نشر المتحدث الرسمى للقوات المسلحة المصرية، اليوم الأربعاء، قصة أحد شهداء الجيش المصرى، العقيد أ ح / أحمد عبد الحميد الدرديرى الذى ضحى بنفسه ليفدى جنوده.
نص البيان:
قصص شهداء .. الشهيد / أحمد الدرديرى ضحى بنفسه لتعيش جنوده …
الشهيد العقيد أ ح / أحمد عبد الحميد الدرديرى أحد أبطال القوات المسلحة الذى قدم نموذجاً رائعاً فى التضحية والإيثار والذى استشهد فى الهجوم الإرهابى المسلح على أحد كمائن سيناء حيث ضحى بنفسه من أجل أن يعيش زملاؤه وجنوده .
خلقه وتدينه وبره لوالديه وسلوكه الطيب وسط زملائه وجنوده صفات رائعة تحلى بها الشهيد الراحل إلى جانب حبه الشديد لوطنه وبلاده فكانت البطولات العسكرية لأبطال وقادة حرب أكتوبر العظماء قد شكلت فى وجدان الشهيد / الدرديرى شغف قوى وحب للحياة العسكرية وهذا ما دفعه للإلتحاق بالكلية الحربية حيث كان يعتبر قادة حرب قدوته ومثله الأعلى فى التضحية والفداء .
إلتحق بالكلية الحربية وتخرج منها على سلاح المشاة ليبدأ خدمته بالجيش الثانى الميدانى ثم سافر إلى السودان ليشارك فى قوات حفظ السلام هناك وذلك عقب زواجه بـ (٣) شهور ثم عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر بـ (٣) شهور ثم أكمل خدمته فى الجيش الثانى الميدانى ثم الجيش الثالث الميدانى .
خدم فى الكلية الحربية وعقب خدمته بالكلية إلتحق بكلية القادة والأركان حيث حصل ماجستير العلوم العسكرية ليعود مرة أخرى إلى صفوف الجيش الثانى الميدانى وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات أفصح فيها عن رغبته الشديدة فى المشاركة فى العلميات العسكرية فى سيناء .
تمت الموافقة على طلبه بالفعل لينقل إلى الشيخ زويد حيث وأوكل إليه مهمة الإشراف على تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد والتى كان الهدف من إقامتها قطع الطريق عن الجماعات الإرهابية وذلك بسبب تكرار الهجوم الإرهابى المسلح على بعض النقاط الأمنية .
هذا العمل كان يتطلب من الشهيد المبيت يومياً فى أحد الكمائن ليمارس مهام عمله وسط زملائه من الجنود والضباط فى جو أسرى ويشاركهم إفطار رمضان .
فى يوم ٧/١/٢٠١٥ حدث هجوم إرهابى على (٦) كمائن بالتزامن حوالى الساعة السادسة صباحاً حيث إقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها إلى الكمين ثم تلى ذلك محاولة إقتحام أخرى للكمين بسيارات دفع رباعى تحوى كل سيارة على ما يقرب من (٢٠- ٢٥) عنصر إرهابى كانوا مسلحين بأسلحة [ متعددة – قناصة -RBJ ] فقام الشهيد / أحمد الدرديرى بتفجير سيارتين قبل وصولهما إلى الكمين حيث إستشهد أحد زملائه الضباط خلال عملية محاولة إقتحام الكمين ثم أعقب هذا الهجوم هجوم أخر عن طريق مسلحين على درجات نارية يحملون الرشاشات وعلى الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين حيث صفوا منهم عدد كبير وهنا أصيب الشهيد فى قدمه اليمنى وواصل القتال حتى أصيبت قدمه الأخرى وخلال هذه المعركة الضارية أوشكت ذخيرة الكمين النفاذ فأعطى الشهيد / الدرديرى أوامره لجنوده أن يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين أخر لإمدادهم بالذخيرة حيث رفض الجنود أن يتركوه بمفرده إلا أنه أصر وطلب منهم أن يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة إليهم من قبل الجماعات الإرهابية حيث ظل الشهيد مع إثنان من جنوده يقمون بحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة وفى لحظة إخترقت رصاصة موجهة من أحد قناصة الجماعات الإرهابية إلى رقبة الشهيد حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وأودت بحياته فى ١٤ رمضان حوالى الساعة العاشرة صباحاً .
وقالت زوجته أنه كان يشعر فى أخر أجازة له معنا أنه لن يعود مرة أخرى ولم يخبرنا على الإطلاق أنه يشارك فى العمليات العسكرية فى الشيخ زويد مشيره إلى أن أخر ما قاله لها ” خلى بالك من عمر وخليه يختم القرءان علشان بمقاش قلقان عليه وقال لإبنه ” خلى بالك من ماما وأنا مش موجود ” مضيفة أنه بعد سفره بـ ٤ أيام حدث الهجوم على الكمين ونال الشهادة .