استكملت اليوم الأحد، محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، سماع شهادة السفير ياسر عثمان، رئيس مكتب جمهورية مصر العربية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، ومقرها في رام الله منذ مايو 2009، إلى أبريل 2014، وذلك في قضية “اقتحام الحدود الشرقية”.
وأكد السفير “عثمان”، إجابة منه على سؤال المحكمة، بأنه في عام 2006، تمكنت حركة “حماس” من الحصول على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي يُعد برلمانًا له مهام الرقابة التشريعية، وتشريع القوانين، وغيرها من المهام البرلمانية.
وأضاف قائلًا: بأن فوز حماس في الانتخابات التشريعية، ترتب عليه تعيين رئيس الوزراء في هذه الفترة من “حماس” وهو إسماعيل هنية، وشدد على أن ذلك يعني أن “حماس” كانت تشارك في الحُكم حتى حدوث الانقسام بين فتح وحماس نهاية 2007، الذي ترتب عليه إقالة الحكومة الفلسطينية برئاسة “هنية”، وتعليق العمل بالمجلس التشريعي.
وتابع الشاهد مؤكدًا بأن هذا الانقسام ترتب عليه سيطرة حماس على قطاع غزة بكافة النواحي، وتولت مسئوليته بشكل كامل، واستمر رئيس الوزراء “هنية” في منصبه، ولكن أُطلق على هذه الحكومة “الحكومة المقالة”، وشدد على أن السلطة الفلسطينية رفضت سيطرة حماس على قطاع غاز واعتبرت ذلك “غير شرعية”.
وذكر السفير “عثمان” أن حماس ليست منظمة سياسية وحسب، بل لها جناح عسكري كبير، وهنا تدخل الرئيس المعزول محمد مرسي معلقًا على حديث الشاهد قائلًا :”بتقاوم الصهاينة”، ليطلب منه القاضي عدم الحديث مُجددًا دون إذن.
وتابع الشاهد قائلًا: بأن مصر تنظر إلى “حماس” على أنها جُزء أصيل من الشعب الفلسطيني، ومنظمة فلسطينية كبيرة كغيرها من المنظمات الأخرى، مُشددًا على وجود اختلاف بين علاقة مصر بحماس، وعلاقة مصر بالسُلطة الفلسطينية، فالأخيران يتمتعان بالشرعية الدولية، ويوجد تمثيل دبلوماسي متبادل بينهما.
وأجاب الشاهد على سؤال المحكمة بخصوص المعلومات التي أرسلها إلى وزارة الخارجية في القاهرة بدورها تم تحويلها للجهات المعنية بوزارة الداخلية بشأن قيام حماس بإدخال أفراد منها عبر الأنفاق، وقايمها بتصنيع ملابس عسكرية مصرية داخل قطاع غزة،، كما تم رصد قيام حماس بتصنيع ملابس عسكرية مصرية داخل قطاع غزة، تمهيدًا لنقلها عبر الأنفاق، كما تم رصد تهريب كمية من الأموال السائلة عبر الأنفاق للاراضي المصرية، قائلًا بأن المعلومات التي وردت إليه تم إرسالها إلى وزارة الخارجية، ومن ثم وتم إرسالها إلى الجهات المعنية في هذا الوقت نصًا، ذاكرًا أن المعلومات تلك وردت اليه من أكثر من مصدر، للتأكد منها، مشددًا على أن المعلومة يتم التأكد منها من أكثر من مصدر.
وأوضح السفير”عثمان”، ردًا على سؤال المحكمة، بأن كاميرات تم وضعها على الجانب الفلسطيني للحدود من قطاع غزة، لم تكن موجودة قبل 25 يناير، هدفها رصد التحركات العسكرية والأمنية المصرية على خط الحدود.
وعن علاقة حماس والإخوان، أكد الشاهد بأن ميثاق “حماس” يعتبر جماعة الإخوان هي المظلة الرئيسية للحركة من الناحية الأيدولوجية، فضلًا عن التواصل بين قيادات الطرفين.
وأوضح الشاهد ما ورد في المعلومات التي تم إرسالها من مكتب تمثيل مصر في رام الله إلى وزارة الخارجية ومن ثم إلى وزارة الداخلية، بشأن وجود مخطط بين حماس والإخوان لتحريك الجماهير الفلسطينية إلى خط الحدود مع مصر في حالة شيوع الفوضى، وتلقى الإشارة من الإخوان، ذاكرًا بأن مسألة اقتحام الحدود له سوابق عدة جماهيريًا، ذاكرًا واقعتين في 2006 و2008، تحركت فيها الجماهير طلبًا لتدخل مصر لفك الحصار الإسرائيلي، ليلفت إلى أن مصر وفرت لهم كل السبل الإنسانية ومن ثم عادت تلك الحشود.
وشدد على أن التحرك هذه المرة اختلف عن كل ما سبقه، فهذه المرة كان الهدف هو الضغط على الدولة المصرية، فوجود حشود على خط الحدود في الظروف التي تمر بها مصر يُعد تشتيب لجهودها، ويهدف إلى إرباك الوضع وخلق من حالة الفراغ الأمني.
وتُعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا، وحسن السايس، وأمانة سر حمدي الشناوي، وأسامة شاكر.
وتأتي إعادة محاكمة المتهمين، بعدما ألغت محكمة النقض في نوفمبر الماضي الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، برئاسة المستشار شعبان الشامي بـ”إعدام كل من الرئيس الأسبق محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل والقيادي الإخواني عصام العريان، ومعاقبة 20 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد”، وقررت إعادة محاكمتهم.