يوشك التلسكوب الفضائى الجديد الذى أعدته وكالة الفضاء الأوروبية “إيسا”، على إلقاء نظرة غير مسبوقة على بعض من الكواكب الغامضة التى اكتشفها العلماء، والتى يبلغ عددها 4000 كوكب خارج نظامنا الشمسى.
ومن المقرر أن يُطلق القمر الصناعي للكواكب الخارجية (CHEOPS)، اليوم الثلاثاء من كورو، في جيانا الفرنسية، بعد ساعة تقريبًا من الآن، وتحديدًا في تمام الساعة 5:54 صباحًا بالتوقيت المحلى، وسوف يُركب التلسكوب على صاروخ Soyuz-Fregat الذى سيحمل أيضًا قمرًا صناعيًا للدفاع وخمسة أقمار صناعية نانوية تسمى CubeSats، وذلك حسب ما نشره موقع business insider.
يهدف CHEOPS إلى إلقاء نظرة فاحصة على الكواكب الأصغر من كوكب زحل، وتم تصميم عدسة الكاميرا التى يبلغ قطرها 32 سم، لدراسة حجم وكتلة الكواكب الخارجية المعروفة بـ(العالم خارج نظامنا الشمسى)، والأهم من ذلك، سوف يبحث CHEOPS أيضًا عن أجواء على تلك العوالم البعيدة، وهو مطلب لأى كوكب لاستضافة الحياة.
مثل التلسكوبات الفضائية الأخرى، سيراقب CHEOPS الانخفاضات الصغيرة فى سطوع النجوم التى تسببها الكواكب التى تمر أمامها، وتسمى العبور، لكن على عكس التلسكوبات السابقة، لن يقوم CHEOPS بمسح السماء بحثًا عن عمليات عبور لم يسبق لها مثيل، وبدلاً من ذلك، سيركز على النجوم الساطعة التى يعرف العلماء أنها تدور حول الكواكب بين حجم الأرض ونبتون.
من خلال قياس نصف قطر وكتل هذه الكواكب أثناء مرورها بين الأرض ونجومها، سيسمح CHEOPS للعلماء بمعرفة ما إذا كانت العوالم غازية، مثل نبتون، أم صخرية، مثل الأرض، وسيكون التلسكوب الفضائى قادرًا أيضًا على تحديد ما إذا كانت بعض الكواكب تحتوى على أجواء، وسيمكنهم ذلك من دعم الماء السائل، وبالتالى الحياة الغريبة على أسطحهم.
بالإضافة إلى ذلك، سوف يبحث CHEOPS عن أى كواكب ربما تكون التلسكوبات السابقة قد غاب عنها فى أنظمة النجوم المعروفة ومراقبة الميزات المرئية لبعض الكواكب، مثل الحلقات أو الأقمار، وكل هذه المعلومات ستساعد العلماء على تحديد الكواكب التى يمكن أن تدرسها التلسكوبات المستقبلية بحثًا عن علامات على الحياة.
CHEOPS هو الأول من “مهام الفئة S فى وكالة الفضاء الأوروبية”، والتى ستتكلف أقل من 50 مليون يورو (55.7 مليون دولار)، بالإضافة إلى الملاحظات التى تم التخطيط لها وجدولها بالفعل، ستخصص وكالة الفضاء الأوروبية 20% من وقت التلسكوب للعلماء الذين تقدموا بطلب لاستخدامه فى مشاريع محددة.