قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، ما هي إلا استمرار لمسلسل التصريحات غير المسؤولة، التي تصدر من بعض العناصر المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، والتي لا تستهدف سوى التصعيد والمزيد من التوتر والتدمير في قطاع غزة، وقتل الفلسطينيين.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية، ببرنامج “في المساء مع قصواء”، مع الإعلامية قصواء الخلالى، عبر قناة “CBC”، أنه كلما كانت هناك محاولات جادة لاحتواء الازمة وجهد يبذل لمحاولة الوصول إلى صفقة تؤدى إلى التهدئة، إلا أن هناك بعض العناصر التي تدفع نحو التصعيد وتسعى نحو سكب الزيت على النار، لإشعال المزيد من الحرائق على المنطقة، وتفجير الوضع داخل قطاع غزة.
وقال “إننا الآن في مرحلة في غاية الخطورة، حيث يوجد أعداد كبيرة للغاية من الأشقاء الفلسطينيين داخل مدينة رفح، ما يزيد عن مليون و400 ألف مواطن، وهناك تهديدات إسرائيلية للقيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح، وهذا الوضع في غاية الخطورة وحذرت مصر منه أكثر من مرة، وطالبت دول العالم المؤثرة، التدخل لمنع إسرائيل من القيام بهذه الخطوة، وبالتالي صدور مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت لا بد من وقفة ومواقف من المسؤولين على المسرح الدولي، تعبر عن الرد على هذه التصريحات، ولا بد من تصرف مسؤول من جانب الحكومة الإسرائيلية لتحجيم مثل هذه التصريحات”.
وشدد على أن الدولة المصرية قامت وتقوم دائما بإجراءات تؤكد على أنها تسيطر على أراضيها وتحكم سيطرتها على حدودها بشكل كامل، مشددا على أن مصر كافحت الإرهاب في مناطق عديدة في السابق، وسيناء على وجه الخصوص، وبذلت جهودا كبيرا، وأنفقت موارد كبيرة لمكافحة أي مجال للتسلل أو التهريب وغيره على الحدود المصرية، وتسيطر بشكل كامل على حدودها، وأي محاولة من أي طرف لتحميل مصر عبء أو أخطاء، هو قادر على مواجهتها، وغير قادر على اتخاذ إجراءات بصددها، هذا غير مقبول بالمرة، وهذه التصريحات تدعو للسخرية ولا يأخذها أي شخص بمحمل الجد، لأنه تعبر عن يأس من يطلقها.
ونوه إلى أن الجميع يسابق الزمن، ومصر تسعى بكل جهد مع أشقائها في دولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية والجانب الإسرائيلي والفلسطيني، لمحاولة الوصول إلى صفقة تؤدى للتهدئة، وتفرغ هذه الأزمة من عنفوانها الحالي، مؤكدا أن الهدف الآن هو حقن الدماء، ولا بد من كل الأطراف أن تبدي القدر المطلوب من المرونة لاحتواء الموقف.
وأكد أن الموقف ليس سهلا، فهو معقد بشكل كبير، وعلى الجميع أن يبذل أقصى ما لديه من جهد، ومصر تعمل على مدار الساعة لاحتواء الموقف والحيلولة دون هذا السيناريو المخيف، فسقوط أي شخص كضحية وشهيد في هذه العمليات خسران كبير، فما بالك بالأعداد والمئات التي تسقط على مدار الأيام، والأرواح التي تزهق في هذه الحرب الضروس.
وذكر أن الاتصالات تتم بشكل كبير، فوزير ال خارجية يجرى اتصالات مع الشركاء الدوليين، لكي تصدر المواقف والتصريحات والرسائل وتكون في الاتجاه الذي يهدف للوصول إلى تهدئة.
ولفت إلى أن وزير الخارجية، قال إن المسألة المرتبطة بمعاهدة السلام، هو اتفاق بين مصر وإسرائيل، وهذا الاتفاق استمر أكثر من أربعة عقود، وهناك التزام من الجانبين بهذه المعاهدة، وهو التزام متبادل، موضحا أن أى حديث آخر، لا يعتقد أنه محل نقاش الآن.
وشددد على أن الدولة المصرية على كافة المستويات ترفض سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ولديها الخطط والاستعداد للتعامل مع أي تداعيات، وتعمل دائما للحفاظ على أمنها القومي والتعامل مع كافة الأزمات المحيطة من هذا المنطلق.