تعد الألعاب الإلكترونية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة أطفالنا في العصر الحديث، حيث يجدون فيها متعة لا مثيل لها ومجالاً واسعاً للتسلية والترفيه، ولكن، هذه الألعاب ليست بريئة تمامًا كما تبدو، فبجانب الترفيه، تحمل معها مخاطر جدية قد تهدد حياة أطفالنا وصحتهم النفسية والجسدية، حيث تحولت من مجرد أدوات للمرح إلى قنابل موقوتة داخل منازلنا.
وقد كشف المهندس “محمد مغربى” استشاري التأمين الرقمي والذكاء الاصطناعى، عن أبزر المخاطر الناجمة عن هذه الألعاب الإلكترونية، إضافة إلى كيفية حماية أطفالنا من مخاطرها.
وأوضح “مغربي” أن أبرز المخاطر الناجمة عن الألعاب الإلكترونية تنقسم إلى التالي:
1. المخاطر النفسية:
– الإدمان: تعد الألعاب الإلكترونية من بين أبرز مسببات الإدمان لدى الأطفال، حيث يمكن أن يقضي الطفل ساعات طويلة دون وعي وهو غارق في عالم اللعبة، مما يؤدي إلى عزله عن العالم الواقعي وابتعاده عن الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع أسرته.
– التأثير على الصحة العقلية: قد تؤدي الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف أو محتوى غير مناسب إلى تعزيز السلوك العدواني لدى الطفل أو تطوير مشاعر القلق والاكتئاب.
2. المخاطر الجسدية:
– الإجهاد البصري وقلة الحركة: الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات قد يؤدي إلى مشاكل في العين وآلام في الظهر والرقبة، بالإضافة إلى نقص النشاط البدني الذي يمكن أن يسبب زيادة في الوزن ومشاكل صحية أخرى.
– التعرض لإصابات جسدية: هناك حالات سجلت تعرض الأطفال لإصابات جسدية نتيجة تقليد حركات وأفعال يقومون بها داخل الألعاب، وخاصة تلك التي تتطلب تحركات بدنية.
3. المخاطر الأمنية:
– التحرش الإلكتروني: الأطفال قد يكونون عرضة للتحرش الإلكتروني أو التنمر من قبل لاعبين آخرين، مما يعرضهم لضغوط نفسية حادة قد تؤثر على سلامتهم النفسية.
– الاختراقات الإلكترونية: بعض الألعاب قد تحتوي على ثغرات يمكن أن يستغلها القراصنة للوصول إلى بيانات شخصية للطفل أو أسرته، مما يعرض الأسرة لمخاطر أمنية.
حماية الأطفال من مخاطر الألعاب الإلكترونية
وفيما يتعلق بحماية الأطفال من مخاطر الألعاب الإلكترونية، أوضح “مغربي” أن الامر يتطلب استراتيجية متكاملة تجمع بين دور الأهل والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
وقدم بعض النصائح والخطوات العملية التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك كما يلى:
1. دور الأهل:
– مراقبة المحتوى والوقت:على الأهل أن يتابعوا بدقة نوعية الألعاب التي يمارسها أطفالهم
يُنصح باختيار الألعاب التي تتناسب مع عمر الطفل وتجنب تلك التي تحتوي على مشاهد عنف أو مضمون غير مناسب، بالإضافة إلى ذلك، يجب وضع حدود زمنية صارمة للعب اليومي، بحيث لا يتجاوز وقت اللعب ساعتين يومياً.
– إعداد جدول يومي متوازن:
لتنظيم وقت الأطفال، يمكن للأهل إعداد جدول يومي يشمل أنشطة متنوعة مثل الدراسة، الرياضة، القراءة، واللعب مع الأصدقاء، هذا الجدول يساعد على تقليل اعتماد الطفل على الألعاب الإلكترونية كمصدر وحيد للترفيه.
– تقديم بدائل جذابة:
لتحفيز الأطفال على الابتعاد عن الألعاب الإلكترونية، يمكن للأهل تقديم بدائل ممتعة وجذابة مثل الأنشطة الفنية، الحرف اليدوية، ألعاب الطاولة (Board Games)، أو ممارسة رياضات جماعية تساهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والجسدية.
– التحدث عن المخاطر والتوعية:
يجب على الأهل أن يشرحوا لأطفالهم المخاطر المحتملة للألعاب الإلكترونية بطريقة تتناسب مع أعمارهم، التحدث بصراحة عن موضوعات مثل التنمر الإلكتروني، الإدمان، والتحرش الرقمي يمكن أن يساعد في بناء وعي لديهم ويجعلهم أكثر استعداداً لمواجهة أي مواقف غير مريحة.
– المشاركة الفعالة:
يمكن للأهل الانخراط في ألعاب أطفالهم بين الحين والآخر لفهم طبيعة الألعاب ومراقبة سلوك أطفالهم أثناء اللعب، هذا التفاعل يمكن أن يعزز من الترابط الأسري ويمنح الأهل فرصة لتقديم النصائح بطريقة ودية ومباشرة.
2. دور التكنولوجيا:
– استخدام برامج الرقابة الأبوية المتقدمة: هناك العديد من التطبيقات والبرامج المتاحة التي تتيح للأهل التحكم في الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها أطفالهم، هذه البرامج توفر إمكانيات مثل مراقبة وقت الشاشة، تصفية المحتوى غير المناسب، وتحديد الألعاب والتطبيقات التي يمكن الوصول إليها.
– تفعيل خاصية التحقق الثنائي وأمان الحسابات: لضمان أمان حسابات الأطفال، يجب تفعيل خاصية التحقق الثنائي على جميع الحسابات المرتبطة بالألعاب، هذا الإجراء يمنع الوصول غير المصرح به إلى حسابات الأطفال ويحمي بياناتهم الشخصية.
– استخدام شبكات VPN وحجب المواقع الضارة: يمكن للأهل استخدام خدمات الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) لحماية بيانات أطفالهم أثناء اللعب عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك، يمكن حجب المواقع الضارة والإعلانات المزعجة التي قد تعرض الأطفال لمحتوى غير آمن.
– التحكم في عمليات الشراء داخل الألعاب: يجب على الأهل تعطيل أو مراقبة عمليات الشراء داخل الألعاب (In-app purchases) لمنع الأطفال من إجراء عمليات شراء غير مقصودة أو إنفاق مبالغ كبيرة دون علم الأهل، يمكن ذلك من خلال إعدادات التحكم في الأجهزة أو باستخدام بطاقات دفع مسبقة.
– مراقبة النشاط الرقمي بشكل دوري: من المهم أن يقوم الأهل بمراجعة دوريّة لسجل التصفح والنشاط الرقمي لأطفالهم، للتأكد من أنهم لا يتعرضون لأي محتوى غير لائق أو غير آمن. يمكن استخدام أدوات مراقبة الشبكة المنزلية لتتبع نشاط الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
– الاشتراك في خدمات الألعاب الآمنة: بعض منصات الألعاب تقدم خدمات اشتراك تتيح الوصول إلى محتوى مُراقب ومناسب للأطفال، الاشتراك في مثل هذه الخدمات يمكن أن يوفر بيئة لعب أكثر أماناً، مع تقليل المخاطر المرتبطة باللعب على منصات مفتوحة.