انطلقت فعاليات القمة بين ( الرئيس الأمريكي ترامب / الزعيم الكوري الشمالي كيم ) بفندق ” كابيلا ” بمنتجع جزيرة ” سينتوس ” بسنغافورة يوم (12) يونيو 2018 ، حيث تركزت المباحثات حول برنامج كوريا الشمالية النووي ، والحصول على مساعدات اقتصادية من واشنطن ، بالإضافة لبحث قضية معاهدة السلام بين الكوريتين ، وذلك في ظل رغبة زعيم كوريا الشمالية في التركيز على بناء اقتصاد بلاده وإلغاء العقوبات وجذب الاستثمارات الدولية .. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها رئيس أمريكي مع زعيم كوري شمالي وجهاً لوجـه بعد عقـــود من التوتـر بين البلدين ، على خلفية عدد من الملفات أبرزها طموحــات كوريــا الشمالية النوويــة ، كما مثلت القمة تحولاً كبيراً في العلاقـات بين البلدين بعد تبادلهما حرباً كلامية خلال الفترة السابقة .
عقد ( ترامب / كيم ) لقاءً ثنائياً مغلقاً يوم (11) يونيو 2018 – استمر (41) دقيقة – قبيل القمة الرسمية ، اقتصرت المشاركة فيه على المُترجمين الفوريين لكلا الطرفين فقط ، وانضم إليهما بعد ذلك كبار المستشارين والمسئولين .. ثم تم عقد اجتماع القمة الموسع بينهما بحضور وفدي البلدين في اليوم التالي ، وتبادل الجانبان عرضاً شاملاً للآراء في القضايا المتعلقة بإقامة علاقات جديدة ونظام سلام دائم وقوي في شبه الجزيرة الكورية .. ووقع الجانبان على وثيقة شاملة تلزم كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي ، مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وتعهد ببناء علاقات جديدة بين الدولتين .. وفيما يلي بنود الوثيقة :
تلتزم الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بإقامة علاقات جديدة بين البلدين بما يتفق مع رغبة شعبي البلدين في السلام والازدهار .
ستضم الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية جهودهما لإقامة نظام سلام دائم ومستتب في شبه الجزيرة الكورية .
تأكيداً لإعلان قرية ( بانمونجوم ) الصادر في (27) أبريل 2018 تلتزم جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بالعمل من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية .
تلتزم الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بإعادة رفات أسرى الحرب والمفقودين في العمليات .
ثم عقد الرئيس ” ترامب ” مؤتمراً صحفياً منفرداً في ختام قمته مع زعيم كوريا الشمالية ، مؤكداً أنه لم تكن هناك تجربة نووية أو صاروخية من جانب زعيم كوريا الشمالية على مدى (7 ) أشهر ، وأن كوريا الشمالية بدأت في إغلاق بعض مناطق الأسلحة النووية قبل لقاء ” كيم ” معه .
تمثل القمة أهمية كبيرة ليس بالنسبة لطرفيها فقط بل للعالم أجمع وخاصة بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة في آسيا وفي مقدمتهم ( كوريا الجنوبية / اليابان ) اللتان لديهما مخاوف تجاه البرنامج النووي الكوري الشمالي وتجاربها في مجال الصواريخ الباليستية ، وقد تكون هذه القمة بداية لإنهاء التوتر في العلاقات بين ( الولايات المتحدة / كوريا الشمالية ) ومقدمة لإغلاق الملف النووي لكوريا الشمالية .. ومن أبرز نتائج القمة :
التوقيع على الوثيقة الختامية للقاء ، والتي من أبرز بنودها التزام ( الولايات المتحدة / كوريا الشمالية ) بإقامة علاقات جديدة بين البلدين بما يتفق مع رغبة شعبي البلدين في السلام والازدهار .
رفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية .
تعهد الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمن لكوريا الشمالية .
التزام كوريا الشمالية التام بخلو شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي .
فيما يخص ردود الفعـل ( الكورية / الأمريكية ) ، فقد صرح الزعيم ” كيم ” أنه من أجل إحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وتحقيق نزع السلاح النووي يتعيّن على كلا البلدين أن يتعهدا بالامتناع عن الأنشطة العدائية ، لكي يفهم كل منهما الآخر .. في المقابل أعلن الرئيس ” ترامب ” أن العالم خطا خطوة كبيرة للوراء مبتعداً عن كارثة نووية محتملة .
أما دول الجـوار فقد أعرب وزير الخارجية الصيني عن ترحيب بلاده وتأييدها للقمة ، كما أعرب الرئيس الكوري الجنوبي عن أمله في أن تصبح القمة حجر الزاوية التاريخي في الانتقال من الحرب للسلام ، وعن أمله في التخلص من العداء والبرامج النووية في شبه الجزيرة الكورية ، كما رحب رئيس الوزراء الياباني بالوثيقة المشتركة ( الأمريكية / الكورية الشمالية ) ، وأكد وزير الدفاع الياباني أن الوجود العسكري الأمريكي ضروري لضمان الأمن في شرق آسيـا .