رغم التنازلات المتكررة من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمام محتجي حركة السترات الصفراء، إلا أن المتظاهرين ما زالوا مستمرين في توجههم المناهض للحكومة، ما يكشف أسبابا خفية غير المعلن عنها يريدها المحتجون وما زالت لم تتحقق.
إبعاد الرئيس
ووفق صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإنه من الواضح أن مطالب المحتجين لها صلة برفضهم استمرار حكم الرئيس إيمانويل ماكرون نفسه وليس بالإصلاحات الاقتصادية فقط، خاصة بعد أن تراجعت شعبيته لأدنى مستوياتها على الإطلاق خلال الأشهر الأخيرة.
ويشير استمرار التظاهرات، رغم تنازلات الحكومة، إلى انقسامات داخلية أعمق في فرنسا تتجاوز حدود الاحتجاجات، ويمكن أن تصبح سمات مميزة للمعارضة مع تراجع شعبية ماكرون.
وترددت هتافات “استقالة ماكرون” على طول شارع الشانزليزيه اليوم السبت، حيث وصفه المحتجون بـ”رئيس الأغنياء” الذي تجاهل المناطق المتعثرة في أنحاء البلاد.
خيانة الشعب
ومن اللافت للنظر، أن بعض المشاركين بالتظاهرات كانوا من أبرز داعمي حملة ماكرون في عام 2017، لكنهم يقولون إنهم يشعرون بأنهم تعرضوا للخيانة من خلال أجندة الرئيس التي اكتشفوا أنها مجرد حامِ للمصالح الاقتصادية للنخبة.
كانت الاحتجاجات في باريس وصلت، في الأسبوع الماضي، إلى مستوى من العنف لم يسبق له مثيل في فرنسا منذ احتجاجات الطلاب في عام 1968، حيث دمر المشاركون نوافذ المتاجر في أنحاء العاصمة وخربوا المعالم الوطنية ومنطقة قوس النصر الذي يعد رمز دائم للجمهورية الفرنسية.
غضب اجتماعي
تحولت حركة احتجاجات السترات الصفراء لتمثيل للغضب الاجتماعي عميق الجذور ذي العلاقة المباشرة بشخصية الرئيس ماكرون أكثر من ارتباطه بسياسة معينة، التي يري المحتجون أنها مصدر مثير للقلق حول القوة الشرائية المتضائلة للمواطنين.
وواجه الرئيس ماكرون تهما بشكل متكرر بأنه لا يشعر بالمواطنين الذين يعانون بسبب سياسات الاقتصاد الفرنسي، خاصة أن قوانين العمل الجديدة باتت تسمح للشركات بتوظيف المواطنين ثم فصلهم بشكل مفاجئ، ما تسبب في زيادة نسبة البطالة بالمجتمع.
وتصاعدت مطالبات «السترات الصفراء»، في فرنسا، خلال الأسبوع الخامس لانطلاقها، اليوم السبت، وطالب المحتجون الرئيس إيمانويل ماكرون بالاستقالة من منصبه، علاوة على مطلب خروج باريس من الاتحاد الأوروبي على غرار لندن.
وطالبت «السترات الصفراء» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالاستقالة من منصبه، مؤكدة أن «الحراك لا يتبع لأي أحد أو أي جهة بل للجميع ويمثل الشعب الفرنسي».