيجابية، وكذلك الطقوس الدينية داخل الأهرامات لنفس السبب.

وأعرب المئات من زائري الأهرامات من جنسيات مختلفة حول العالم عن أهمية هذه الطقوس بالنسبة لهم قائلين: «تمنحنا طاقة روحانية نستمدها من داخل الهرم الأكبر خوفو، تمنحنا السكينة والصفاء النفسي» وهذا الشعور ينتابهم عند الدخول لبهو هرم خوفو.

التعبد والطقوس الدينية حالة عشق امتلكت مئات الأوروبيين والأجانب من كافة أنحاء العالم لأهرامات الجيزة الذين اعتادوا على زيارتها سنويًا، يلتقون تحت سفحه، يجمعهم هدف واحد، ويمارسون نفس الطقوس التي تحولت فيما بعد إلى عبادة، وعرفوا هؤلاء السائحين الذين انتظموا في مجموعات بـ«عبدة الأهرامات».

ويعتقد هؤلاء المتعبدون أن الإله الأعظم الذي يتحكم في مركز الأرض موجود في منطقة الهرم، وبحسب مزاعمهم، فإن النقوش الهيروغليفية على لوحة الحلم أمام تمثال أبو الهول فسرت ذلك، والتي أمر بنحتها تحتمس الرابع، فإن تحتمس الرابع يقول: «إن أبو الهول وهو الإله الأعظم عند القدماء المصريين، قال له: ارفع عنى الرمال، والأتربة، وسأجعلك ملكا، فنفض عنه الرمال، ووفى له أبو الهول بهذا الأمر، لذلك يزعمون أن مركز قوة الأرض تحت أقدام أبو الهول، وهو ما زعمه أفلاطون بأن هناك ممرات سرية أسفل أقدام أبو الهول إلى الغرف السرية تحت الأهرامات، وأن هذه الغرف بها قارة أتلانتس».

ويظل العباد داخل الأهرامات حتى شروق الشمس، معتقدين أنهم بذلك يكونون مروا بنفس رحلة وجودهم في الحياة الأولى إلى الحياة الثانية مرة أخرى، ويمثل لهم شروق الشمس الميلاد الجديد، مؤكدين أن هناك عالما آخر يعيش تحت الأهرام، وأن هذا العالم على علاقة بما يدور فوق الأرض.

وكانت وزارة الآثار في أواخر عام 2011، قررت منع إحدى الحفلات التي كان من المقرر لها أن تقام تحت سفح الأهرامات لشبهة استغلال وفود أجنبية من عبدة الأهرامات للحدث لممارسة طقوس الديانة.

ومن جانبه، أكد الدكتور وائل فتحى، كبير مفتشي آثار الهرم، أن هناك تشديدا أمنيا على الزيارات الخاصة للأهرامات، مشيرا إلى أنه يتم تفتيش المجموعة السياحية التي تزور الهرم قبل صعودهم ومنع دخول أي شموع أو آلات حادة وكذلك منع إقامة أي طقوس دينية داخل المنطقة حسب قوانين ولوائح المنطقة وحال حدوث ذلك يتم إلغاء الزيارة الخاصة.

وأضاف فتحى في تصريحات خاصة، أنه حال اعتراض المرشد السياحي المرافق للوفد السياحي على مصاحبة المفتش الأثرى للمجموعة داخل الهرم يتم إلغاء الزيارة الخاصة فورا، لافتا إلى أنه بعد واقعة سرقة خرطوش “خوفو”، هناك تشديدات صارمة على الزيارات الخاصة، كما أن جميع المفتشين الأثريين كانوا يعزفون عن مرافقة الزيارات الخاصة خوفا من المسئولية بعد هذه الواقعة.

وأوضح أن ما كان يتم داخل الهرم هو “الميديتيشن” أو التأمل لأن بعض السياح يعتقدون أن للهرم قوة خارقة ويمنحهم الطاقة إذا تأمل الشخص داخله، مشيرا إلى أن هذا النوع لا يندرج تحت مسمى الطقوس الدينية لأنه لا ينتمى إلى أي عقيدة دينية كما أن المنطقة لا تسمح به في الوقت الحالى على الإطلاق.

ونفى «فتحى»، ما تردد عن إقامة حفلات لتبادل الزوجات داخل منطقة آثار الهرم بعد مواعيد العمل الرسمية، مشيرا إلى أن شرطة السياحة والآثار تمشط المنطقة باستمرار ولا تسمح لأى شخص بالتواجد داخل المنطقة غير أفراد الأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى