آراء أخرىعاجل

مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف ليوم الثلاثاء 2 أكتوبر

أ.ش.أ
تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء، عددا من الموضوعات التي تشغل الرأي العام، منها تطورات القضية الفلسطينية، وذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وتعرض مواطن عربي في إنجلترا لاعتداء من رجل شرطة.
ففي عموده “بدون تردد” بجريدة “الأخبار” وتحت عنوان “السلام.. والقضية الفلسطينية”، رأى الكاتب محمد بركات أن حالة المراوغة والخداع وغيبة المصداقية كانت هي السائدة في التعامل الأمريكي لسنوات طويلة تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والسعي لتحقيق السلام العادل، الذي تطالب به الدول والشعوب العربية وينتظره الشعب الفلسطيني من الدولة الأقوى، التي نصبت نفسها كراعية للسلام وأدعت أنها ستكون وسيطا نزيها بين طرفي الصراع.
وقال “إن هذا كان هو الحال الذي صارت عليه كل الإدارات الأمريكية، وكل الرؤساء الأمريكيين، منذ نشأة الصراع ووقوع النكبة وولادة الدولة الصهيونية، وحتى مجيء الإدارة الأمريكية الحالية، وتولي ترامب السلطة واستقراره في البيت الأبيض، لافتا إلى أنه طوال هذه السنوات وحتى ظهور ترامب‬ على الساحة وتوليه الرئاسة، كانت كل الإدارات الأمريكية السابقة حريصة على إعلان موقفها الرافض للمستوطنات الإسرائيلية وتراها غير شرعية، وتؤكد تأييدها لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل، وترى أن مستقبل القدس متروك ومؤجل لمفاوضات الحل النهائي”.
وأشار بركات إلى أن هذا كان الموقف المعلن من أوباما و‬بوش الابن و‬كلينتون و‬بوش الأب ومن سبقهم من الرؤساء الأمريكيين، رغم انحيازهم الواضح والمؤكد أيضا لإسرائيل وحرصهم على تأكيد هذا الانحياز بالأفعال والمواقف وإعلانهم الدائم عن ضمان أمن وسلامة إسرائيل، وعدم السماح بأي عقاب دولي أو إدانة لمواقفها العنصرية وممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وفي ختام مقاله، أكد بركات أنه رغم أن التناقض كان واضحا بين القول والفعل في مواقف هؤلاء الرؤساء تجاه القضية الفلسطينية، إلا أنهم كانوا يحرصون على بقاء ورقة التوت وعدم الميل كليا لإسرائيل، والإعلان بصفة دائمة عن سعيهم لحل متوازن يستجيب قدر الإمكان للحقوق الفلسطينية دون المساس بإسرائيل، رغم أن هذا كان هو السائد إلا أنه تغير بعد وصول ترامب للحكم حيث لم يجد ضرورة للإبقاء على ورقة التوت فأعلن الانحياز الكامل والفج لإسرائيل.
أما الكاتب ناجي قمحة، ففي عموده “غدا.. أفضل” بجريدة “الجمهورية” وتحت عنوان “انتصار أكتوبر.. والتضامن العربي”، قال “إن ما حققته القوات المسلحة في 6 أكتوبر 73 انتصارا ساحقا مزدوجا على قوات الاحتلال الإسرائيلي وعلى الحرب النفسية الضارية التي شنتها القوي الاستعمارية والصهيونية والعميلة بعد نكسة يونيو 1967 بهدف إسقاط النظام الناصري، وإجهاض مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة وإخماد المشاعر القومية العربية المشتعلة في مصر والعالم العربي”.
وأضاف أن انتصار أكتوبر المجيد، الذي شارك فيه الجيش العربي السوري إلى جانب قوات عربية أخرى، أحيا من جديد روح القومية العربية وشعار التضامن العربي بعدما وقفت الشعوب العربية خلف مقاتليها البواسل على جبهتي القناة والجولان، متحدية قوى الاستعمار والصهيونية التي سلحت إسرائيل بأحدث أسلحة العصر وزادت من ضراوة الحرب النفسية وحملات التشكيك في الانتصار المصري العربي على قوى العدوان.
ونوه ببسالة وتضحيات المقاتلين والتضامن العربي، الذي أصبح بعد انتصار أكتوبر هدفا لمؤامرات الأعداء أنفسهم يحاولون ضربه وتمزيقه وإشعال الحروب الأهلية العربية لإسقاط الدول وتدمير الجيوش، وإشغال ما تبقى منها في جبهات أخرى غير جبهة العدو الحقيقي المتربص المتشوق للانتقام من هزيمته في 6 أكتوبر.
وفي عموده “هوامش حرة” بجريدة “الأهرام” وتحت عنوان “عدوان شرس على مواطن عربى”، أشار الكاتب فاروق جويدة إلى اعتداء رجال الشرطة في إنجلترا على مواطن عربى وزوجته فى أحد المحلات التجارية بسبب عدد من زجاجات مياه الشرب.
وقال “إن المواطن العربى حمل معه كمية من المياه رأت إدارة المحل إنها كبيرة ومبالغ فيها، وكان من الممكن استرداد المياه ولكن الشرطة جاءت واعتدت بصورة وحشية غاشمة على الرجل وزوجته وألقت بهما أرضا فى صورة فى غاية الهمجية، موضحا أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت صورة الرجل وهو ينام تحت أقدام رجل الشرطة، بينما تصرخ زوجته أمام حصار الجنود الذين تجمعوا حولها”.
وأكد جويدة أن الرجل لم يكن إرهابيا يحمل سلاحا، ولم تكن معه خطة لتفجير المحل، وكل ما في الأمر أنه أخذ كمية من زجاجات مياه الشرب ربما كانت كبيرة لأن الأطباء طلبوا من زوجته تناول كميات كبيرة من المياه يوميا.. مضيفا أن الحادث يعكس هذا التناقض الشديد فى المواقف بين أسلوب التعامل ضد الغرباء وأبناء الوطن، مشيرا إلى أن رجال الشرطة لا يستطيعون اتخاذ مثل هذه التصرفات الوحشية غير الآدمية ضد مواطن إنجليزي لأن هناك قوانين تحميه ولكن المواطن العربى مهما كانت ثرواته وأمواله يمكن أن يهان بمثل هذه الأساليب الهمجية.
وأوضح أن العرب يذهبون إلى هناك وينفقون الملايين ويشترون العقارات ويودعون أموالهم فى البنوك، وفي النهاية تكون هذه الأساليب المتوحشة فى التعامل وامتهان الإنسان.. متسائلا “هل بعد أن شاهد المسئولون فى الأمن الإنجليزى مثل هذه الأعمال هل يمكن أن يحاسب رجال الأمن الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم؟، وهل يمكن أن يلجأ المواطن العربى وزوجته إلى القضاء الإنجليزي ويرد له اعتباره؟، وهل يمكن أن يتخذ الإعلام الإنجليزي موقفا ضد هذه الاعتداءات الصارخة على حقوق مواطن ذهب للسياحة واشترى زجاجات مياه من أحد المحلات؟”.
واختتم جويدة مقاله قائلا “إن القضية أكبر من زجاجات مياه اشتراها الرجل، وإنها نظرة مجتمعات مازالت ترى فى العرب أجناسا متخلفة ليس من حقها أن تنعم بالحرية وحقوق الإنسان.. لا أعتقد أن الإعلام الإنجليزى أو الأمن سوف يعطى هذه القضية أى اهتمام رغم أنها انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى”.

زر الذهاب إلى الأعلى