دعا القيادى الفلسطينى، محمد دحلان، عضو المجلس التشريعى الفلسطينى، محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية إلى سرعة المبادرة والدعوة لعقد اجتماع عاجل ومشترك، يضم أعضاء المجلس المركزى والمجلس التشريعى، إلى جانب الإطار القيادى المؤقت واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بهدف تبنى ودعم الحراك الوطنى المقاوم، وإعلان رؤية وطنية شاملة يتم التوافق عليها فى الاجتماع، مع الشروع فورًا بتفعيل الإطار القيادى المؤقت وإجراءات إنهاء الانقسام، والدعوة لقمة عربية طارئة توفر الدعم السياسى والمادى للشعب الفلسطينى، مع التقدم بطلب واضح ومحدد إلى مجلس الأمن الدولى، لتوفير الحماية الدولية وفقا للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال دحلان فى صفحته على موقع فيس بوك، إن “الحاجة ملحة الآن للعمل على مستويين من الإجراءات والقرارات، مستوى عاجل ومباشر، أساسه إعلان الانحياز الواضح إلى جانب الحراك الوطنى وتوفير كل مستلزمات ديمومته وحمايته، بإتاحة كل الإمكانيات، والتخلى عن المواقف اللزجة والغامضة وعن سياسة التملص من المسؤولية، وعلى مستوى مواز، يجب التداعى فورا لاجتماعات وطنية جدية وبأجندة واضحة ومحددة، بدلا من التراشق الإعلامى والسياسى وافتعال معارك داخلية وهمية، هدفها تشتيت الجهود وإبعاد الأنظار عن المعركة الفعلية”. وأكد دحلان على “إنها ساعة للعمل، أدعو فيها أخوتى أبناء فتح على وجه الخصوص، للتلاحم مع الشعب وتقدم الصفوف فى معركة الكرامة والدفاع عن الأقصى، فقوة الحركة فى وحدتها وقدرتها على المبادرات الخلاقة، كما أن دعوتى موصولة لكافة القوى الوطنية والإسلامية، من أجل وحدة ميدانية، تفتح السبيل أمام وحدة وطنية حقيقية، وحدة تغلب مصالح الوطن والشعب، وذلك خير تكريم لشهداء وجرحى شعبنا، فلا صوت يعلو فوق صوت الشعب”. وبدأ دحلان حديثه بقوله: إن “مقاومة الاحتلال واجب وطنى وأخلاقى، وحق مقدس ومكفول فى شرائع الأرض والسماء، والحراك الوطنى الراهن، صفعة قوية على وجه كل من جرم أو حرم مقاومة الاحتلال الإسرائيلى لأرضنا وشعبنا، وما نشهده من حراك وعمليات فردية، مؤشرات قوية على رفض الذل والهوان الذى أصاب البعض، ورسالة بليغة إلى المحتل وكذلك للمجتمع الدولى، مفادها أن أشكال المقاومة قد تتغير، وموجاتها قد تتصاعد أو تتراجع مؤقتا، لكنها لن تموت، ولن تتوقف ما دام هنالك احتلال”، مشيراً إلى أنه “خلال الشهور الماضية، حذرت ولأكثر من مرة، وآخرها فى 17/9، من خطورة المنعطف الذى دخلته معركة القدس، ومن خطورة غياب رؤية وطنية شاملة، وغياب أو تغييب القيادة الفلسطينية، وابتعادها المتعمد عن نبض الشعب، مكتفية بالمزايا والمغانم الشخصية والفصائلية للانقسام، ونبهت من استحالة تقبل الشعب لاستمرار الحالة المزرية للقيادة، وكان من الطبيعى توقع هذا الاندفاع الشعبى، لملء الفراغ، والشروع فى أنماط جديدة من العمل الشعبى والميدانى، وهو ما نشهد بواكيره الآن”. وأضاف محمد دحلان “ومع كل ذلك أرى أن أمام القيادات الفلسطينية بعض الوقت لتصحيح مسارها، شريطة اختيار مواضع أقدامها بدقة دون مغالاة وأوهام بقدرتها على فرض نفسها، فليس سهلاً استعادة هيبة القيادة ومشروعيتها فى ظل الانقسام، وغياب الرؤية والإرادة، وتأكل الشرعيات الفلسطينية أخلاقيا وقانونياً، وأرجو الله أن لا يهدر قادة العمل الفلسطينى الفرصة المتاحة، والكف عن نهج القفز من القطار الذى نراه ونلمسه فى غزة ورام الله”.