تحقيقات و تقاريرخاص الحدث الآنعاجل

” الحدث الآن ” يقدم : دراسة مترجمة حول توقعات موقع ( ستراتفور ) الاستخباراتي الأمريكي للقضايا الساخنة على الساحة الدولية خلال الفترة من ( يوليو : سبتمبر ) 2020

الحلقة الثالثة : جنوب آسيا

 (( العلاقات بين الهند والصين .. ستحتل محور اهتمام السياسة الخارجية الهندية ))

1 – ستشكل التوترات بين ( الهند / الصين ) عاملاً مؤثراً في سياسات الهند الخارجية خلال هذا الربع ، وذلك في أعقاب أعنف الاشتباكات بين القوتين منذ عقود ، حيث إن المنافسات ( السياسية / الاقتصادية ) في منطقة المحيط الهادي الهندي بين القوتين زادت من التوترات الثنائية بينهما ، أما الآن فسوف يدفع الضغط السياسي المحلي رداً على الاشتباكات في سلسلة جبال ( لاداخ ) الهندية إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد الصين ، وستثير هذه العوامل إمكانية اتخاذ إجراءات ( دبلوماسية / اقتصادية / سياسية ) إضافية.

2 – سيستمر خطر اندلاع عمليات عسكرية في المستقبل في المناطق المتنازع عليها مثل ( لاداخ ) طوال الربع الثالث ، على الرغم من أن كلا الجانبين سيسعيان لتجنب صراع عسكري أكبر ، كما أن الهند سوف تحاول تعويض تأثير الصين في المنطقة من خلال تعميق التعاون مع دول جنوب آسيا الأخرى واللاعبين الإقليميين ، منها ( أستراليا / إندونيسيا / اليابان / الولايات المتحدة ) ، ومع ذلك ، فإن ( المخاوف السياسية الداخلية / الأطر القانونية والتنظيمية / مقاومة الجهات الخارجية ) ستمنع الهند من الانغلاق على نفسها .

(( النمو الاقتصادي الرئيسي في الهند .. سيواجه بطء في التعافي بفضل تداعيات فيروس كورونا ))

1 – يحاول رئيس الوزراء الهندي ” ناريندرا مودى ” وحكومته التركيز بقوة على احتواء فيروس كورونا داخل البلاد ، مع استمرار دفع عجلة الاقتصاد ، فمن المرجح أن تشهد الهند زيادة كبيرة عدد الإصابات بالفيروس ، ولكن من غير المرجح أن تقوم الدولة بإغلاق البلاد مرة أخرى ، وذلك نظراً لأن ” مودي ” يعطي أولوية للاقتصاد ، إن استمرار التركيز المستمر على فيروس كورونا سوف يعمل على تأخير الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي كان يأمل ” مودي ” أن يتمها هذا العام ، حيث من المتوقع أن يتم تأخير تلك الإصلاحات حتى ( 2021 / 2022 ) .

2 – سيبدأ النمو الاقتصادي الرئيسي في الهند في الانتعاش هذا الربع بعد انهياره خلال الربع الثاني بسبب إغلاق البلاد ، ولكن الانتعاش سيكون غير متكافئ للانهيار الحادث ، فمن المرجح أن يواجه الفقراء عبء الأزمات الإنسانية والاقتصادية ، كما أنه من المحتمل أن يتم تطبيق إغلاق جزئي لبعض المناطق .

(( أفغانستان .. التوجه نحو بدء محادثات سلام هشة ))

هناك احتمال كبير أن تبدأ محادثات داخلية بين ( الحكومة الأفغانية / حركة طالبان ) – وهي أول محادثات من نوعها منذ الغزو الأمريكي في عام 2001 – خلال الربع الثالث ، على الرغم من أن أي تقدم سيكون بطيئاً وتدريجياً ، من غير المرجح حدوث اختراق لهذه المحادثات ، حيث سوف تظل العملية هشة للغاية وعرضة للانهيار طوال الربع ، فتماشياً مع اتفاقها التاريخي مع طالبان ، ستواصل الولايات المتحدة الانسحاب التدريجي لقواتها ، كما أنه من الممكن أن يتم تسريع وتيرة تلك العملية بسبب الدوافع السياسية المحلية في الولايات المتحدة بغض النظر عن الديناميكيات ( الأمنية / السياسية ) في أفغانستان ، أو استمرار طالبان في علاقتها بالقاعدة ، حيث سيعود هذا الانسحاب بالنفع على طالبان لاستغلال أفضلية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية التي بدأت تفقد الدعم من حليفها الأقوى وهي الولايات المتحدة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى