قصص النجاح قد يسطرها أفراد طبيعيون تحلوا بالعزيمة والإصرار وتحدي الظروف، فتحولهم إلى نماذج للإلهام وقدوة لمن أراد السير على دربهم، لكن الأكثر إلهامًا هم أولئك الذين تحدوا المستحيل عينه، وحققوا ما قد يعجز عنه كثير من الأصحاء، هنا نتحدث عن ذوي القدرات الخاصة، الذين قهروا الظروف وامتلكوا الجرأة لخوض هذا التحدي.
رحمة خالد، فتاة من ذوي القدرات الخاصة بالكاد تخطت العقد الثاني من عمرها، وفي ذات الوقت فهي بطلة أوليمبية رياضية في جعبتها 170 ميدالية بينهم 7 ميداليات دولية، فضلًا عن تقديمها برنامجًا للطهي عبر موقعي «يوتيوب» و«فيسبوك»، ومع ذلك لم يتوقف طموحها عند هذا الحد، ولم يفي بشغف قهر المستحيل لديها.
صاحبة الـ170 ميدالية في رياضات السباحة والتنس الأرضي وكرة السلة، أطلت للمرة الأولى كمذيعة بعد تدريب لمدة 7 أيام، قدمته لها قناة «DMC» لتقول: «سأكون مذيعة وهو حلم عمري الذي أتمنى تحقيقه، وبدأت في ذلك بالفعل قبل أسبوع»، حيث ستطل عبر شاشة القناة كل ثلاثاء، بصحبة الإعلامي رامي رضوان، في برنامجه «8 الصبح».
في الحلقة التي وعدها فيها بالظهور معه في فقرة أسبوعية، قال عنها رامي رضوان: «هي فتاة تحدت التحدي مرة واثنين وثلاثة، وتشع بالبهجة والطاقة الإيجابية».
ترغب «رحمة» في العمل الإعلامي حتى تغير نظرة المجتمع لذوي القدرات الخاصة، باعتباره أيسر الطرق لذلك، بعدما أظهرت من خلال مسيرتها أن الظروف لم تكن يومًا حاجزًا بين الإنسان وطموحه وأحلامه.
تذكر أن مشوارها مع برنامج الطهي «مطبخ رحمة» بدأ بالصدفة، بنشر فيديو قصير بهدف توعية الأسر بقدرة ذوي القدرات الخاصة على إنجاز الأمور، حتى يشركوا أبناءهم معهم في المطبخ، ولينموا قدرتهم على الاعتماد على أنفسهم دون قلق ذويهم.
بهدوء وابتسامة دائمة، تبث الفتاة متحدية المستحيل إلهام ذوي القدرات الخاصة، بمسيرتها الملهمة عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتوعية الأسر والآباء الذين رزقوا مؤخرًا بأطفال معاقين، فخلف كل بطل أسرة قوية ساعدته على رسم طريقه وتحدي ظروفه وتحقيق آماله، فـ«رحمة»، ليست النموذج الوحيد لمن تحدى الإعاقة وقهر المستحيل، وحقق ما يعجز عنه كثير من الأسوياء في مثل عمرها.
وتقول البطلة البارليمبية الذهبية: «هي إعاقة ولكننا تغلبنا عليها، فمصطلح (المعاقين) ليس لقبًا سيئًا ولكن نحن متحدي إعاقة وذوي قدرات خاصة، وأنشر صوري ليروا أن بإمكاننا تحقيق أمور كثيرة».