تعقد الدورة الافتتاحية لمنتدى أسوان في الفترة ۱۱ – ۱۲ ديسمبر، برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان أجندة للسلام والأمن والتنمية المستدامة في أفريقيا، وذلك استنادًا إلى “أجندة ۲۰۱۳: أفريقيا التي نريدها”، وإلى مبدأ “الحلول أفريقية للمشكلات الأفريقية”؛ ونرصد أبرز المعلومات عن المنتدي:
مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي وريادتها الموضوعات إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات في أفريقيا فقد بادرت بتدشين منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين ليكون المحفل الأول من نوعه في أفريقيا لدراسة العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة، وإيجاد حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية من خلال الربط بين السياسات والممارسات العملية.
يشارك في المنتدى المقرر عقده في شهر ديسمبر من كل عام رؤساء الدول والحكومات والمسئولون رفيعو المستوى من الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والخبراء للتباحث بشأن التحديات والفرص التي تواجهها القارة ووضع التوصيات الكفيلة بالتعامل معها.
وتنطلق الدورة الافتتاحية بـ”أجندة للسلام والأمن والتنمية المستدامة في أفريقيا”، ويوفر المنتدى للجهات الفاعلة والشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين فرصة فريدة من أجل:
• تقييم الفرص والتحديات الحالية للسلام والأمن والتنمية في أفريقيا.
• وضع توصيات وأدوات عملية مناسبة للسياق لتعزيز تنفيذ أجندتي “التنمية المستدامة” و”استدامة السلام” في أفريقيا.
• توفير منصة رفيعة المستوى لجميع الشركاء لاستكشاف سبل جديدة ومبتكرة للتعاون المستقبلي.
الهيكل التنظيمي للمنتدى:
تم إنشاء مجلس استشاري دولي يضم شخصيات مرموقة دولية وأفريقية، يقدم التوجيه الإستراتيجي، ويشرف على تنظيم المنتدى.
ويتولى مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام التابع لوزارة الخارجية مهام السكرتارية التنفيذية للمنتدى، وهو أحد مراكز التميز المعتمدة من الاتحاد الأفريقي في التدريب والبحوث وبناء القدرات، وذلك تحت إشراف لجنة تنسيق وطنية، تترأسها وزارة الخارجية المصرية، على أن يدعم المركز شركاء المعرفة من المراكز التدريبية والبحثية الأفريقية والدولية.
ويسبق انعقاد المنتدى إعداد ونشر ” تقرير أسوان للسلام والتنمية “، ليكون أساسًا لبدء الحوار.
النتيجة المتوقعة:
إعلان أسوان للسلام والتنمية المستدامين
وبحسب البيان فأن إمكانيات القارة الأفريقية هائلة، ولكنها غير مستغلة الاستغلال الأمثل فالقارة تضم ما لا يقل عن نصف أسرع اقتصادات العالم نموًا، كما أنها غنية بالموارد وتشهد موجة من التوسع الحضري وحركة التصنيع والتنوع الاقتصادي، مما يزيد من أهميتها في الاقتصاد العالمي ليس فقط كسوق، بل أيضًا كمحرك للنمو العالمي، كما أنها القارة الأكثر شبابًا على مستوى العالم، وسيصل حجم سكانها بحلول عام ۲۰۳۰، إلى خمس سكان العالم.
وبالرغم من ذلك فإن هذه الآمال العظيمة يهددها عدد كبير من الأزمات والتحديات والمخاطر للسلم والأمن والتنمية فمن ناحية لا تزال أفريقيا أكثر قارات العالم معاناة من النزاعات، وما تسببه من خسائر بشرية وأضرار فادحة للاقتصاد والنسيج الاجتماعي، وتدمير للبنية التحتية ومن ناحية أخرى، اشتدت وطأة أزمة الهجرة والنزوح القسري الحالية حتى بلغت مستويات غير مسبوقة ومن ناحية ثالثة يزداد خطر الإرهاب وتستغل التنظيمات الإرهابية ضعف وهشاشة مناطق النزاعات للاستيلاء على الأراضي والسيطرة عليها وهو ما يشكل تحولًا جذريًا في طبيعة التهديد الإرهابي ذا عواقب وخيمة ناهيك عن العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة، ما يشكل نوعًا جديدًا من التهديدات التي لا تعترف بحدود.
وبالرغم من تشابه التهديدات الراهنة للسلم والأمن والتنمية في أفريقيا مع التحديات القديمة التي واجهتها القارة فإن التهديدات الحالية فريدة من نوعها في عدة جوانب: أولها تزامن تلك التهديدات وتكرارها وضخامتها وآثارها التي لم يسبق لها مثيل وثانيها عدم قدرة الطرق التقليدية لتسوية النزاعات على التعامل معها وثالثها هي ما تكشفه تلك التهديدات من أوجه ضعف وقصور في هياكل وآليات السلم القارية، ومن خلل في هياكل الحوكمة العالمية في عالم يموج بعدد كبير من الأزمات الحالية والمحتملة.
في ظل هذه الظروف والأزمات فلا غني عن القيادة الأفريقية، إنها مسئولية هذا الجيل من القادة الأفارقة وواضعي السياسات والمفكرين لتوفير الحلول الوطنية الأفريقية للمشكلات التي تواجهها القارة من أجل حماية الحاضر وتأمين مستقبل الأجيال القادمة.