تحقيقات و تقاريرعاجل

ملف خاص حول القمة المنعقدة بين زعيمي الكوريتين

قام زعيم كوريا الشمالية ” كيم جونج أون ” بزيارة تاريخية لكوريا الجنوبية لعقد قمة تاريخية مع رئيس كوريا الجنوبية ” مون جيه إن ” ، حيث أجريت مباحثات جادة على الخط الفاصل العسكري في قرية ( بانمونجوم ) الحدودية والمعروفة باسم ( قرية السلام ) في الجانب الكوري الجنوبي من القرية ، حول إمكانية نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بالإضافة إلى بحث ( تحسين العلاقات الثنائيـة / تعزيز الأمن والسلام في شبه الجزيرة الكورية / إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية ) .. وتعد القمة هي الثالثة من نوعها فقط وتسبق لقاءً تاريخياً مزمعاً عقده بين الزعيم ” كيم ” والرئيس الأمريكي ” ترامب ” في مايو أو يونيو المقبل ، كما يعد ” كيم ” هو أول زعيم كوري شمالي تطأ قدمه الأراضي الكورية الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية ، حيث عقدت القمتان السابقتان فــي عامـي ( ٢٠٠٠ / ٢٠٠٧ ) في بيونج يانج .

بدأ الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونج أون ” والرئيس الكوري الجنوبي ” مون جيه إن “ قمتهما التاريخية بالمصافحة على الخط الفاصل بين البلدين ، حيث عبّرا عن حرصهما على حوار صريح وبناء ، وخطى ” كيم ” بقدمه بالأراضي الكورية الجنوبية ، كما خطى الرئيس الكوري الجنوبي أيضاً داخل الأراضي الكورية الشمالية قبل أن يعود مجدداً إلى الأراضي الكورية الجنوبية .

تبنى زعيم كوريا الشمالية ” كيم ” والرئيس ” مون ” بياناً مشتركاً أعلنا خلاله عن الوقف المتبادل لجميع الأعمال العدائية بين بلديهما وبدء عهد جديد في شبه الجزيرة الكورية .. كما اتفقت الكوريتان على تنفيذ مشاريع كانت معلّقة ، واتخاذ خطوات جادة لربط السكك الحديدية والطرق بين البلدين وتحديثها واستغلالها لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار في شبه الجزيرة الكورية .

حظيت القمة بين الزعيمان بترحيب دولي واسع ، واعتبرها قادة العالم حدثاً تاريخياً ، وأعربوا عن أملهم بتسوية القضية الكورية ، حيث رحب الأمين العام للأمم المتحدة ” أنطونيو جوتيريش “ بالقرارات الواردة في إعلان ” بامنمجوم ” الصادر عن القمة ، وأعرب عن أمله بأن ينفذ الجانبان ما تم الاتفاق عليه من أجل تعزيز الثقة والمصالحة بين الكوريتين وإحراز تقدم في إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي ، كما توقع ” جوتيريش ” أن تعزز القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ما تم الاتفاق عليه بين الكوريتين ، معبراً عن أمله بانعقادها ، كما رحب الرئيس الأمريكي ” ترامب “ بنتائج القمة بين الكوريتين ، لكنه أبدى قدراً من التشكك في طول مدة صمود الدبلوماسية الإيجابية .. من جانبها أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي ” فيديريكا موجيريني “ أن القمة الكورية أظهرت أن الطريق نحو السلام ممكن ، وهذا دليل على أن الحوار والدبلوماسية أقوى أدواتنا للتسوية السلمية لأكثر القضايا تعقيداً ، مؤكدة استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي .. ورحبت فرنسا أيضاً بالقمة وما ورد بها من اتفاقات ، وأعربت الحكومة الفرنسية عن الأمل بمواصلة التوجهات الإيجابية وإحلال سلام طويل الأمد في شبه الجزيرة الكورية .

رغم أن الأهداف المعلنة للقمة واضحة ، إذ تهدف في الأساس لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي ، لكن أغلب الدول العظمى لا تتوقع ذلك ، وفي الوقت الذي أعلن فيه العديد من الدول ترحيبها بعودة العلاقات بين الكوريتين ، إلا أنها أوضحت في الوقت نفسه أن تاريخ كوريا الشمالية الطويل يؤكد عدم تخليها عن برنامجها النووي وهو ما ظهر في تصريحات المسئولين ، ورحبت الدول المجاورة بإعلان القمة بين الكوريتين ، وعبرت عن دعمها لنتائج القمة ، حيث اعتبرت الصيـن القمة ناجحة ، إذ صرح المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن النتيجة الايجابية للقمة ستسهم في المصالحة والتعاون بين الكوريتين والسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وحل قضية شبه الجزيرة الكورية سياسياً .. وصرحت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية أن الفضل في جلب كوريا الشمالية لطاولة المفاوضات يعود للرئيس الأمريكي ” ترامب “ ، مضيفة أنه عقد العزم على التعامل مع هذا من اليوم الأول .

كما رحب رئيس الوزراء الياباني ” شينزو آبى “ بالقمة ، معتبراً أنها خطوة إيجابية نحو حل شامل للقضايا المتعلقة بكوريا الشمالية ، لكنه حث كوريا الشمالية على اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من القضايا .. من جانبه أعلن المتحدث الصحفي للرئاسة الروسية  أن بلاده تعتبر الأخبار القادمة من قمة الكوريتين إيجابية للغاية ، مشيـراً إلى أن الرئيس ” بوتين ” أشار مراراً إلى أن التسوية المستدامة في شبه الجزيرة الكوريـة يمكن بناؤها فقط عبر الحوار بين الطرفين ، من جانبها أعلنت وزارة الخارجيــة الروسيـة أنهـا مستعدة لتسهيل التعــاون بيـن الكوريتيـن بما في ذلك في مجالات النقــل .. كما رحـب وزيــر الخارجيـة البريطاني بالقمة ، إلا أنه لم يتوقع أي انفراج كبير قد يحد من طموحات كوريا الشمالية النووية .

كما رحبت مصــر – في بيان للخارجية – بانعقاد القمة بين رئيسي الكوريتين ، مشيرةً إلى أن النتائج التي نتجت عن القمة تمثل خطوة مهمة على صعيد إنهاء حالة التوتر وإحلال السلام والاستقرار وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ، وأكدت الخارجية أهمية مواصلة الحوار الإيجابي بين الكوريتين وانتهاز فرصة الأجواء الإيجابية التي أفرزتها القمة للعمل على تعزيز بناء الثقة وتحقيق السلام والتنمية لمصلحة شعوب شبه الجزيرة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى