يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي السودان، اليوم الخميس، ومن المقرر عقد قمة مشتركة مع الرئيس عمر البشير، وجلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية، والتعاون المشترك بينهما في كافة المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الأفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة الرئيس السيسي للخرطوم في إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين في كل المجالات، وبما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والسوداني الشقيقي.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات المصرية- السودانية أوجه التعاون بين البلدين وسبل تنميتها، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في “ليبيا وسوريا وفلسطين واليمن” والتعاون في مواجهة الإرهاب، كما تعطي القمة دفعة كبيرة للعلاقات المصرية السودانية والتعاون المشترك لأعلى المستويات.
وتتناول المباحثات تفعيل كل مسارات التعاون الثنائي وسبل تخطي العقبات التي تعتريها، والمضي قدما نحو مزيد من توطيد وترسيخ التعاون القائم بين البلدين الشقيقين فضلا عن التشاور حول التحديات التي تواجه البلدين في محيطهما الإقليمى وكيفية مجابهتها، وكذلك التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر والسودان في عدد من المجالات من بينها الكهرباء السكك الحديدية الطرق البرية والأمن الغذائي وصولا للتكامل المنشود بين البلدين.
وشهدت العلاقات المصرية السودانية شهدت نقلة نوعية والعديد من الإنجازات في كافة المجالات وبدء تنفيذ مشروع الربط الكهربائي والاتفاق على ربط السكك الحديدية في البلدين وغيرها من أوجه التعاون في مختلف المجالات.
ويفتتح الرئيسين السيسي والبشير اليوم معرض إيجي ميد برو” للمنتجات الطبية في قاعة الصداقة بالخرطوم وهو المعرض الذي يمثل خطوة جديدة على طريق التبادل التجاري بين مصر والسودان ودعمًا للشراكة التجارية والاستثمارية والاقتصادية بين البلدين.
ويشارك في المعرض كبار المصنعين والمصدرين من القطاعات ذات العلاقة بالمنتجات الطبية كالأدوية والمكملات الغذائيةوالمستلزمات الطبية، وأيضا مقدمي الخدمات الصحية، كما يشهد عقد لقاءات ثنائية بين العارضين والمستوردين السودانيين فضلا عن عقد ورش عمل متخصصة على هامش الملتقى يتم خلالها بحث الطرق التي تواكب الحركة العالمية في تصدير أحدث المنتجات بقطاعات المنتجات الطبية والأدوية وعروض مقدمي الخدمات الصحية.
كما يشارك في المعرض أيضًا ممثلو اتحاد الصناعات والغرف الصناعية المتخصصة المصرية ومجلس الأعمال المصري السوداني ووزارتا الصحة والصناعة بمصر.
ويوقع رجال الأعمال السودانيون والمصريون على اتفاقية للتعاون المشترك في المجال الاستثماري والتجاري وذلك بحضور الرئيسين.
ويشارك في المباحثات الموسعة كلا من السفير سامح شكرى وزير الخارجية، المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، الدكتور هشام عرفات وزير النقل، الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى، والسفيرة نبيل مكرم وزيرة الدولة لشئون الهجرة والمصريين بالخارج، والدكتور محمد شاكر ووزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، ومحمد سعفان وزير القوى العاملة، والدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء مصطفى شريف رئيس ديوان رئيس الجمهورية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، واللواء محسن عبد النبي مدير مكتب الرئيس، والسفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية وأسامة شلتوت سفير مصر بالسودان.
حرص حكومة البلدين
ومن جانبه أكد رياض أرمانيوس رئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري السوداني المشترك أن الاجتماع الثاني للمجلس بالخرطوم ينعقد بمشاركة حكومية متميزة مبينا أنه تأكيد على حرص حكومة البلدين على تعزيز دور القطاع الخاص من الجانبين باعتباره المحرك الرئيسي لتنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين الشقيقين.
وأشار أرمانيوس إلى أهمية التعامل مع كافة التحديات الراهنة التي تؤثر على انسياب حركة التجارة والخدمات وانتقال رءوس الأموال فضلا عن ضرورة رفع الحظر المفروض من جانب السودان على الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية.
ولفت رئيس الجانب المصري في هذا الإطار إلى أنه سيتم خلال الزيارة الحالية عقد ورشتي عمل مقدمة من وزارة الصحة المصرية تشمل استعراض التجربة المصرية في مكافحة فيروس الكبد الوبائي سي وتجربة هيئة الإسعاف المصرية بهدف نقل التجربتين إلى الجانب السودانى.
وتوقع المهندس يوسف أحمد يوسف رئيس اتحاد الغرف التجارية، رئيس الجانب السوداني بمجلس الأعمال السوداني المصري المشترك، أن تنساب التجارة بين الدولتين وتحل كثيرا من الإشكاليات عقب توقيع عدد من الاتفاقيات يوم الخميس، وقال إن اتفاقيتهم مع القطاع الخاص المصري تجيء ضمن الاتفاقيات الموقعة، متوقعا أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين بعد سنتين من مليار ونصف دولار إلى ملياري دولار.
وأكد يوسف أهمية انسياب التجارة بين الدولتين وزيادة الاستثمارات نسبة للميزة النسبية التي تتمتع بها الدولتان واعتبر مصر منفذا لرجال الأعمال السودانيين إلى أوروبا وفي المقابل السودان منفذا لمصر إلى أفريقيا.
وقال يوسف إن المنتدى الخاص برجال الأعمال دوري يناقش عددا من الإشكاليات التي تواجه القطاع الخاص في الدولتين، مشيرا إلى أن القطاع الخاص السوداني وجد الاستجابة من الحكومة السودانية في حلحلة كثير من المشكلات.
منافع مشتركة
وأكد أن الجانبين يسعيان إلى تحقيق منافع مشتركة في إطار الحريات الأربع وصولا إلى التكامل الاقتصادي، كما من المقرر أن يوقع رجال الأعمال السودانيون والمصريون على اتفاقية للتعاون المشترك في المجال الاستثماري والتجاري وذلك بحضور الرئيسين.
وتشهد العلاقات التجارية بين مصر والسودان حاليًا تطورًا ملحوظًا حيث بلغ حجم التبادل التجاري السلعي بين البلدين خلال عام 2017 نحو 554 مليون دولار كما بلغ حجم التبادل التجاري السلعي بين البلدين خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري نحو 364 مليون دولار منها 222 مليون دولار صادرات مصرية و142 مليون دولار واردات، وأن صادرات قطاعات مواد البناء، والمنتجات الكيماوية والأسمدة والصناعات الدوائية والطبية والصناعات الغذائية والسلع الهندسية والإلكترونية تأتي على رأس الصادرات المصرية للسوق السوداني في حين تشكل اللحوم والحاصلات الزراعية أهم الصادرات السودانية للسوق المصري.
كما تقدر الاستثمارات السودانية في مصر بنحو 81 مليون دولار موزعة على 271 شركة تعمل في القطاعات الصناعية والتمويلية والخدمية بالإضافة إلى بعض الاستثمارات في القطاعات الزراعية والإنشائية والسياحية، بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في السودان خلال الفترة من عام 2000 وحتى عام 2013 نحو 799 مليون دولار موزعة على 78 مشروعًا صناعيًا وزراعيًا وخدميًا، لافتًا إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك والاستفادة من الإمكانيات الكبيرة والفرص المتاحة للارتقاء بمعدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.