فور إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي ” آبي أحمد ” عبر التليفزيون الرسمي للبلاد عن إحباط محاولة انقلاب بمدينة بحر دار عاصمة ولاية ( أمهرا ) شمال غرب البلاد ، حيث أدت إلى مقتل حاكم الولاية ، ” أمباتشو ميكونين ” ومستشاره الخاص ، وذلك عقب تعرضهما لهجوم بمكتبيهما خلال اجتماع للحكومة ، كما تحدث رئيس الوزراء عن سقوط قتلى وإصابات في المحاولة الانقلابية ، دون أن يذكر رقماً محدداً للضحايا ، وأوضح أن بعض المسئولين بـ ( أمهرا ) كانوا في اجتماع عندما أطلق زملاء لهم النار عليهم ، مؤكداً أن معظم الأشخاص الذين قاموا بمحاولة الانقلاب تم اعتقالهم ، فيما لا يزال عدد قليل منهم طلقاء ، كاشفاً عن ( جهات مأجورة ) تقف وراء تنفيذ المحاولة الانقلابية الفاشلة ، مشدداً على أن الوضع في البلاد والإقليم تحت السيطرة .
وتزامن ذلك مع مقتل رئيس أركان الجيش ” سيري ميكونين ” بمنزله في العاصمة أديس أبابا متأثراً بإصابته خلال قيامه بالتنسيق للرد على المحاولة الانقلابية في ولاية ( أمهرا ) ، حيث تم إطلاق النار عليه من قبل حارسه الشخصي .. وحسبما أعلن التليفزيون الرسمي فإن رئيس جهاز أمن ولاية ( أمهرا ) ” أسامنيو تسيجي ” هو الذي يقف وراء هذه المحــاولة الانقــلابية ، وهو شخصية عسكرية غير مرموقة داخل الجيش ومعروفة بتمردها على الحكومات المركزية ، وتعرض من قبل لاعتقالات سابقة لهذه الأسباب ، حيث تولى منصب رئيس الأمن في ولاية ( أمهرا ) كنوع من التسوية السياسية خلال التحركات الإصلاحية التي يقوم بها رئيس الوزراء ” أحمد ” منذ توليه منصبه ، كما أكد ” نجوسو طلاهون ” السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء أن مجموعة مسلحة حاولت إسقاط حكومة ( أمهرا ) والسيطرة على السلطة ، لكن تم إحباط المحاولة ، مضيفاً أن الحكومة الفيدرالية ستتدخل لتهدئة الأوضاع ، بعد أن تم إحباط المحاولة التي قامت بها مجموعة تدعي أنها ( قوة تغيير ) ، موضحاً أن محاولة الانقلاب غير دستورية وتهدف إلى إحباط السلام الذي تحقق بالمنطقة ، وأضاف : ( هذه المحاولة يجب أن يدينها جميع الإثيوبيين ، والحكومة الفيدرالية لديها كل القدرة على هزيمة هذه الجماعة المسلحة ) .
وقد احتشد آلاف الإثيوبيين لتشيع جسمان رئيس هيئة أركان الجيش ” سعري مكنن ” الذي قتل خلال محاولة انقلابية بإقليم أمهرا يوم السبت الماضي ، وقد شهدت مراسم التشييع مشاركة شعبية ورسمية بارزة ، كان في مقدمتها ( رئيس الوزراء أبي أحمد / رئيسة البلاد سهلي ورق زودي ) ، وسط إجراءات أمنية مشددة .. وقد أقامت إثيوبيا مراسم تأبين لرئيس أركان الجيش ، وقد تجمع مئات الجنود والضباط بالزي العسكري للمشاركة في المراسم التي أقيمت بقاعة كبيرة بوسط أديس أبابا ، كما تم إغلاق طرق بإثيوبيا من أجل المراسم ، وشددت السلطات الإجراءات الأمنية ، ونقل نعشا ( رئيس أركان الجيش سيري مكونن / جنرال متقاعد ) إلى القاعة ملفوفين بعلم إثيوبيا ، وقد زُينت صور للرجلين بالزي العسكري بزهور صفراء ، حيث سيدفن ” سيري ” بمنطقة أمهرة مسقط رأسه غداً .
وايضاً أفادت مصادر مطلعة بأن المعطيات الأولية التي بدأت تظهر بشأن ملابسات محاولة الانقلاب ، كشفت عن تورط قيـادات ( أمنية / عسكرية ) بارزة في هذه المحاولة ، ووفقاً لمصادر أمنية إثيوبية ، فقد تم وضع رئيس جهاز الاستخبارات الجنرال ” حسن إبراهيم ” تحت الإقامة الجبرية بمنزله بأديس أبابا ، لحين انتهاء التحقيقات حول دوره بدعم محاولة الانقلاب بإقليم ( أمهرا ) ، وعلاقاته باغتيال رئيس أركان الجيش الإثيـوبي ، حيث أشار العديد من المراقبين إلى احتمال تورط جهات سياسية ومسئولين كبار في الحكومة الفيدرالية في العملية .. وفي السياق ذاته أثار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الشكوك والأسئلة حول ملابسات وتوقيت الزيارات التي يقوم بها كل من ( نائب رئيس الوزراء دمقي مكنن حسن إلى الولايات المتحدة / وزير الخارجية جيدو أندرغاشيو إلى المانيا ) ، بالتزامن مع محاولة الانقلاب .. الجدير بالذكر أن المسئولين المذكورين ينتميـان لقـومية الأمهرا ولديهما نفوذ سياسي كبيــــر داخل الإقليم .