- تدخل فرنسا في سباق مع روسيا للحصول على أعلى نسبة لتصدير القمح لأفريقيا هذا العام ، في محاولة منها لاستعادة حصتها في تصدير القمح بعد الحصاد السيئ للقمح الفرنسي عام (2016 / 2017 ) ، والذي أتاح الفرصة للقمح الروسي في الدخول للأسواق الأفريقية ، ووفقًا للتقديرات ، وحسبما ذكرت صحيفة ( فرنسا 24 ) الفرنسية ، والتليفزيون الفرنسي أن روسيا تمكنت من إزاحة فرنسا من السيطرة على صادرات القمح الفرنسي لقارة أفريقيا هذا العام ، وأفقدت باريس الأولوية وقبضتها على الغذاء الرئيسي في القارة ، حيث أخذ القمح الروسي مكان القمح الفرنسي في إفريقيا ، ولم يبقى لفرنسا سوى بضعة أسواق ضئيلة بسبب الاجتياح الروسي للسوق الإفريقي ، وذلك بسبب قيام روسيا بتطوير جودة قمحها بشكل واسع وعرضه بأسعار أقل ، إضافة إلى قيام روسيا بحملة تسويق واسعة ، تسببت في انخفاض صادرات فرنسا خارج أوروبا من (10) مليون طن إلى (6) مليون طن في عام واحد ، وهو انخفاض قياسي .
- من جانبها توقعت وكالة ( بلومبرج ) الأمريكية أن تصل مخزونات القمح في روسيا لأعلى مستوياتها منذ العصور السوفياتية على الأقل ، وهو ما يبقى أسعارها منخفضة ، ليمثل ذلك ضربة لمنافسيها في الاتحاد الأوروبي ، ورغم تصدير موسكو المزيد من القمح أكثر من أي بلد آخر خلال ربع قرن ، لا يزال من المتوقع أن ترتفع مخزونات روسيا بنسبة (50%) تقريباً ، وأوضحت الوكالة الأمريكية أن هذه المخزونات ستُصعب الأمر على فرنسا – أكبر مصدر في الاتحاد الأوروبي – لإعادة بناء حصتها في الأسواق الخارجية .
- في هذا الصدد أكد المدير الإداري في شركة سوفيكون للاستشارات الروسية ” أندرى سيزوف ” أن ارتفاع المخزونات الروسية سيضمن قدرة موسكو على منافسة صادرات الاتحاد الأوروبي حتى نهاية الموسم الجاري ، وسيعاني مزارعو الاتحاد الأوروبى من التنافس مع طوفان من الصادرات الروسية الرخيصة إلى الأسواق العالمية مع انخفاض الشحنات الخارجية ، كما أكد خبير فرنسي في مجال الزراعة ” ألكسندر بوي ” أنه إذا هبطت الأسعار الروسية أكثر من ذلك ، وفقدنا القدرة التنافسية في أسواق أفريقيا فسيكون من الصعب الهيمنة على الحصة السوقية مرة أخرى .
- تأكيداً لما سبق ، أكد رئيس شركة تصدير الحبوب الفرنسية ” بيير دوكلوس ” أن القمح الروسي تفوق على الفرنسي لأن تكلفته أرخص بنسبة (30٪) ، مشيراً إلى أن متوسط حجم المــزارع الفرنسية تبلغ نحو (150) هكتار مقارنة بنسبـــة المزارع الروسية التي غالباً ما تصل لـ ( 1000 ) أو (2000) هكتار ، موضحاً أن دولاً مثل السنغال غيرت مستوردها من القمح تماماً ، فتحولت بشكل كامل من فرنسا إلى روسيا ، ما تسبب في خسائر فادحة لفرنسا ، كما أكد أيضاً باحث في معهد العلاقات الاستراتيجية في باريس رفض ذكر اسمه ، أن التاريخ يعيد كتابته من جديد ، موضحاً أن العصر الحالي يؤكد انحطاط فرنسا في الأسواق الإفريقية ، مشيراً إلى أن شمال أفريقيا الذي يستهلك نحو (35%) من الواردات من القمح حول العالم ، تحول من فرنسا إلى القمح الروسي الذي نجح في تحسين جودته .
- في المقابل ، صرح وزير الزراعة الروسي ” ألكسندر تكاتشوف ” بأن بلاده تنوي الحفاظ على مركز الصدارة في مجال تصدير القمح رغم انخفاض الإنتاج هذا العام ، مستبعداً أن يؤثر انخفاض إنتاج القمح هذا العام إلى (110) مليون طن على خطط الدولة في مجال تصدير القمح ، وأوضح بأن روسيا ستتمكن من الحفاظ على الصدارة بفضل المحصولين القياسيين للعامين الماضيين ، ما سيسمح بالحصول على احتياط منتقل لا يقل عن (20) مليون طن .
- الجدير بالذكر أن روسيا كانت قد جنت محصولاً قياسياً من الحبوب عام ( 2016 – 2017 ) ، حيث بلغ (134.1) مليون طن ، لتكسر الرقم القياسي الذي سجل في الاتحاد السوفيتي عام 1978 ، عندما تم جمع (127.4) مليون طن ، في حين بلغ محصول القمح عام 2017 لأول مرة في تاريخ البلاد (85.8) مليون طن ، ووصل حجم الصادرات الروسية من الحبوب العام الماضي مستوى قياسياً بلغ (35.474) مليون طن من بينها (27.075) مليون طن من القمح ، أما في هذا العام فتأمل وزارة الزراعة أن يصل حجم الصادرات إلى ( 45 :47 ) مليون طن من الحبوب ، لتصل صادرات القمح منها لـ (40) مليون طن .