غرائب وطرائف

عاش في مصر وأهداه القذافي قصرا في بنغازي.. قصة الابن الوحيد لعمر المختار

بينما كان عمر المختار يقاوم الاحتلال الإيطالي لبلاده في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، انفرد بابنه محمد سرًا وطلب منه الهجرة مع والدته إلى مصر عام 1927 للتفرغ إلى مقاومة الاحتلال، دون أن يشغله ابنه.

وتوفي محمد عمر المختار الابن الوحيد للمناضل عمر المختار في 12 يوليو الماضي عام 2018، ونعت ليبيا الراحل على كل المستويات الشعبية والسياسية.

لم يسر الابن الذي كان يبلغ آنذاك 6 سنوات على خطى أبيه، فقد منعته الهجرة إلى مصر من أن يشب على مقاومة الاحتلال كما كان أبوه عمر المختار الملقب بـ “أسد الصحراء”، فجاء محمد إلى مصر وعاش 18 عامًا بمدينة الحمام، وتنقل بين مدن سيدي براني ومطروح والإسكندرية وغيرها.

تلقّى تعليمه في مدرسة الشاطبي بمدينة الإسكندرية الساحلية، التي علم أثناء وجوده فيها بإعدام أبيه عام 1931، ولكنه كان وصل إلى مصر قبل أربع سنوات من إعدام أبيه.

محمد المختار الذي عاد إلى ليبيا لاحقًا وعاش ومات فيها، ينحدر من قبيلة “المنفه” وهي إحدى أكبر قبائل الشرق الليبي، عاش مع والدته ونيسة الجيلاني وبعض من أقاربه، تزوج مرتين، الأولى من ابنة عمه، عزة الفيومي عام 1942، ولم يرزق منها بذرية، ثم توفيت وبعدها، تزوج عام 1964، من فاطمة الغرياني، ورزق منها بأولاد، لكنهم ماتوا صغارا، ليبقى الوحيد الذي يحمل نسل عمر المختار، بعد وفاة أخيه وجميع أقاربه.

كرمه الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وأهداه قصرًا في مدينة بنغازي ليكون مقرًا لإقامته، لكنه رغم ذلك أيد ثورة 17 فبراير التي قامت ضد القذافي وقال عنها ” إن الثورة لا تؤيد الانفصال كما ردد القذافي، والشعب الليبي كله يد واحدة”.

لم يُعرف عن محمد معلومات عن نضاله ضد المستعمر فقد استقلت ليبيا عن إيطاليا وهو ما زال في ريعان شبابه 30 عامًا، ولم يعرف عنه كذلك انخراطه بشكل مباشر في السياسة، فعاش رفقة أبناء قبيلته بعد وفاة ابنائه حتى باغتته أمراض الشيخوخة.

كان يعاني من أمراض مزمنة، وسافرا كثيرًا خارج ليبيا لتلقي العلاج، كان آخرها إلى الإمارات قبل وفاته بثلاثة أشهر.

توفي بعد معاناة مع المرض في مدينة بنغازي عن عمر ناهز 97 عامًا.

زر الذهاب إلى الأعلى