تحقيقات و تقارير

عاصفة من الفضائح تلاحق فرنسوا فيون

تناولت عدد من وسائل الإعلام الفرنسية الاتهامات التي يواجهها مرشح أحزاب ( اليمين / الوسط ) رئيس الوزراء السابق ” فرانسوا فيون ” حول تلقي زوجته وابنيه مبالغ مادية من وظائف وهمية معه عندما كان يعمل كنائب بالبرلمان الفرنسي ، حيث عملت ( زوجته / 2 من أبناءه ) معه كمساعدين برلمانيين ، وتقاضوا أموالاً من الدولة على تلك الوظائف ، حيث تشير التقارير أن مجموع ما تقاضته زوجته أكثر من ( 900 ) ألف يورو ، كما تقاضى ولديه حوالي ( 84 ) ألف يورو بين عامي ( 2005 : 2007 ) بينما كانا لا يزالان طالبين .

في هذا الإطار قام محققين بزيارة مكتب ” فيون ” ، حيث وصف رئيس كتلة حزب الجمهوريون الذي ينتمي له ” فيون ” ما حصل بأنه ( مداهمة ) ، فيما أعرب ” فيون ” عن استعداده للتعاون مع المحققين في هذه القضية ، لكنه أكد أنه سينسحب من الانتخابات في حال سيكون أحد المتهمين في هذه القضية ، مضيفاً أنه ليس لديه ما يخفيه لا هو ولا زوجته ، وأنه قدم معلومات مفيدة لتوضيح العمل الذي قامت به زوجته ، حيث استمع عناصر الشرطة المكلفون بهذا التحقيق إلى ( فيون / زوجته ) في ( 31 / 1 / 2016 ) ، بناءً على طلب النيابة العامة المالية في باريس ، في خطوة تعتبر طبيعية في إطار تحقيق أولي وليس علامة على الإدانة .

دفعت تلك الأزمة قوى اليمين إلى وضع خطة بديلة حال رفض ” فيون ” مواصلة الترشح في الانتخابات الرئاسية ، وأشار الإعلام الفرنسي في هذا السياق إلى أن صفوف اليمين تميل لانتخاب عمدة مدينة بوردو ورئيس الوزراء السابق ” آلان جوبيه “ بدلاً من ” فيون ” حال رفض مواصلة المشاركة في السباق الرئاسي ، وذلك رغم خسارة ” جوبية ” أمام ” فيون ” في الانتخابات التمهيدية لأحزاب ( اليمين / الوسط ) وإعلانه أنه لن يترشح مرة أخرى لمنصب الرئيس .

من جانبه أشار وزير التعليم الفرنسي السابق ” لوك فيري ” إلى أن اليمين لن يتأهل دون ” جوبيه ” إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ، مضيفاً أنه من الممكن أن تنتصر زعيمة حزب الجبهة الديمقراطية – اليمين المتطرف – ” مارين لوبان ” ، في مثل هذه الظروف ، على كل من ( بنوا هامون / إيمانويل ماكرون ) المرشحان من المعسكر اليساري ، مؤكداً أن ” جوبيه ” هو السياسي الوحيد في فرنسا القادر على التغلب بثقة على ” لوبان ” .

أكد استطلاع رأي أجرته شركة( Elabe ) للأبحاث بالتعاون مع صحيفة (Eko) أن ” فيون ” ستلقى هزيمة كبيرة حل ترشحه في الجولة الأولى من الانتخابات بعد تلك الأخبار ، وأشار الاستطلاع إلى أن ( 19% ) فقط من الناخبين الفرنسيين مستعدون حالياً للتصويت لصالح ” فيون ” ، بينما ستفوز ” مارين لوبان ” بنسبة ( 26 : 27 % ) ، فيما سيؤيد نحو  ( 22 : 23 % ) من المشاركين في التصويت وزير الاقتصاد ” إيمانويل ماكرون ” .

