سبب نزولها
أنه عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن سلام قال : قعدنا نفر من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – [ فتذاكرنا ] وقلنا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تبارك وتعالى عملناه ، فأنزل الله تعالى : ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ) إلى قوله : {( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )} إلى آخر السورة ، فقرأها علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم مناسبة السورة لما قبلها : لما ختمت الممتحنة بالنهى عن موالاة أعداء الله والبراءة منهم افتتحت الصف بما يقتضيه التخلى عن الموالاة وهو تنزيه الله عزوجل وفى سورة الممتحنة نجد الحديث عن الجهاد بإيجاز إذ يقول تعالى :” { إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ} …..” بينما بسط فى سورة الصف إذ يقول تعالى :”إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4″ يقول تعالى : {“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(11) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”} السورة ترتكز على محورين الأول وحدة الدين أن هذه الشرائع السماوية التوارة والإنجيل والقرآن تخرج من مشكاة واحدة المحور الثانى الحث على توحيد الصفوف والاجتماع على قلب واحد استعداداً للجهاد فى سبيل الله وبيان فضله عند الله قال تعالى : {” سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ “} تبدأ السورة بتنزيه الله عزوجل عن كل ما لا يليق به فكل ما فى السموات والأرض يسبح له وهذا يدل على وحدة الكون تحت تصرف إ له واحد فهو الغالب فوق عباده يعز من يشاء ويذل من يشاء وحكيم يدبر شئون عباده ويصرف أمورهم وفى قوله {“يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ”} قال جمهور المفسرين أنها نزلت حين تمنوا فرضية الجهاد عليهم ، فلما فرض نكل عنه بعضهم وهو عتاب من الله خاطب فيهم الإيمان ليشعل حرارته فى قلوبهم إذ من شأن المؤمن الحق أن يكون قوله مطابقاً فعله والأصل فى الآيات أنها نزلت عامة تنفع لكل زمان ومكان فهذا سلوك يمقته الله فى المؤمن أن يعد ولا يفى ويخالف فعله قوله فهو بذلك واحد من ثلاث من آيات النفاق فعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، إذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ” وصدق الشيخ على الطنطاوى حين قال ” أنزل الله القرآن ليكون دستواراً، ونظاما نطبقه، فاكتفى أناس منا بتلاوة ألفاظه والتطريب في قراءته، وافتتاح الحفلات وختامها به، وبين تلاوة الافتتاح وتلاوة الاختتام، ما لا يرضي الله ولا يوافق الإسلام ” وإذا كانت السورة محورها قائم على فكرة الجهاد فى سبيل الله فلابد أن ينقى الصف من الشوائب ومعوقات الإيمان قبل الحديث عن الجهاد فالنفاق كالسوس ينخر فى الصف المسلم فيضعف قواه ويجبن عن مواجهة عدوه فدعاهم لتوحيد الصفوف فى قوله {“إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (4)} . “. فالآيات تبين لنا أن الله عزوجل يحب المجاهدين ولكن ليس أى جهاد إنما جهاد فى سبيله وليس لدنيا أو رئاسة متوحدين على كلمة واحدة صفا واحدا فى ثبات وصمود فتزيد قوتهم المعنوية ويتنافسون بينهم ويدخل الفزع فى قلوب أعداءهم فأن الله يريد أن تتوحد القلوب قبل الصفوف حتى إذا نظر الله لها وجدها خالصة له فأنزل عليهم النصر وأيدهم بجنوده فالدين ليس دين أفراد منعزلين عن العالم كل يعبد ربه على حده ولكن لا يكون الاختبار الحقيقى للفرد إلا باحتكاكه بالمجتمع وتفاعله مع الآخرين ثم تأتى الآيات تذكر المؤمنين أن لا يكونوا مثل قوم موسى وعيسى عندما خذلوا انبيائهم وتخلوا عن دعوتهم فقد أبى قوم موسى القتال معه وأنكر بنى اسرائيل ما جاء به عيسى من البينات وأعرضوا عن دعوته إذ يقول تعالى : {{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ}} (5) تبين الآيات إيذاء بنو اسرائيل لموسى بالرغم من أنه أنقذهم من فرعون وملئه وهو رسولهم وقائدهم وأن من شأن الرسل أن تصدق وتعظم ولا تؤذى فكم جاهد موسى فى تقويم