تواصل النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهمين بارتكاب حادث الواحات الإرهابي، الذي وقع بالصحراء الغربية عند الكيلو 135، وأسفر عن استشهاد 16 من الضباط وأفراد الشرطة أثناء مواجهة مسلحة مع عناصر الخلية الإرهابية.
واعترف المتهمون خلال التحقيقات بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية، بالإضافة إلى تلقيهم تدريبات على حمل السلاح وتصنيع المتفجرات بمعسكرات الخلية بالصحراء الغربية، كما اعترفوا بتلقيهم تدريبات متنوعة داخل معسكرات في مناطق صحراوية، على كيفية استعمال الأسلحة النارية بأنواعها، ورفع اللياقة البدنية وكيفية تصنيع وتفجير العبوات المفرقعة والسترات الناسفة المعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية، وآليات تأمين سبل الاتصال بينهم بالتواصل عبر برامج إلكترونية مؤمنة لتفادي الرصد الأمني.
خلية الواحات
كشفت اعترافات المتهم الرئيسى بخلية الواحات، الذى يحمل الجنسية الليبية، عن انتمائه وباقي المتهمين إلى تنظيم ولاية طرابلس الإرهابي، وأنه كان حلقة الوصل بين قيادات الإرهابيين بليبيا و”خلية الواحات”، وكان يتولى الإشراف على نقل الأموال من مقر التنظيم الإرهابى بليبيا إلى العناصر الإرهابية فى مصر لارتكاب أعمال إجرامية بالقاهرة وعدد من المحافظات، وكانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات إرهابية تستهدف دور عبادة خاصة بالمسيحيين بصحراء الفيوم، وأرشد المتهم فى اعترافاته عن عدد من القيادات الإرهابية الهاربة التى كانت تتولى تمويل التنظيم بالأموال والأسلحة.
ولاية طرابلس
شرح المتهم “الأجنبي” فى اعترافاته تفاصيل طرق دخول أموال الدعم والأسلحة والأطعمة والمشروبات ووسائل الاتصال إلى عناصر الخلية بالصحراء الغربية، والتى يتمكنون خلالها من تهريب الأسلحة النارية والمدافع، بالإضافة إلى التمويل، الذى كان يتم إرساله بالعملة المصرية والعملات الأجنبية ومنها الدولار والدينار إلى أعضاء الخلية بالصحراء الغربية عبر الحدود الغربية.
وأشار المتهم فى اعترافاته إلى أن الخلية اتخذت عدة مقرات تنظيمية لإيواء أعضائها ولعقد الدورات التدريبية وتخزين مواد الإعاشة وإخفاء الأسلحة وإعداد العبوات المفرقعة بمناطق جبلية بالصحراء الغربية، بالإضافة إلى معسكرات لتدريب عناصرها.
تحقيقات موسعة
كان النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، قد كلف نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين، المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة بالتحقيق في الحادث الإرهابي الذي وقع بصحراء الواحات، وأسفر عن استشهاد عدد من الضباط وأفراد الشرطة وإصابة آخرين أثناء مواجهة مسلحة مع عناصر إرهابية.
وانتقل فريق من محققي النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا إلى مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والشروق لمناظرة جثامين الشهداء جراء الحادث الإرهابي، مع التصريح بتسليم الجثامين إلى ذويها، والدفن فور انتهاء الأطباء الشرعيين من توقيع الكشف الطبي عليها، وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة لكل منها على حدة، والاستماع إلى أقوال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم بشأن ملابسات الحادث للوقوف على كيفية وقوعه.
خلية أسيوط – الخارجة
أصدرت وزارة الداخلية بيانا بشأن ملاحقة العناصر الإرهابية بالكيلو 47 بطريق أسيوط – الخارجة، التي أسفرت عن مقتل 13 إرهابيا، وقالت الوزارة في بيانها: “إنه في إطار جهود الوزارة المتصلة بملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة والمتورطة في تنفيذ عمليات العنف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، الذين يسعون لمحاولة زعزعة الاستقرار بالبلاد كشفت عمليات المتابعة ومعلومات قطاع الأمن الوطني عن تمركز مجموعة من العناصر الإرهابية بإحدى مزارع الاستصلاح بالكيلو 47 بطريق أسيوط – الخارجة، واتخاذهم من أحد من المنازل بها مأوى مؤقتا لهم بعيدا عن الرصد الأمني لاستقبال العناصر المستقطبة حديثًا لتدريبهم على استخدام الأسلحة، وإعداد العبوات المتفجرة قبل تنفيذ عملياتهم العدائية”.
استطرد البيان: “فجر 27 أكتوبر الماضى تم استهداف المزرعة المشار إليها (عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا) بمشاركة كل أجهزة الوزارة المعنية، وحال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة المحيطة بها فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة، مما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، وأسفرت عمليات التمشيط عقب السيطرة على الموقف عن العثور على 13 جثة (جار العمل على تحديدها) يرتدى بعضهم ملابس عسكرية”.