في إطار متابعة نجاح الجهود الدولية للحد من النشاط الإرهابي لتنظيمي ( القاعدة / داعش ) في قارة آسيا ، والتدخلات الأجنبية في أزمات المنطقة ، أبرزها ( الأزمة الليبية / الأزمة السورية / الأزمة العراقية ) والتي رحّلت تنظيمات إرهابية من قارة إلى أخرى فقد شكّلت القارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة استثناء وتحولت إلى بؤرة مفضلة للجماعات الإرهابية التي وجدت فيها بيئة جاذبة لأنشطتها مستغلة عدة عوامل ، أبرزها هشاشة كثير من دول المنطقة أمنياً ، وغياب أو ضعف التنسيق الأمني بين الدول الأفريقية ، إضافةً إلى استغلال هذه التنظيمات الوضع الاقتصادي المتردي لكثير من دول المنطقة ، وأشارت العديد من الدراسات والتقارير إلى وجود أكثر من (60) تنظيم إرهابي في أفريقيا ، تنطوي غالبيتها تحت لواء تنظيمي ( القاعدة / داعش ) ، وأخرى مسيحية متطرفة مثل حركة ( لأنتي بلاكا ) في دولة أفريقيا الوسطى .. وفيما يلي ( أبرز وأخطر التنظيمات الإرهابية النشيطة في قارة أفريقيا / مصادر تمويلهم ) :-
أولاً : أبرز وأخطر التنظيمات الإرهابية النشيطة في قارة أفريقيا
(( جماعة نصرة الإسلام ))
يقود هذه الجماعة الإرهابي ” إياد آغ غالي ” – أحد قادة الطوارق في مالي الذي أعلنوا التمرد العسكري على الحكومة المالية بقيادة الحركة الشعبية لتحرير الأزواد – وتضم (4) جماعات أخرى وهي : ( جماعة أنصار الدين / كتيبة المرابطون / إمارة منطقة الصحراء الكبرى / كتائب تحرير ماسينا ) ، وتقدر تقارير أمنية وإعلامية دولية عدد المسلحين يتراوح بين (1500 : 2200) مسلح – جنسيات مختلفة – ، وتصنف كواحدة من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم ومنطقة الساحل والصحراء تحديداً لأنها تضم أكبر تحالف يدين بالولاء لتنظيم القاعدة منذ تأسيسها عام 2017 ، ويشكل التنظيم تهديداً مباشراً لـ (6) دول أفريقية وهي : ( الجزائر/ مالي / النيجر / موريتانيا / بوركينافاسو / تشاد ) إضافةً إلى القوات الفرنسية المتمركزة في ( مالي / النيجر ) .
وقد كشف خبراء استخبارات عن أسباب تحالف تلك الحركات المسلحة في تنظيم واحد والذين أطلقوا عليه اسم – النمط الجديد للتنظيمات الإرهابية – ، وفسروا بذلك الخناق الذي فرضته عليها دول الساحل والصحراء والقوات ( الأمريكية / الفرنسية ) ، وأشاروا إلى القيادات التي تمتلكها هذا التنظيم الإرهابي ، خاصةً التي انشقت عن جيوش دولها .
(( جماعة بوكو حرام ))
جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة يقودها الإرهابي ” أبو بكر البرناوي ” ، كانت تحمل اسم جماعة ( أهل السنة للدعوة والجهاد ) ، وبعد ذلك غيرت اسمها بعد مبايعة تنظيم ( داعش ) ، ومن أكثر التنظيمات الإرهابية دموية في العالم وأفريقيا ، نشأت عام 2002 بمدينة ( ميدوجوري ) في نيجيريا ، ( بوكو حرام ) تعني – التعليم الغربي حرام – ، وتعمل الجماعة على التمرد على الحكومة ضد انتشار التعليم الأجنبي في المدارس والجامعات النيجرية .
