عقب جولته بالمتحف القومى للحضارة المصرية ومنطقة الفسطاط وبحيرة عين الصيرة، توجه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إلى منطقة سور مجرى العيون، لمتابعة آخر المستجدات المتعلقة بتنفيذ الإزالات بالمنطقة عقب نقل المدابغ إلى مدينة الروبيكى، وكذا خطة تطوير المنطقة وفق رؤية تخطيطية حديثة تعظم من الاستفادة من هذه المنطقة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى.
وخلال الجولة التى رافقه خلالها عدد من الوزراء، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، وجه رئيس الوزراء بإزالة المبانى داخل المنطقة بالكامل، ووضع خطة عمل يومية عن موقف الإزالات لمتابعتها، حتى إتمامها، على غرار ماحدث فى منطقة مثلث ماسبيرو، تمهيدًا لبدء تنفيذ مخطط التطوير الطموحة للمنطقة.
واستمع رئيس الوزراء إلى عرض من محافظ القاهرة حول آخر المستجدات المتعلقة بالمدابغ، حيث أشار إلى أن المحافظة قامت بهدم عدد 117 مدبغة من المدابغ التى تم تعويضها ماليًا أو بوحدة فى مدينة الروبيكى، وبهذا يصل اجمالى المدابغ المتبقية والمفترض هدمها مع تعويض مالى لاصحابها المستحقين وفق الضوابط والإجراءات التى وافق عليها مجلس الوزراء هو 156 مدبغة، بالإضافة إلى الأنشطة التجارية فى نفس المنطقة (محلات ومخازن ومصانع غراء ومقاهى ومطاعم)، وذلك للمستحقين وفق الضوابط والإجراءات، كما اشار إلى أن المحافظة حددت مدة زمنية للإنتهاء من أعمال إزالة المنطقة مع إعطاء مهلة واضحة لأصحاب الأنشطة لنقل كافة متعلقاتهم.
وفيما يتعلق بالوحدات السكنية، فقد أشار العرض إلى أنه تم الانتهاء من نقل 356 أسرة من منطقة ابو السعود إلى حى الأسمرات 3 فى وحدات جديدة مفروشة، وجار متابعة نقل كافة المواطنين المستحقين من المنطقة إلى الوحدات السكنية المتاحة فى حى الأسمرات 3.
واستعرض وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الرؤية التخطيطية والمقترحات الخاصة بتطوير المنطقة بعد الانتهاء من اعمال النقل والإزالة للمدابغ الموجودة بها، بحيث تتناسب مع طبيعة المناطق التراثية المحيطة ومنها سور مجرى العيون الأثرى وجامع عمرو ومنطقة مجمع الاديان وحفريات مدينة الفسطاط الأثرية ومتحف الحضارة.
وأشار وزير الإسكان إلى أن الرؤية التخطيطية لتطوير منطقة مجرى العيون تهدف إلى إعادة إحياء وتوظيف الاراضى المتداعية داخل القاهرة التاريخية لتتوجه بشكل أساسى إلى إنشاء أنشطة واستخدامات بديلة تؤكد على دور القاهرة كمركز ثقافى حضارى سياحى، هذا إلى جانب العمل على حماية الهوية التاريخية من خلال التكامل مع النسيج العمرانى التاريخى للمنطقة وتحقيق التكامل بين البيئة التاريخية المتميزة للموقع والبيئة العمرانية التى سيتضمنها الموقع الجديد، وذلك من خلال خلق بيئة عمرانية تعد مقصدًا سياحيًا ذا شخصية متميزة، مع تقديم تجربة عمرانية وسياحية متميزة وقابلة للمنافسة.
وتعتمد فكرة التطوير على خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافى للقاهرة التاريخية بحواضرها التاريخية من خلال دعم دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول هذا المحور، لتأكيد الاستمرارية التاريخية للقاهرة التاريخية، ويتيح لأول مرة الاستمتاع بأكثر من 313 أثرًا مسجلًا بنطاق القاهرة التاريخية، هذا إلى جانب العمل على تعزيز الربط بين الموقع وبين المناطق التاريخية المحيطة به من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالًا اكثر استدامة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة فى الانتقال.
وأوضح وزير الإسكان أن المخطط العام للفكرة التصميمية لمشروع التطوير، يتضمن إقامة منطقة الثقافة والفن، والتى ستتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركز للفنون الحركية، فضلًا عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التى تقدم المطبخ المصرى التقليدى، هذا إلى المطابخ الاخرى العربية والعالمية.
ويتيح المخطط العامة لمشروع التطوير منطقة للتسوق لمختلف المنتجات الحرفية والتراثية، كما يتيح منطقة سكنية تعبر عن الطابع التاريخى للموقع.
من جانبه، أوضح وزير الآثار أن مشروع ترميم سور مجرى العيون، يأتى ضمن مشروع متكامل لتطوير منطقتى مجرى العيون والفسطاط، مشيرًا إلى أن هناك مقترحات لإعادة توظيف سور مجرى العيون كمتحف للمنشآت المائية، وإقامة منطقة خدمات وممشى للزائرين.