خطوات جادة وملموسة جرت خلال الأسابيع الماضية على صعيد حل الأزمة الليبية، وكانت البداية من القاهرة التي استضافت الجولة الثالثة من مفاوضات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية والذي وصل من خلاله الضباط الليبيون إلى اتفاق بينهم بعد فترة من الشد والجذب.
ولعل هذه الخطوة هامة للغاية في مسار حل الأزمة بأن يكون هناك جيش ليبي موحد يقف أمام الجماعات الإرهابية والمسلحة والتي تسعى لنشر الفوضى والسيطرة على الأراضي الليبية، فضلا عن تسلل عناصر تنظيم داعش الإرهابي مستغلال الثغرات الأمنية في البلاد بعد الخسائر التي تعرض لها في كل من سوريا والعراق.
توحيد الجيش هدف رئيسي
وأكد مسؤول في الخارجية المصرية مطلع على الملف الليبي أن مصر تسعى في الوقت الحالي للخروج بآليات تنص على توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا في أسرع وقت وقبل الخوض في مسار الانتخابات الرئاسية، حسب اتفاق الصخيرات الموقع بين الفرقاء الليبيين.
وقال المسؤول إن مصر سوف تواصل دورها من خلال اللجنة المصرية المعنية بالقضية الليبية من أجل تعزيز موقف الجيش الليبي وتوحيده تحت قيادة وطنية واحدة من أجل التفرغ للحل السياسي والإنتهاء من الخلافات بين الأطراف المختلفة لإعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية والعمل من جديد وتعزيز أمنها وأمن دول الجوار أيضاً.
وأشار المسؤول المصري إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد اجتماعات عدة في القاهرة وفي دول أخرى مجاورة بين العديد من الشخصيات الليبية سواء العسكرية أو السياسية لسرعة الإنتهاء من الخلافات بين الأطراف من أجل الوصول إلى دولة قوية موحدة.
إجراءات جديدة مُبشرة
واعتبر سفير مصر الأسبق في ليبيا أحمد وهدان أن الإجراءات التي تشهدها الأزمة الليبية خلال الفترة الأخيرة جديدة وتبدو “مبشرة” للغاية من أجل توحيد الجيش الليبي، حيث شهدت الفترة الماضية لقاءات بين قيادات عسكرية ليبية في كل من طرابلس ومصراتة ومدن ليبية أخرى، لوضع التفاصيل الخاصة بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية وهو أمر لم يحدث منذ الثورة الليبية في 2011.
وأوضح السفير أحمد وهدان أن مصر تعمل بكل قوة على توحيد المؤسسة العسكرية لنجاح ما تسعى إليه في الملف الليبي، وأن المخطط المصري لإنهاء الأزمة الليبية يواجه محاولات إقليمية عدة لإفشاله، واستمرار الوضع الراهن دون تغيير ولكن سيتم التصدي لتلك المحاولات.
وجرت المحادثات خلال الماضية بين فريقين الأول يضم ضباطا من مختلف المدن الليبية، أحدهما تابع للقيادة العامة برئاسة المشير خليفة حفتر، والآخر يمثل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.