آراء أخرى

مقال للكاتب ” خالد سيد أحمد ” بعنوان ” لماذا يفسد الكبار ؟ “

نشرت صحيفة الشروق مقالاً للكاتب ” خالد سيد أحمد ”  جاء فيه أبرز ما يلي :

  • وقائع الفساد الكثيرة التي تورط فيها عدد من كبار المسئولين خلال الفترة الأخيرة تطرح سؤالا هاماً ، لماذا يفسد الكبار ؟ ..  بالتأكيد الفساد في مصر ليس قاصراً على فئة بعينها في المجتمع ، وانما يستشري بين جميع الفئات والطبقات ، لكن الدهشة من فساد المسئولين الكبار ، تنبع من تلك الصورة الذهنية السائدة لدى كثيرين ، وفحواها أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لهم ، ربما يكون مانعاً أو حائلاً مفترضاً من انزلاقهم إلى مهاوي الانحراف والفساد التي يقع فيها صغار الموظفين وعوام الناس ، بدافع الحاجة أو العوز أو لقلة الوعي الثقافي ، رغم أن هذا الأمر غير مبرر على الإطلاق ، فهناك بالتأكيد أسباب كثيرة تفسر ظاهرة فساد الكبار ، أهمها ضرب عرض الحائط بالقانون والتلاعب الواضح بالدستور من قبل الكثير من مؤسسات الدولة ، واعتباره مجرد حزمة ورق بلا قيمة ولا قدسية لها ، الأمر الذي يرسخ لدى بعض المسئولين اعتقاداً خاطئاً بأن في إمكانهم القيام بأي شيء حتى لو كان ذلك مخالفاً ومجرماً بالقانون .
  •  فإذا كان هؤلاء المسئولون الكبار يشاهدون بأعينهم من يتخلى عن الأرض بالمخالفة للدستور ، ويسعى إلى تعديل مواده حسب الهوى والمقاس ، ويتجاهل الأحكام القضائية الباتة والنهائية في الكثير من القضايا المهمة ويحاول تضييق هامش الحرية والديمقراطية ، ويفرض الكثير من القوانين المقيدة والمكبلة للعمل العام ، ويصادر الحق في الإختلاف السياسي ويعتبره جريمة لا تغتفر ، فما الضير إذن من أن يلجأ بعضهم إلى قبول رشوة مليونية أو حتى ملابس وأحذية وتأشيرات حج ؟
  • كذلك تعتبر السلطات والصلاحيات الهائلة الممنوحة لهؤلاء المسئولين بلا رقيب أو حساب سبباً رئيسياً في فساد بعضهم ، حيث يشعرون خلال توليهم مهام مناصبهم أنهم الحاكم بأمره ، وأن مصالح العباد والبلاد أصبحت في أيديهم فقط ، إضافة إلى غياب الشفافية والنزاهة وعدم توافر المعلومات التي تتعلق بالسياسات والنظم والقوانين والقرارات واللوائح المنظمة لقواعد العمل في الدولاب الحكومي ، تفتح الباب على مصراعيه أمام البعض من المسئولين سواء أكانوا كباراً أم صغاراً إلى استغلال مناصبهم في التربح والفساد .
  • وإن كنا نعتبر الإرهاب هو العدو الأول للدولة المصرية ونُسَخر جميع الإمكانات لمواجهته والقضاء عليه حتى لا يستفحل ويأكل الأخضر واليابس ، فإن الفساد لا يقل خطورة عنه ، بل يضاهيه في تأثيراته الشديدة السلبية والكارثية على حاضر مصر ومستقبلها ، وبالتالي ينبغي على جميع أجهزة الدولة التصدي له بحزم وشدة وأن تبدأ بمحاصرة الكبار ، ويجب ألا تكون هناك استثناءات للبعض سواء أكانوا افراداً أو هيئات .

 

زر الذهاب إلى الأعلى