تصنف الطائرة الامريكية بدون طيار Global Hawk كطائرة استطلاع استراتيجية ، رغم انها لا تمتع بأي قدرات على التخفي فهي تمتلك من المستشعرات المتطورة بعيدة المدى ما يجعلها تعمل ، و تؤدي مهمتها بنجاح تام خارج احزمة الحماية لأنظمة الدفاع الجوي المعادية كما انها تتميز بقدراتها على مسح أكثر من ( 100 ) ألف كيلومتر مربع يوميا ، و تكفي الاشارة الا ان أحد مستشعراتها الرقمية قادر على النقل الفوري لما يزيد عن ( 50 ) ميجا بايت من البيانات في الثانية الى المحطة الارضية ، سواء عن طريق الاتصال المناشر بالمحطة أو من خلا وصلة الأقمار الصناعية الصديقة و يرجع تاريخ هذه الطائرة الى 28 فبراير من العام 1998 حين تم التوصل الى ( 5 ) عينات بحثية منها و وضعت تحت الاختبارات التجريبية منذ ربيع عام 1999 ، حيث طارت احداها طيران متصل لمدة ( 25 ) ساعة ، قطعت خلالها المسافة من فلوريدا الى ألاسكا و عادت دون توقف . و يحمل سجل هذه العينات الخمس تحطم احداها في 29 مارس 1999 فوق احدى القواعد البحرية بولاية كاليفورنيا ، و في 6 ديسمبر من نفس العام تحطمت الثانية أثناء هبوطها بسبب خلل في برنامج الهبوط ثم وضعت الثلاث عينات الباقية تحت الاختبار العملياتي الفعلي في افغنستان ، فتحطمت احداها في 30 ديسمبر عام 2001 و اعلن وقتها انه بسبب عطل فني و بدأ الانتاج الفعلي للطراز الاول من الطائرة Global Hawk في وقت لاحق تحت اسم ( RD-4A ) أو ( Block – 10 ) ، حيث انتج منه ( 8 ) طائرات و استخدمت اثناء الغزو الأمريكي للعراق في ربيع عام 2003 لكن سرعان ما احيلت للتقاعد من القوات الجوية الأمريكية في صيف نفس العام ، فانتقت البحرية الامريكية اثنتين منها لتقييمهما في مهام الحراسة الساحلية .
ثم جاء الطراز الاحدث المسمى ( Global Hawk RQ-4B ) أو ( Block – 20 ) ، الي أكد البنتاجون انه لا ينوي تسليحه مستقبلا ، بل سيبقي عليه لأغراض التجسس و الاستطلاع و رغم ذلك يمكنه التسلح بالقنابل الموجهة بواسطة ال GPS ، إما قنبلتين زنة كل منهما ( 500 ) رطل أو ( 4 ) قنابل زنة كل منها ( 250 ) رطل . يبلغ طول هذا الطراز ( 47,6 ) قدم و باع جناحيه ( 130,9 ) قدم ، وهو يختلف عن الطراز السابق البالغ طوله نحو ( 13,5 ) متر و باع جناحيه ( 35,4 ) متر . كما أن اؤتفاع الطائرة يصل الى ( 4,6 ) أمتار و تزن و هي فارغة ( 3,85 ) أطنان بينما وزنها بكامل حمولتها نحو ( 10,4 ) أطنا ، و تطير بسرعة ( 650 ) كيلومتر في الساعة و تعمل على ارتفاع ( 20 ) كيلومتر ، و يمكنها البقاء في الجو لمدة ( 34 ) ساعة متصلة و تتميز الطائرة ( Global Hawk ) بأنها بمجرد برمجتها على الأرض تقوم بإتمام مهمتها ذاتيا ، بدءا بالاقلاع و الطيران و الامداد الدئم و اللحظي و المستمر للمحطة الأرضية بالبيانات و الصور ، و حتى العودة و الهبوط . و تتيح شاشة المستخدم في المحطة الأرضية ملاحظة حالة الطائرة و مراقبة أدائها . مع قدرته على تغيير البرنامج المخطط له مسبقا لخط مرورها و أداء أجهزة استشعارها أثناء الطيران اذا تطلب الأمر ذلك و تخطط القوات الجوية الأمريكية الى امتلاك ( 51 ) طائرة ( Global Hawk RQ-4B ) ، منذ بدء دخولها الخدمة الفعلية عام 2006 و حتى عام 2012 علما بأن هناك دول أخرى أبدت اهتمام شديد بها و تدرس طلبها ، جاءت من بينها اليابان و استراليا و كوريا الجنوبية .
هذا و يتكلف انتاج الطائرة الواحدة من هذا الطراز ما يزيد على عشرة ملايين دولار أمريكي ، و يصنع هيكلها من سبائك الألمونيوم التقليدية ، بينما تصنع الأجنحة من المركبات الكربونية و تعتمد في عملها على محرك توربيني من الطراز ( AE-3007H ) الذي يمنحها دفع قدره ( 3200 ) طن ، كما انها تزود بالعديد من الأنظمة المتطورة التي تتيح لها الشوشرة و التشويش الالكتروني على الدفعات المعادية . أضف الى ذلك أنظمة الاستشعار الحديثة المتعددة البصرية أو تلك التي تعتمد على الأشعة تحت الحمراء ، وتلك الأخرى التى تأتي في مقدمته النظامان : ( SAR-MTI ) و ( HISAR )