اعوجاج بنى اسرائيل ولكن القوم مردوا على التكذيب والإيذاء لانبياءهم فهو فى مرحلة صرعه مع فرعون كان يدعوهم إلى الصبر واليقين فى وعد الله فإذا بهم يستهزءن به إذ يقول تعالى “قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ” انقذهم من فرعون بمعجزة فإذا وصلوا إلى شاطىء الآمان أشركوا بالله بدلا من أن يشكروه على ما أنعم عليهم و خلصهم من العذاب فإذا بهم يبغون إلها غيره يعبدون العجل من دون الله إذ يقول تعالى :” قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ” كما أنهم أساءوا الأدب مع ربهم عندما أمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسة فما كان منهم إلاأن قالوا ” {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) } ” [ المائدة] فجازاهم الله على إصرارهم على الكفر وعنادهم بأن آمال أفئدتهم عن الهدى فلم تعد تبصر الحق وإن جاءتها الآية تلو الآية كلما جاءهم رسول سخروا منهم بل ودبروا المكائد لقتله وفى النهاية كيف يهدى الله قوما زاغت قلوبهم فلم تعد تنفعهم موعظة ولم يعودوا صالحين لحمل هذه الرسالة وقد كانت هذه الآيات لها وقع التخفيف عن النبى وما يتعرض له من إيذاء المشركين فنراه يذكر موسى فيقول “رحِمَ اللهُ أخي موسى لقد أُوذِيَ بأكثَرَ مِن هذا فصبَرَ”. ثم يأتى الحديث عن عيسى بن مريم ورسالته التى جاء بها إلى قومه . يجرى الله على لسانه كلمة الحق إذ يقول : {( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم)} أنه رسول الله فلم يقل لهم إنى إله ولا ابن إلاله ولا ثالث ثلاثة جاءهم مصدقا للرسالة السابقة التوارة يؤيدها ويُكملها مبشرا بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين وهذا يدل على وحدة الرسالات وأنها من منبع واحد وأن الإنجيل جاء مكملاً للتوراة وقد بشر عيسى عليه السلام بمحمد صلى الله عليه وسلم وكأنها سلسلة واحده يكمل بعضها بعضاً ويصدق بعضها بعضا وبنو اسرائيل يعلمون ذلك جيدا من نفوسهم ولكن ينكرونه بل ويدعون أنه السحر فقد كان اليهود ينتظرون نبياً قد أطل زمانه ولكن عندما ظهر من العرب وليس منهم قرروا عداوته إلى يوم القيامة ومن علمائهم من أقر بذلك مثل عبد الله بن سلام ونحن لا نحتاج إقرارهم فسواء ذكر أو لم يذكر فى كتبهم فقد ذكر فى القرآن {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ } ……” [سورة الاعراف 157] ولم يكل ولم يمل اليهود فى عداوتهم للإسلام منذ أن تحالفوا مع المشركين والمنافقين على النبى والمؤمنين فى المدينه فى غزوة الأحزاب وهم الذين أوقعوا بين الأوس والخزرج فى البداية فاضطر النبى لحصارهم وإجلائهم من المدينة مثل يهود خيبر وبنى النضير وهم سبب غزوة بنى قينقاع عندما كشف يهودى ستر امرأة من المسلمين فقامت الغزوة لذلك وحتى بعد موت النبى كانوا سبب الفتن فى كل زمان ومكان فهم سبب فتنة الخوارج الذين خرجوا على حكم الله وعلى على رضى الله عنه بتأليب من عبد الله بن سبأ اليهودى الأصل وهم سبب فى سقوط الدولة العثمانية وقيام دولة علمانية فى تركيا ثم أخذ العداء اتجاهات آخرى مثل ادعاء الأكاذيب فى السنة وحشوا تفسير القرآن بالإسرائيليات والتشكيكك فى أصول الدين ثم الحرب الأخلاقية على شباب المسلمين عن طريق وسائل التواصل الحديثة التى تغلغلت داخل كل بيت لتفسد أخلاق الشباب وتبعدهم عن دينهم وتضعف إيمانهم وتفسد الزوجة على زوجها والابن على أبيه ومن أظلم ممن يدعى الى الهداية وما فيه سعادته ولا يلبى النداء إذ يقول تعالى :” {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)} ” ظلموا النبى باعاء انه ساحر وافتروا على الله الكذب فاحلوا ما حرم الله كما كتموا ما عرفوا من حق ولم يبلغوه للناس إذ يقول تعالى ” { وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَـٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} [140″ البقرة ] ” {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} ( [159) البقرة] انهم لا يكلون ولا يملون من نسج الأباطيل وإثاره الشبهات حول الإسلام فمرة بإدعاء أن الاسلام ظلم المرأة ومرة بقضية تعدد الزوجات ومرة أن الإسلام دين إرهاب وهم فى تشويههم لصورة الاسلام كالذى ينفخ فى الشمس يريد أن يطفىء وهجهها وآنى له ذلك ؟ إذ يقول تعالى : {يريدُونَ لِيُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (8) لان دين الله نور لا يمكن أن تطفئه أفواه الكافرين ولا تطمسه أفئدة الحاقدين وفى قوله {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} . هو الذى تفضل على خلقه وأرسل لهم نبى العالمين يهديهم الطريق وشهادة من الله أنه الدين الحق وأنه وحده الذى تكفل بحفظه إذ يقول تعالى :” {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} ” [سورة الحجر ] وقد حرفت الديانات الآخرى وزيد عليها أو مزقت وقد أنزلت لأمة بعينها أو لزمان بعينه فهى محدودة لم تشمل الزمان والمكان إلى يومنا هذا كما هو الحال مع الإسلام الذى كتب الله له الظهور على الدين كله مهما حاول أعداؤه أن يطمسوا الهوية الإسلامية عند شباب وأطفال الأمة مهما حاولوا التحريف والتشكيكك فى نصوصه يؤيد الله له من يدافع عنه ويعيش لخدمته وقد يقول قائل كيف هذا وأمة الإسلام اليوم فى ذيل الأمم نعم هى كذلك لأن المسلمين اكتفوا بمجرد الانتساب للإسلام ولم يهتدوا بهديه ولم يقوموا بحقه فسلط عليهم أعداءهم فأذاقوهم الذل والهوان فنحن نحتاج أن نُفعل الدين فى نفوسنا حتى تهابنا الأمم بعد أن بينت الآيات أن أصل الأديان واحد يسقون من معين واحد والدعوة إلى توحيد الصفوف تحت راية واحدة وهى الإسلام يدعوهم إلى التجارة الرابحة فى الدنيا والآخرة و صيغة السؤال للتشويق وجذب الانتباه إذ يقول : {{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ}} (10) وقد قدم الربح على ذكر نوع التجارة لأهمية الأمر وفضله عند الله فهو ذروة سنام الإسلام تلك التجارة التى تجمع بين الإيمان بالله والعمل الذى يدلل على صدق الإيمان وهو التضحية بالنفس فى سبيل الله إنها صفة بينه وبين من يبذل نفسه وماله من أجل إعلاء كلمة الله وما الجزاء يا رب ؟ قال تعالى { “يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} إنه مغفرة الذنوب من منا يضمن فى الدنيا أنه إذا مات سيغفر له ذنوبه ؟ لا أحد يضمن كلنا نرجو ونجتهد وعلى الله القبول ولكن فضل الله على المجاهدين يعوضهم عن تضحيتهم فى الدنيا بالمغفرة والجنة وليست جنة واحدة بل جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن تطيب لها النفوس فى الدرجات العلى من الجنة ربح البيع يا من جاد بنفسه لله فإن الذى يتاجر بماله فيربح عشرة دينار يفرح ويسعد فما بالك بمن يربح جنة عرضها السموات والأرض أبدية لافناء لها تاجر فى أيام قليلة يعيشها فى الدنيا ليربح الخلود فى دار النعيم وفى قوله {(وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ)} بعد ذكر الفوز الآخروى ذكر الفوز الدنيوى بالنصر على الأعداء والتمكين لدين الله فى مشارق الأرض ومغاربها وهذا وعد من الله للمؤمنين كلتا الحسنيين إذا هبوا لنصرة دينهم والتضحية من أجله نصر فى الدنيا ونعيم فى الآخرة ولكن الله سبحانه وتعالى خالق هذه النفس وأعلم بمواطن ضعفها ويعلم انجذاب الإنسان لمادة الطين التى خلق منها وأن النفس تؤثر السلامة وترضى بالواقع فتجد الآيات تعلى من همة المؤمن وتدعوه لنصرة الحق والدفاع عن الدين إذ يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} 14” تدعوهم للاستجابة لله ولرسوله وطاعته بأقوالهم ، وأفعالهم ، وأنفسهم ، وأموالهم ، كما فعل عيسى عليه السلام مع تلاميذه حين قال لهم من أنصارى إلى الله ؟ فكانت إجابتهم نحن أنصار الله ونحن هل سأل أحدكم نفسه من ينصر الله فى قلبه ؟ فيكون هو المحرك الأساسى له من ينصر الله فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فإن أرفع مكانة للعبد أن يكون داعيا إلى وناصر دينه وماذا عن بنى اسرائيل آمنت طائفة منهم وكفرت طائفة استكباراً على الحق فأيد الله الفئة المؤمنة وجعل كلمة الله هى العليا فى النهاية فاعتبروا يا أمة محمد و كونوا أنصار الله ودعاة دينه، ينصركم كما نصر من قبلكم، وتكون لكم الغلبة على عدوكم