- عُقد منتدى الاقتصاد العالمي ( دافوس 2018 ) بسويسرا في دورته الـ (48) ، خلال الفترة من ( 23 : 26 ) يناير الجاري ، تحت شعار ( تفقد الأسباب والحلول العملية للانقسامات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتنوعة التي تواجه المجتمع العالمي ) ، بمشاركة (140) دولة ، ونحو (70) من رؤساء الدول والحكومات أبرزهم ( الرئيس الأمريكي / الرئيس الصيني / الرئيس الفرنسي / المستشارة الألمانية / رئيسة الوزراء البريطانية / رئيس الوزراء الإسرائيلي ) ، ولأول مرة يشارك رئيس وزراء الهند منذ (20) عاماً ، وفي المقابل كان هناك غياب واضح لرؤساء وملوك الدول العربية في هذا المنتدى للمرة الأولى منذ انطلاق باستثناء العاهل الأردني الملك ” عبد الله الثاني ” .. حيث حضر نيابة عنهم ممثلون من حكوماتهم سواء وزراء أو مسئولين .. على مستوى مصر شاركت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الدكتورة ” سحر نصر ” بعد أن اعتذر الرئيس ” السيسي ” عن الحضور .
- يُعد المنتدى أحد المحطات الهامة التي تتبنى العولمة ، حيث يجمع المنتدى رؤساء دول ووزراء وأعضاء برلمانات وإعلاميين وأكاديميين ، بالإضافة إلى شركات دولية عابرة للقارات ، وممثلي المنظمات غير الحكومية لتكوين تصورات مشتركة معهم حول القضايا ( الدولية / الإقليمية ) الأساسية المطروحة على جدول الأعمال في كل عام ، وذلك على مستوى المؤتمرات السنوية أو الجلسات الاستثنائية غير العادية ، كما تضمن المنتدى عدد من الجلسات الحوارية والكلمات للمشاركين ولقاءات مباشرة للمسئولين من مختلف دول العالم .
- كانت هناك العديد من القضايا التي تم مناقشتها خلال جلسات المنتدى من بينها ، جلسة بعنوان ( رؤية مشتركة للعالم العربي ) ، جلسة حول ( دور السعودية في تثبيت ودعم الاستقرار الإقليمي انطلاقًا من ثقلها السياسي والاقتصادي ) ، تناولت تلك الجلسات ( تطورات القضية الفلسطينية / الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط / أزمة الدول الـ 4 الداعمة لمكافحة الإرهاب مع قطر / التدخلات الإيرانية في المنطقة ) ، وقد أكد المشاركون في تلك الجلسات على الآتي : –
فيما يخص القضية الفلسطينية
- وجود شكوك بشأن مدى قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي ” نتنياهو ” بحل الدولتين لتسوية النزاع مع الفلسطينيين ، فالمشكلة تتمثل في الإحباط الكبير الذي يعانيه الفلسطينيون الذين لا يشعرون بأن الولايات المتحدة وسيط نزيه .
- يجب تسوية وضع القدس ضمن إطار الحل النهائي للصراع ( الفلسطيني – الإسرائيلي ) .
- لا يمكن التوصل لتسوية بين ( الإسرائيليين / الفلسطينيين ) بدون الولايات المتحدة ، وعلى الدول الأوروبية أن تعمل على إعادة العلاقات بين ( الفلسطينيين / الإدارة الأمريكية ) .
فيما يخص الأزمة السورية
- مسار محادثات جنيف يأتي نتيجة لمباحثات أستانا ولكن ليس جزءاً منها .
- تم التوصل إلى طريقة لإنشاء مناطق خفض التصعيد بالتعاون مع ( الولايات المتحدة / روسيا ) .
- منذ ربيع العام الماضي وحتى اليوم ، يعمل الجيشان ( الأمريكي / الروسي ) على مدار الساعة لتفادي النزاعات واستدامة الاستقرار في الجنوب .
فيما يخص التدخلات الإيرانية في المنطقة
- السعودية تلعب دور فاعل واستباقي للرد على التدخلات الإيرانية في المنطقة ، فليس السعودية وحدها وإنما بعض دول الخليج الأخرى لديهم مخاوفهم بعد أن رأوا ما حدث في ( اليمن / العراق / سوريا / لبنان / أجزاء أخرى من العالم ) ، السياسة السعودية الحالية تضع خطوط حمراء أمام هذا التدخل الإيراني .
- هناك فقدان للثقة مع إيران ، ويجب على إيران أن تُغير تصرفاتها وتكون جزءاً من التحالف الدولي لحماية المنطقة .
- النظام الإيراني يتدخل في شئون الدول الأخرى ، ويؤسس الجماعات الإرهابية مثل ( حزب الله في لبنان / الحوثيين في اليمن ) ، كما أن إيران تمثل النظرة الظلامية في منطقة الشرق الأوسط ، وتسعى إلى محاولة إحياء إمبراطورية دمرت منذ مئات السنين .
فيما يخص الأزمة الخليجية
أكد وزير الخارجية القطري ” محمد بن عبد الرحمن “ على أن بلاده تأمل دائماً في سد الفجوة بين ( قطر / مصر ) ، وأن الاختلافات بين البلدين ليست أساسية ، كما نفى سعي بلاده لزعزعة استقرار مصر ، مؤكداً أن استقرار مصر هام جداً للمنطقة ، كما أكد أن بلاده تعيش في حقبة تحتاج فيها إلى التعايش جنباً إلى جنب مع احترام سيادة الدول ، مُشدداً على أنه لا يوجد حل وسط عندما يتعلق الأمر بالسيادة ، مشيراً إلى استمرار قطر في الدعوة للحوار لحل الأزمة ، كما دعا إلى ضرورة أن يحثّ العالم جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات لمعالجة شواغلهم ، وفيما يخص الأزمة الأخيرة مع الامارات ، أكد أن بلاده لا تسعى إلى التصعيد العسكري مع الإمارات ، عقب احتدام الخلاف بين البلدين بسبب اعتراض مقاتلات حربية قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين .
