وكانت أسعار النفط العالمية قد شهدت هبوطا حادا منتصف عام 2014 حيث انخفضت من مستوى يتراوح بين 110 -120 دولار للبرميل إلى أقل من 30 دولار للبرميل، وهو الأمر الذى ألقى بظلاله على اقتصاديات وموازنات الدولة النفطية وفى مقدمتها دول الخليج العربى وفنزويلا وأيضا روسيا التى تعد اكبر منتج للنفط فى العالم .وتحولت أسعار النفط من القاع فى يناير 2016 إلى القمة خلال يناير 2018 عدد من الأسباب.
اتفاق خفض الإنتاج
ويأتى على رأس الأسباب التى أدت إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية استمرار اتفاق خفض الإنتاج النفطى بين منظمة الدول المصدرة للبترول الأوبك وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وعدد من كبار المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا، وذلك منذ بداية يناير 2017 وحتى نهاية العام الجارى، بتخفيض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، وذلك بناء على قرار المنظمة خلال اجتماعها فى نوفمبر 2016.
وقبل تفعيل قيود خفض الإنتاج النفطى كان يتم تداول خام القياس العالمى مزيج برنت عند مستوى 40 دولار للبرميل.
التطورات السياسية والعسكرية فى الشرق الأوسط
التطورات فى منطقة الشرق الأوسط، التى تشهد خلال السنوات الماضية صراعات فى عدد كبير من دولها وعلى رأسهم سوريا التى تشهد صراعا دوليا يضم روسيا والولايات المتحدة الامريكية وإيران ، بالإضافة إلى الاتهامات المتبادلة بين السعودية وإيران، وذلك فى أعقاب إطلاق جماعة الحوثيين صاروخا باليستيا من اليمن، على العاصمة الرياض، مما اعتبرته السعودية عدوانا عسكريا ومباشرا من النظام الايرانى فى النزاع باليمن، وامكانية ان يقود هذا التوتر الى حرب جديدة فى المنطقة بين ايران والسعودية، وهو ما زاد من مكاسب أسعار النفط خاصة أن السعودية من كبار منتجى النفط على مستوى العالم.
المخاوف التى انتابت الأسواق النفطية تجاه الاستقرار السياسى داخل المملكة، بسبب حملة مكافحة الفساد، التى شهدت توقيف عدد من الامراء والمسئولين بالمملكة، الأمر الذى ساهم فى تحقيق مكاسب جديدة للنفط .
تراجع إنتاج ليبيا وفنزويلا
الأوضاع فى السياسية والعسكرية فى ليبيا، والتى أسهمت بارتفاع الاسعار، بسبب تراجع إنتاجها إلى 900 ألف برميل يوميا، بسبب الاضطرابات الحاصلة فى البلاد، بالإضافة الى الاضطرابات المستمرة فى فنزويلا العضو فى منظمة أوبك، وأكبر احتياطى نفطى فى العالم، والذى تناقص إنتاجها إلى ما دون مليونى برميل يومياً.
التهديدات الأمريكية المستمرة لإيران، بعد رفض الرئيس الأميركى دونالد ترمب المصادقة على الاتفاق النووى الإيرانى، بالإضافة إلى الحرب العراقية ضد تنظيم داعش، ومحاولات إقليم كردستان الانفصال عن العراق فى الاستفتاء الذى جرى قبل نهاية العام الماضى .
الحرب التجارية بين أمريكا والصين
ومن بين الأسباب التى ادت إلى ارتفاع أسعار النفط الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرض الضرائب المتبادلة على السلع المستوردة من الطرفين .
ويعد أحد أهم الأسباب نمو الاقتصاديات الكبرى وهو ما يتجسد فى نمو الطلب على النفط فى كلا من دول الاتحاد الاوروبى من جانب والصين من جانب أخر، كما ان الأخيرة أصبحت اكبر مستورد للنفط والتى بلغ متوسط استيرادها للنفط خلال عام 2017 نحو 8 ملايين برميل نفط يوميا.
وكانت وكالة الطاقة الدولية توقعت نمو الطلب فى 2018 بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، فيما أكد تقرير صندوق النقد الدولى، ان زيادة الطلب على النفط، دليل عن تحسن الاقتصاد العالمى.
العوامل التى تؤثر فى مسار النفط الفترة المقبلة
وعن استمرار أسعار النفط فى تحقيق المكاسب أو التوقف عند هذا الحد أو هبوطها فإن ذلك يتوقف على عدد من العوامل التى ياتى على رأسها مدى نمو النفط الصخرى، فزيادة فى إنتاج النفط الصخرى الأمريكى ستؤدى إلى زيادة المخزونات من النفط، التى تحاول أوبك تقليلها خلال الفترة الاخيرة.
ومن بين الأسباب المنوط بها تحديد مسار أسعار النفط تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط بين السعودية وروسيا أو الاندماج فيما بينهما فى منظمة دولية جديدة، بالإضافة على حجم الطلب من الصين والهند والولايات المتحدة الامريكية واليابان على النفط، وكذلك نتائج الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة التى من شانها أن تكون محددا هاما فى أسعار النفط خلال الفترة المقبلة.
ومن بين الأسباب تطور تجربة السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى أزمة الاتفاق النووى الإيرانى، وكذلك الازمات السياسية والعسكرية فى العديد من الدول .
