ذكرت المجلة الأمريكية فورتشن أن الاقتصاد المصري يبدو وكأنه أحد أكبر الخسائر الناجمة عن حادث تحطم الطائرة الروسية بسيناء منذ (10) أيام ، مضيفةً أنه في حالة تأكد سقوط الطائرة بسبب قنبلة كما يتوقع الخبراء بنسبة (90%) فإن أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان ربما ستخسر مصدر حيوي من مصادر العملة الأجنبية وهو الأمر الذي من شأنه أن يعرقل مهمة تضميد جراح الانقسام السياسي في البلاد بعد (4) سنوات من الثورة والقمع .
ونقلت المجلة تصريحات الخبير الاستراتيجي في الأسواق الناشئة ” عماد مستاقي ” والتي أكد خلالها أن حادث تحطم الطائرة بمثابة (القشة التي قسمت ظهر البعير) لقطاع السياحة الضعيف بالفعل ، مضيفاً أن البنك المركزي المصري قام باستنزاف احتياطي العملة الأجنبية في محاولاته للحفاظ علي انحدار قيمة الجنية المصري أمام الدولار الأمريكي وهو ما أدي لانخفاض الاحتياطات الأجنبية بنسبة (30%) منذ أبريل .
كما ذكرت المجلة أن البنك المركزي ربما لن يكون قادراً علي وقف الانحدار الكبير بقيمة الجنية في حالة توقف أموال القطاع السياحي التي كانت (17%) من أجمالي عائدات العملة الأجنبية في مصر لعام (2014) ، حيث قامت كل من (روسيا / المملكة المتحدة) بوقف رحلاتها السياحية وكلاهما يمثلان (70%) من أعداد السياح الوافدين بالبلاد .
كما ذكرت المجلة أن مشاهد الفوضى تمثل ضربة مريرة للاقتصاد الذي ظهر عليه بوادر الاستقرار هذا العام بعد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب الاطاحة بالرئيس ” مبارك ” عام (2011) والانقلاب ضد الرئيس الاسلامي ” مرسي ” من قبل القوات المسلحة ، مضيفةً أن قائد الانقلاب ” السيسي ” انتهج سياسة القمع الوحشي لـ ” مرسي ” وأتباعه منذ عام (2013) .
وذكرت المجلة أنه قبل وقوع الكارثة أظهر الاقتصاد هذا العام بوادر تحسن بعد تلك السنوات من عدم الاستقرار والقمع ، وكان صندوق النقد الدولي يتوقع أن ينمو الاقتصاد أكثر من (4٪) هذا العام بالتزامن مع افتتاح قناة السويس الجديدة وإحياء إنتاج الغاز الطبيعي في دلتا النيل ، واستقرار القطاع السياحي بعد انخفاضه (40٪) من الذروة التي بلغها في عام (2010) وانخفاض معدل البطالة بالبلاد .
و أضافت المجلة أن ” عماد مستاقي ” يخشى من رد فعل ” السيسي ” إذا تم إثبات أن الإرهاب وراء حادث تحطم الطائرة وهو ما قد يجعل المشكلة أكثر سوءً ، مما يجعل من الصعب سياسياً للشركاء الغربيين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منح الدعم الاقتصادي له والذي تحتاجه البلاد ، مضيفاً أن مصر بلد مهم في المنطقة فهي بحاجة لدعم دولي كبير ، ومع ذلك يجب أن يكون هذا الدعم مشروطاً بوقف الحملة الأمنية علي الحريات المدنية والتي لا تؤدي إلا إلى تأجيج التمرد ، كما ذكرت المجلة أن استعادة السلام والأمن والثقة الخارجية سوف يتأثر كثيراً إذا تم إثبات أن تنظيم داعش هو من أسقط الطائرة .