فيما يخص بدور السعودية في المنطقة
أكد وزير الخارجية السعودي ” عادل الجبير ” أن ولي العهد الأمير ” محمد بن سلمان ” يريد أن ينقل المملكة لتأخذ مكانها الحقيقي بين مصاف الدول المتقدمة ، وفي سبيل تحقيق ذلك فهو يرى أن التغيير يجب أن يكون شاملاً ، وأضاف أن الشعب السعودي يفهم أن ولى العهد يريد أن تكون الدولة مبتكرة قوية ( داخلياً / خارجياً ) ، وأن العالم ليس معتاداً أن يرى السعودية تسير بسرعة وجرأة .
فيما يخص مستقبل الاقتصاد في المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030
أكد وزير المالية السعودي ” محمد بن عبدالله الجدعان ” على الآتي :
- الحكومة عملت على وضع إطار للخصخصة من خلال برنامج التحول الذي يهدف إلى جمع ما يقرب من (200) مليار دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة .
- تسويات حملة محاربة الفساد تبعث برسالة طمأنة للمستثمرين ، مضيفاً أنها ستساهم في تمويل المراسم الملكية المتعلقة بدعم المواطنين السعوديين.
- ضريبة القيمة المضافة ليس الهدف من وراءها الإيرادات فقط ، ولكن توجد أهداف أخرى ، وقد بدأت كل من ( السعودية / الإمارات ) في تطبيق الضريبة مطلع العام الجاري .
- السعودية أطلقت حزمة تحفيزية للقطاع الخاص ، حيث ترجو المملكة من هذا الدعم تحقيق نمو في القطاع الخاص وزيادة التوظيف .
- تكلفة الأوامر الملكية تقدر بنحو (50) مليار ريال ، لن تصرف دفعة واحدة ، وستمول من خلال الوفر في الميزانية ومن خلال ما تم تحصيله من حملات مكافحة الفساد .
- ما تقوم به المملكة من إصلاحات ومكافحة الفساد تهدف إلى خلق بيئة تنافسية عالية للمستثمرين.
- نهدف إلى خلق بيئة تنافسية عادلة بين المستثمرين ، فالقطاع الخاص شريك أساسي في التنمية من الآن وحتى عام 2030، ونأمل أن تزداد مساهمته إلى (65 %) من الناتج المحلي بحلول عام 2030 .
القضية الفلسطينية كانت حاضرة وبقوة خلال لقاء الرئيس الأمريكي ” ترامب “ – مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ” نتنياهو “ :
- اعتبر ” ترامب ” أن الفلسطينيين قللوا من احترام الولايات المتحدة عندما رفضوا لقاء نائبه ” بينس “ ، مؤكداً أنه سيعلق مساعدات بمئات الملايين من الدولارات إلى أن يوافقوا على العودة إلى محادثات سلام برعاية واشنطن ، وأن القدس خارج الطاولة ، موضحاً أن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس سيتم قبل الموعد المحدد له ، وأوضح أن إدارته تُعد حالياً خطة للسلام وصفها بأنها مُقترح عظيم للفلسطينيين يغطي الكثير من الأمور التي تم مناقشتها أو الاتفاق عليها خلال السنوات الماضية .. من جانبه أكد ” نتنياهو “ أنه لا يوجد بديل للولايات المتحدة للتوسط في اتفاق سلام بين ( إسرائيل / الفلسطينيين ) نظراً لكونها وسيطاً أميناً ومساعداً ، كما أعلن دعمه للرئيس ” ترامب ” بخصوص الاتفاق النووي مع إيران .
- لاقت تهديدات ” ترامب ” ردود فعل غاضبة من الجانب الفلسطيني ، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ” نبيل أبو ردينة “ أن سياسة التهديد والتركيع لن تجدي مع الشعب الفلسطيني ، وأن قضية القدس هي مفتاح الحرب والسلام في المنطقة ، مؤكداً التزام الجانب الفلسطيني بالسلام القائم وفق حل الدولتين ، موضحاً أنه ما لم تتراجع الادارة الأمريكية عن قرارها بخصوص مدينة القدس فلن يكون لها اَي دور في عملية السلام ، والولايات المتحدة خارج الطاولة .
وجه الرئيس الأمريكي ” ترامب ” خلال كلمته بالمنتدى عدد من الرسائل الأمريكية إلى ( الداخل / الخارج ) ، من أبرزها الآتي : –
- الرسالة الأولى : أمريكا أولاً ، حيث أكد الرئيس ” ترامب ” أنه سيضع الولايات المتحدة دائمًا أولاً ، موضحًا أن ذلك لا يعنى أن بلاده تقف بمفردها ، مشيراً إلى أن الرخاء الأمريكي خلق وظائف في مختلف أنحاء العالم ، وليس في الولايات المتحدة فقط ، كما ذكر أن الإنجازات التي حققتها إدارته خلال العام الأول من فترته الرئاسية مكنت المواطنين من الحلم بمستقبل اقتصادي أفضل ، مشيراً إلى أن معدل البطالة هو الأدنى لذلك سيكون مستقبل الولايات المتحدة أكثر إشراقاً .
- الرسالة الثانية : منع إيران من امتلاك سلاح نووي ، حيث شدد الرئيس ” ترامب ” على أنه يواصل دعوته للشركاء في الاتحاد الأوروبي لقطع الطريق أمام حصول إيران على سلاح نووي .