 أبرز ملامح برنامجه الانتخابي

يوصف ” فيون ” بأنه مرشح ( المقاولين ورجال الأعمال ) فهو يريد إحداث تغيير كبير  في الاقتصاد الفرنسي يسمح للشركات الصغيرة أن تنمو بسرعة وتخلق فرص عمل جديدة .. كما يريد تسهيل عملية تمويل الشركات الصغيرة عبر تخفيض نسبة الضرائب التي تدفعها هذه الشركات بين ( 30 %: 50% ) ، كما ينوي إعادة النظر في النصوص التي تقنن الميراث وتُسهل نقل الشركات والممتلكات العائلية من الآباء إلى الأولاد.

اقترح إلغاء حوالي نصف مليون وظيفة في القطاع العام خلال (5) سنوات ، كما يريد تمديد ساعات العمل من ( 35 : 39 ) ساعة في الأسبوع ، إضافة إلى تمديد سن التقاعد إلى (65) سنة على الأقل .. كما أعلن عن خطة تقشف تتضمن تجميد رواتب رئيس الجمهورية والوزراء في حال انتخب رئيساً .

أكد أنه لا يزال هناك وقت للحكم على الرئيس الأمريكي المنتخب ” ترامب ” ، داعياً إلى العمل معه بطريقة متوازنة وصريحة .. معتبراً فوز ” ترامب ” فرصة لا تعوض بالنسبة لـ ( فرنسا / الاتحاد الأوربي ) للعب دور قيادي على الساحة الدولية لأن أمريكا مع ” ترامب ” ستنشغل بنفسها .

أكد أنه يرغب في رفع الحظر المفروض على روسيا في أعقاب الأزمة الأوكرانية ، كما دعا للتحالف مع ” الأسد ” وروسيا للقضاء على تنظيم ( داعش ) .

هاجم ” فيون ” الرئيس التركي ” أردوجان ” واتهمه بممارسة سياسة التسلط وتقييد الحريات ، مؤكداً أنه لا مكان لتركيا حالياً في الاتحاد الأوروبي بسبب سياسة ” أردوجان ” العدائية .

اعتبر ” فيون ” في كتاب له بعنوان (هزيمة الشمولية الإسلامية ) أن الاجتياح الإسلامي الدامي لحياة الفرنسيين ينذر بحرب عالمية ثالثة ، وأنه لا توجد مشكلة دينية في فرنسا ، لكن هناك مشكلة ترتبط بالإسلام ، ولمواجهة هذا التهديد ، يعتزم في حال انتخابه رئيساً إعادة النظر في مبدأ ( سيادة الدولة ) من خلال عدد من الإجراءات منها ( بناء جهاز استخباراتي فعال / إنشاء محاكم جنايات متخصصة بالإرهاب  / رفع قدرة استيعاب السجون إلى 80 ألف مكان منها 5 آلاف في مؤسسات ذات حراسة مشددة ) .

طالب ” فيون ” بالترحيل الفوري دون إمكانية العودة للأجانب الذين يمثلون تهديداً لأمن فرنسا ، مطالباً بإعادة مناقشة مسألة إسقاط الجنسية التي تخلى عنها الرئيس ” هولاند ” .

توعد بوضع سقف لأعداد المهاجرين لفرنسا مع فرض شروط صارمة تتعلق بإتقان اللغة والالتزام بالقيم الفرنسية لكل من أراد العيش بفرنسا ، كما اشترط في برنامجه الرئاسي على كل مهاجر الإقامة الشرعية لسنتين على الأقل قبل الاستفادة من المساعدات الاجتماعية .

أكد أنه سيقوم بحل كل التنظيمات المرتبطة بالتيار السلفي في فرنسا ، وأيضاً المرتبطة بالإخوان المسلمين قائلاً ( كيف تقوم مصر بحظر جماعة الإخوان المسلمين وإدراجها في لائحة المنظمات الإرهابية ، ونستقبلهم نحن في فرنسا .. هذا غير معقول ) ، كما طالب بتوضيح علاقة فرنسا بالسعودية وقطر قائلاً ( إنها تحتضن رؤوس الإسلام المتطرف ) .

زر الذهاب إلى الأعلى