فبعد ما حُرموا من زمام الحكم عقب إطاحة محمد مرسي من الرئاسة في مصر سنة 2013، يعمل الإخوان في الظل وعلى امتداد جغرافيا واسعة تمتد من أوروبا وتصل إلى قطر، مختبئين على مرأى من الجميع.
الإخوان وأردوغان مشكلة للمسيحيين
أضافت الصحيفة أنه منذ أيام، سلطت جلسة برلمانية بريطانية الضوء على هذه المسألة. ودعا مشرعون الحكومة إلى تصنيف الإخوان المسلمين رسمياً على لائحة الإرهاب التابعة للمملكة المتحدة. وقال آيان بايسلي من الحزب الوحدوي الديموقراطي في آيرلندا الشمالية لزملائه النواب إن تنظيم الإخوان يشجع “الكراهية والهجمات على المسيحيين”، متابعاً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يرأس حزب العدالة والتنمية المستلهم معظم أفكاره من الآيديولوجيا الإخوانية، كان “مشكلة للمسيحيين”. وكرر النائب المحافظ بوب ستيوارت هذه المخاوف.
ومشكلة للمسلمين أيضاً
توضح “ذا ناشونال” أن الإخوان المسلمين هم فعلاً مشكلة للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في الشرق الأوسط. لكن ما فشل بايسلي في الإشارة إليه، هو أن تنظيم الإخوان هو أيضاً مشكلة للمسلمين. لقد حاربت الدول العربية والإسلامية طوال عقود ضد محاولته تحويل “المعتقدات المقدسة (للمنطقة) إلى أدوات للكراهية”، بحسب العبارة التي استخدمها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
مجموعات وفروع بغيضة
منذ تأسيسه سنة 1928، لم يتوقف التنظيم الذي نشأ في مصر عن استخدام جميع الأساليب من أجل الاستيلاء على السلطة وتأسيس نظام ديني إسلامي غير متسامح في وطنه الأم. يستهدف التنظيم بشكل اعتيادي الكنائس القبطية والسياح والجيش. تتضمن الفروع الآيديولوجية للإخوان المسلمين الكثير من الجماعات البغيضة المسؤولة عن العديد من الهجمات الدموية والمحاولات الانقلابية وسيطرة الرعب والحماقة على امتداد الشرق الأوسط.
قدمت الصحيفة أمثلة عن تلك الفروع. إن سيطرة حركة حماس على غزة على سبيل المثال، لم تخدم إلا إضعاف السيادة الفلسطينية وفصل سكان القطاع عن مواطنيهم في الضفة الغربية كما عن جيرانهم العرب في مصر. وحماس هي أيضاً مسؤولة عن مجموعة الهجمات وأعمال القتل والخطف. ووصل مكر الإخوان إلى الخليج حيث حاولوا أن يتجذروا لكن من دون جدوى. وصنفت الإمارات العربية المتحدة الإخوان على لائحة الإرهاب رسمياً سنة 2014، بعد أشهر قليلة على قيام المملكة العربية السعودية بالخطوة نفسها.
الدوحة تبيض سجل التنظيم
عدما طاردتهم الحكومات في مصر والخليج، لجأت جماعة الإخوان إلى الدوحة التي ساعدت في تبييض صورة التنظيم خارج المنطقة وفي أوروبا. السنة الماضية، كشف صحافيان فرنسيان من خلال كتباهما “أوراق قطر” تمويل الدوحة لمجموعات إرهابية بما فيها الإخوان المسلمين، في فرنسا والقارة العجوز. وأظهر عملهما أن قطر حولت 296 مليون درهم إلى أكثر من 140 مشروعاً على امتداد أوروبا لدعم توسع الإخوان في الغرب.
حان الوقت
في أبريل الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يخطط لإضافة تنظيم الإخوان على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وشددت الصحيفة في الختام على أنه حان الوقت لأخذ أوروبا المخاوف من التنظيم الإخواني على محمل الجد وأن تقف متضامنة مع ملايين الضحايا الذين دُمرت حياتهم على أيديه.