أقدم مخطوطة قبطية باقية من الأناجيل الأربعة هي بردية بودمر، ويعود تاريخها لعام 889 ميلادية، وهي أقدم مخطوطة للنسخة البحيريّة أصبحت البحيريّة هى اللهجة السائدة بعد القرن الحادي عشر ثمّ أصبحت هي الوحيدة المستخدمة.
وتعرف اللهجة البحيرية، وفقا لكتاب لغتنا القبطية المصرية لبولين تودرى، بـ”اللهجة المنفية” نسبة إلى منف، وكان المصريون يتكلمون بها فى أكبر البلاد أولًا، ثم عم استعمالها فى الوجه البحري، وصارت لغة العِلم في مدرسة هليوبوليس ثم في مدرسة الإسكندرية، ودخلت على هذه اللهجة ألفاظ يونانية صارت أعلاما لألفاظ دينية.
استعملها المسيحيون إما هربًا من الألفاظ الوثنية أو لأن الألفاظ المصرية تؤدى إلى معاني مختلفة خافوا أن يكون استعمالها سببًا من أسباب الكُفر وبقيت هذه الألفاظ في ترجمة الكتاب المقدس والقداس والتواريخ التي كُتِبَت بها، واللهجة البحيرية هذه هي الباقية إلى الآن في لغة الكنيسة القبطية، وصارت الترجمة البحيرية للأسفار هي النص الرسمي للكتاب المقدس.
وقد وُجِدَت أقدم خمسة مخطوطات مكتوبة باللهجة البحيرية يرجع تاريخها إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، ومنها مخطوطة لإنجيل يوحنا يرجع للقرن الرابع الميلادي.
وفيما عدا ذلك فإن أقدم النصوص المحفوظة باللهجة البحيرية ترجع إلى سنة 830 وتتضمن خبر نقل جسد القديس أنبا مقار.
وأغلب الكتابات باللهجة البحيرية جاءت كترجمة لكتابات كُتِبَت باللهجة الصعيدية إذ جاءت اللهجة البحيرية لتحل محل الصعيدية في الأدب القبطي بدايةً من القرن التاسع الميلادي.
يذكر أن برديات بودمر هي مجموعة من اثنين وعشرين بردية اِكتُشِفت في مصر في 1952 تحمل اسم مارتن بودمر، الذي اشتراها وتضم البرديات مقاطع من العهدين القديم والجديد، وأدبيات مسيحية مبكرة، معظم البرديات محفوظ في مكتبة بودمر، في كولوني، سويسرا خارج جنيڤ.
بردية بودمر
بردية بودمر