اعترف وزير الخارجية الفرنسى السابق لوران فابيوس بأنه لم ينجح فى تحسين الأوضاع فى الشرق الاوسط خلال فترة توليه قيادة الدبلوماسية الفرنسية على مدار أربع أعوام 2012-2016. وأعرب فابيوس – خلال المقابلة التى أجراها اليوم الثلاثاء مع إذاعة أوروبا 1 – عن أمله ألا ينتصر الرئيس السورى بشار الأسد الذى وصفه بأنه “مجرم ضد الإنسانية”.
وتتطرق فابيوس إلى دور فرنسا فى المفاوضات حول الملف السوري، مؤكدا أن باريس لا تأخد القرارات بمفردها، وقال “نحن من ناحية أمام نظام أظهر قسوة غير مسبوقة ويحظى بدعم روسيا وإيران، ومن ناحية أخرى هناك عدد من الشركاء أظهروا بعض التردد”.
وامتنع فابيوس عن توجيه انتقادات مباشرة إلى الولايات المتحدة، مشيرا فى الوقت ذاته إلى الخط الأحمر الذى حدده الرئيس الأمريكى باراك أوباما حين تخلى عن الرد عسكريا على استخدام السلاح الكيميائى فى غوطة دمشق الشرقية فى أغسطس 2013 .
و قال فابيوس فى هذا الصدد “عندما سنكتب التاريخ سنكتب أنها كانت نقطة تحول ليس فقط بالنسبة للأزمة فى الشرق الأوسط بل أيضا لأوكرانيا والقرم والعالم”.
كان أوباما قد صرح فى صيف 2012 بأن استخدام النظام السورى للأسلحة الكيميائية سيكون خطا أحمر، إلا أنه تراجع عن موقفه بعد مرور نحو عام حين وردت تقارير تشير إلى استخدام دمشق لأسلحة كيماوية ضد معارضيها.
وتعد أبرز نجاحات فابيوس الذى شغل منصب رئيس وزراء فرنسا فى عهد الرئيس الفرنسى الراحل فرانسوا ميتيران هى الاتفاق العالمى الذى تم التوصل إليه خلال قمة المناخ التى استضافتها باريس فى ديسمبر الماضى وكذلك الاتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى لتبنيه موقفا صارما للوصول إلى اتفاق يضمن عدم حصول طهران على القنبلة النووية.