اتخذت منظمة الصحة العالمية خطوة هامة وجريئة وسط الحرب في غزة ووسط إطلاق النار ودفعت بعدد كبير من العمال الصحيين فى قطاع غزة لحماية أطفال غزة، وأيضا حماية البشرية من تفشى شلل الأطفال الذى ظهر من جديد بسبب الحرب بعد أن تم القضاء عليه بالعالم، وقد قامت المنظمة بدعم من شركاء المنظمة واليونيسف، والأمم المتحدة بحملتين لشلل الأطفال استهدفت عدد كبير من أطفال غزة، وقد انتهت عمل الحملتين بنجاح في قطاع غزة بعد اقبال الأمهات على تطعيم اطفالهن.
من جانبها ، قالت حنان حسن بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، إنه سيتم تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة في الفترة من 9-11 سبتمبر 2024، والتي تستهدف حوالي 150 ألف طفل.
وأضافت، إنه عندما ننعم بالسلام، يمكننا حماية الصحة العامة واستعادة الأمل والعافية، وفي اليوم الثاني من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، تلقى التطعيم أكثر من 74000 طفل” 74 ألف طفل”، ليصل العدد الإجمالي خلال يومين إلى 161000 طفل” 161 الف “، وهو ما يتجاوز العدد المستهدف وهو 156500 طفل، وذلك على الرغم من التحديات، ومن المتوقع تطعيم معظم الأطفال الباقين الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات في وسط غزة بحلول نهاية الجولة الأولى، ويعمل العاملون الصحيون دون كلل أو ملل لضمان عدم إغفال أي طفل، مع نشر 513 فريقًا ثابتًا ومتنقلاً، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو التي يزيد فيها الطلب عمّا هو متوقع”
في المرحلة الأولى..
تم تطعيم أكثر من 187 طفل دون سن العاشرة بلقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 (nOPV2) في وسط غزة خلال المرحلة الأولى من حملة تطعيم شلل الأطفال ذات جولتين، والتي أجريت بين 1-3 سبتمبر 2024. تجاوزت تغطية التطعيم في هذه المرحلة الهدف المبدئي المقدر بـ 157 000 طفل بسبب تحرك السكان نحو وسط غزة، وتوسيع نطاق التغطية في المناطق خارج منطقة التوقف الإنساني.
لضمان عدم فقدان أي طفل في هذه المنطقة، سيستمر التطعيم ضد شلل الأطفال في 4 مرافق صحية كبيرة في وسط غزة خلال الأيام القليلة القادمة، تم توريد جرعات اللقاح لهذه المواقع لتلبية أي احتياجات إضافية.
وأوضحت المنظمة، إنه لقد كان من المشجع للغاية رؤية آلاف الأطفال قادرين على الحصول على لقاحات شلل الأطفال، بدعم من أسرهم والعاملين الصحيين الشجعان، على الرغم من الظروف المؤسفة التي مروا بها خلال الأشهر الـ 11 الماضية.
قال الدكتور ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية للأرض الفلسطينية المحتلة، إن جميع الأطراف احترمت الوقفة الإنسانية ونأمل أن نرى هذا الزخم الإيجابي مستمرًا.
وأشار إلى إنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من الحملة من قبل 513 فريقاً يتكون من أكثر من 2180 عاملاً في مجال الصحة والتوعية المجتمعية، تم توفير التطعيم في 143 موقعاً ثابتاً، بما في ذلك المستشفيات والنقاط الطبية ومراكز الرعاية الأولية والمخيمات التي يعيش فيها النازحون ومساحات التجمع العام الرئيسية مثل مساحات التعلم المؤقت ونقاط توزيع الأغذية والمياه وطرق المرور العابر المؤدية من وسط غزة نحو شمال وجنوبها.
بالإضافة إلى ذلك، زارت الفرق المتنقلة الخيام والمناطق التي يصعب الوصول إليها للتأكد من وصولها إلى الأسر التي لم تتمكن من زيارة مواقع ثابتة، وجود أعداد كبيرة من الأطفال المؤهلين للتطعيم الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مواقع التطعيم بسبب انعدام الأمن، استوجب إيفاد بعثات خاصة إلى مناطق المغازي والبريج والمصدر خارج المنطقة المتفق عليها للتو من أجل وقفة إنسانية.
وقالت، إن هناك حملة مستمرة في جنوب غزة في الفترة من 5-8 سبتمبر 2024 والتي تستهدف ما يقدر بنحو 340 ألف طفل دون سن العاشرة، سيتم نشر نحو 517 فريقا، بما في ذلك 384 فريقا متنقلا بدأ ما يقرب من 300 عامل في التوعية المجتمعية بالفعل في التواصل مع العائلات في جنوب غزة لزيادة الوعي بشأن الحملة، بينما تم نقل 490 حامل لقاح و90 صندوق تخزين بارد ومستلزمات أخرى إلى خان يونس لتوزيعها على مواقع التطعيم.
وأضافت المنظمة، إن هناك حاجة إلى 90 % على الأقل من التغطية بالتطعيم خلال كل جولة من الحملة لوقف تفشي المرض، ومنع انتشار شلل الأطفال على الصعيد الدولي، والحد من خطر ظهوره مرة أخرى، نظراً للاختلال الشديد في شبكات الصحة والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، سيتم رصد تغطية التطعيمات طوال الحملة، وعند الضرورة سيتم توسيع نطاق التطعيمات لتحقيق أهداف التغطية كجزء من الاستراتيجيات المرنة لضمان تلقي كل طفل مؤهل لجرعة اللقاح الخاصة به.
حملة الجولتين التي تقوم بها وزارة الصحة الفلسطينية (MOH) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والعديد من الشركاء، تهدف إلى توفير قطرتين من NOPV2 إلى حوالي 640 ألف طفل خلال كل جولة، إن نجاح تنفيذ المرحلة الأولى من الحملة في وسط غزة هو تتويجاً للتنسيق الهائل بين مختلف الشركاء، بما في ذلك المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال والجهات المانحة، ويؤكد أهمية السلام لصحة ورفاهية الناس في غزة، ندعو جميع الأطراف إلى الاستمرار في الوفاء بالتزامها بالتوقفات الإنسانية.