إبعاد الأطفال عن المحتوى غير المناسب على موقع يوتيوب يمثل تحديًا كبيرًا. مع وجود مليارات الفيديوهات على المنصة، كيف يمكن للأهل تصفية المحتويات غير اللائقة، سواء العنيفة أو الجنسية، أو المحرضة على الكراهية التي قد يصل إليها الأطفال؟ غالبًا ما يترك الآباء الهاتف للأطفال لمشاهدة أفلام الكارتون باعتبارها خيارًا آمنًا، ولكن في بعض الأحيان قد تعرض هذه الأفلام أفكارًا ضارة، سواء كانت دينية أو سياسية، أو محتويات تروّج للعنف أو إعلانات تلاعبية. لذلك، يجب أن يكون الأهل على دراية بكيفية حماية أبنائهم من تلك التأثيرات.
الدكتور نور الرمادي، أستاذ الصحة النفسية في كلية الطفولة المبكرة بجامعة الفيوم، يوضح بعض النقاط المهمة في هذا السياق. بدايةً، ينصح بعدم ترك الهاتف مع الطفل لفترات طويلة، حيث يؤثر ذلك سلبًا على صحة الطفل النفسية والعقلية، وقد يؤدي إلى مشاكل مثل التوحد والاضطرابات النفسية الأخرى. وإذا كان لابد من استخدام الهاتف، فمن الأفضل أن يكون ذلك تحت مراقبة الأهل، بأن يجلسوا مع الطفل ويتابعوا ما يشاهده. وفي حالة انشغال الأهل، يجب رفع مستوى الصوت ليسمعوا ما يتابعه الطفل، كحل وسط.
لمزيد من الحماية، ينصح أستاذ الصحة النفسية بمراقبة محتوى البرامج والأفلام الكرتونية التي يشاهدها الطفل، مع التأكد من أنها مناسبة لعمره وتحتوي على قيم إيجابية. يجب أيضًا فتح حوار منتظم مع الطفل حول ما يشاهده، ومناقشة أي نقاط غير واضحة أو غير ملائمة قد صادفها. وأكد على ضرورة استخدام برامج الفلاتر لمنع الوصول إلى المحتوى غير المناسب.
وفي الختام، أشار إلى أن القيم والتعاليم الدينية تلعب دورًا مهمًا في حماية الأطفال، مشددًا على أهمية توجيه الأطفال دينيًا وتعزيز القيم والأخلاق في حياتهم اليومية.