هذا ويصنف مؤشر الإرهاب العالمي جماعة ( بوكو حرام ) في المركز الـ (4) بين أكثر الجماعات الإرهابية دموية في العالم ، ما جعل نيجيريا تحتل المركز الـ (3) عالمياً في قائمة أسوأ الدول تضرراً من الإرهاب .
(( القاعدة في بلاد المغرب ))
وهي من أقدم التنظيمات الإرهابية في أفريقيا يقوده الإرهابي ” عبد المالك درودكال ” المكنى بــ – أبو مصعب عبد الودود – ونفذ التنظيم عدة هجمات إرهابية بالجزائر، كان من أبرزها تبنيه محاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق ” بوتفليقة ” عام 2007 بمحافظة باتنة شرقاً ، ونتيجة للضربات الموجعة التي وجهها الجيش الجزائري للتنظيم عام 2010 تمكن عدد من قادته من الفرار إلى ( تونس / مالي ) ، كما لجأ ” درودكال ” إلى التحالف مع تنظيمات مسلحة في مالي ، لاستعادة نشاط التنظيم من جديد في ( منطقة الساحل شمال مالي ) .
يذكر أنه فى عام 2012 قرر ” درودكال ” التحالف مع ” إياد غالي ” تزامناً مع انطلاق العملية العسكرية الفرنسية ضد الجماعات الإرهابية شمال مالي عام 2013 .
حركة ( أنصار الدين )
هي من الحركات الإرهابية المسلحة التي انضمت إلى جماعة ( نصرة الإسلام والمسلمين ) عام 2017 التي كان قد أسسها الإرهابي ” إياد آغ غالي ” عام 2011 بمدينة ( كيدال ) شمال مالي ، وتعد الحركة ضمن تنظيم ( القاعدة ) ، وهي أكبر تنظيم مسلح شمال مالي ، بعد أن عاد ” غالي ” إلى المشهد مجدداً وتحديداً إلى منطقة ( أزواد ) حيث جمع مئات من أنصاره الطوارق بهدف العودة إلى العمل المسلح .
ويعمل التنظيم ضد ( القوات الفرنسية / الجيش المالي / القوات الأفريقية ) عقب التدخل الفرنسي ضد الجماعات المسلحة شمال مالي ، ووضعتها الولايات المتحدة على قائمة التنظيمات الإرهابية عام 2013 .
تنظيم ( داعش)
انتشر التنظيم في القارة الإفريقية منذ عام 2015 ، حيث تمكن أكثر من (5) آلاف من مسلحي التنظيم من الفرار إلى أفريقيا ، بعدما انحسر نشاطها في ( سوريا / العراق ) على يد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ، ويتركز تواجد ( داعش ) في عدد من الدول الأفريقية ، وهم : ( الصومال / ليبيا / نيجيريا / النيجر / الكاميرون / مالي / بوركينافاسو / الكونغو الديمقراطية / موزمبيق / تونس ) .
وفي مصر .. تمكن الجيش المصري من شل حركة تنظيم ( أنصار بيت المقدس ) الإرهابي والذي يدعى تبعيته لتنظيم ( داعش) في شبه جزيرة سيناء من خلال عمليات عسكرية واسعة نجحت في قطع طرق تمويل وإمداد التنظيم الإرهابي بالسلاح ، فضلاً عن خسائره الفادحة في الأرواح الأسلحة والمتفجرات والمركبات والعدة والعتاد .
3 – الجزائر .. تمكن الجيش من القضاء على ( جند الخلافة ) بعد عام من تأسيسه ومبايعته لـ ( داعش ) عام 2015 .
ثانياً : (( مصادر التمويل ))
كشفت تقارير أصدرتها ( الإنتربول / الخارجية الأمريكية ) عن قائمة لتمويل الجماعات الإرهابية في قارة أفريقيا ، وتأتي على رأس هذه القائمة ( تجارة المخدرات / تجارة البشر /عمليات خطف لطلب فدية / عمليات التجارة الغير مشروعة في النفط والفحم والماس والذهب ) .