آراء أخرىعاجل

مي عزام تكتب : (استعداد الجيوش للحرب على الإرهاب ليس سرًا )

لسنوات قادمة ستكون الحروب بين الدول غير معلنة وستتخذ لنفسها ستارا نسميه «حوادث إرهابية»، وحتى يتم الاستقرار على نظام عالمى جديد، يعاد فيه تقسيم مناطق النفوذ والهيمنة بين الدول الكبرى واللاعبون الجدد، فهناك حالة من عدم الرضى عن النظام الحالى، حيث أمريكا هي القطب الأوحد والدولة الأكثر تأثيرا على المنظمات الدولية، وحتى يحدث ذلك فستظل بعض الدول تتآمر في الخفاء، دون تحريك جيوشها النظامية، سيتم استخدام ميليشيات يتم تدريبها وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات الفعالة والتى تتلائم مع مسرح الأحداث، مدعومة بمعلومات استخباراتية وأجهزة اتصالات وتنصت على أعلى مستوى وربما تتفوق على مثيلتها الموجودة بحوزة الجيوش النظامية، هذه الميليشيات تتميزعن وحدات الجيش النظامى بأنها أسرع في الحركة والتنقل، ولديها مرونة كبيرة في التخطيط للهجمات والانسحاب، وتكون على علم تام ودقيق بمداخل ومخارج ساحة المعركة مما يمكنها من الهرب بسرعة حين تصبح النتائج ضدها. 
(2) 
الحديث عن مؤامرات تحاك لمصر، ليست مبررا لتعرضنا لهذه الهجمات الإرهابية المكثفة، الطبيعى أن يكون لدولة بحجم مصر وأهميتها أعداء يريدون الإيقاع بها وعرقلتها، يحدث هذا مع كل الدول الكبرى وذات الأهمية، لكننا لا نشعر بذلك لأن هذه الدول نجحت في تأمين نفسها ووضعت خططا لوأد هذه المحاولات في مهدها، ورغم ذلك نجد حوادث إرهابية في هذه الدول من آن لآخر، لكنه لا يؤثر على استقرارها ولا يعرقل مسيرتها، عكس مايحدث عندنا. والسؤال الذي يفرض نفسه بعد كل حادث إرهابى: إلى متى ستظل مصر تشيع ضباطها وجنودها من أبناء الجيش والشرطة الذين يقتلون غيلة وغدرا على يد تلك الجماعات؟ وكيف يمكننا أن نحقق انتصارا حاسما على الإرهاب ومتى؟ هذه الأسئلة ليست تعجيزية كما أنها لا تنال من الجيش، والإجابة عنها لن تضر الأمن القومى، وليست حديثا عن أسرار عسكرية، ولكنها ضروربة لطمأنة الرأى العام وحتى لا يهتز يقينه بقدرة الجيش على ردع أمثال هؤلاء. 
(3)
في شهر يوليو الماضى نشرت جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريرا مطولا بعنوان: «تحت قيادة أيزنكوت: يتحول الجيش الإسرائيلي من جيش الشعب إلى جيش صغير محترف»، وأنشر هنا نثرات منه فهو طويل وملىء بالتفاصيل: «مع كل الاحترام لأسطورة جيش الشعب، إلا أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ يدرك أن هذه ليست كافية لتحقيق الانتصارات في الحروب المستقبلية. وفقاً لخطة رئيس هيئة الأركان جادي آيزنكوت، ستتكون التشكيلات القتالية في عام 2020 من أربع أذرع عسكرية مستقلة، ولن تكون هناك مساواة تامة في إطارها. ستحظى وحدات النخبة من الكوماندوز فيها بأفضلية متقدمة على سائر الوحدات الأخرى.
جاء في تقرير أيضا: «أن القوات الخاصة هي «الأحذية التي على الأرض» بالنسبة للجيش الإسرائيلي، إذ تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية وبكل ما يفترض به أن يوصل العدو إلى الحرب القادمة وهو في أدنى درجة من الاستعداد والجاهزية. تلك الوحدات الخاصة، التي كانت بمثابة حدقة العين بالنسبة لقادة الأذرع العسكرية، لم تتحول إلى جسم واحد منسَّق إلّا في الثلاث سنوات الأخيرة. ستكون هذه القوة الهائلة، التي تضم مئات عديدة من المقاتلين النظاميين والاحتياطيين، ذراع الجيش الإسرائيلي الاستراتيجية في البر التي ستصيب أهدافاً في عمق العدو إصابات محققة. وحتى العام 2020، من المفترض أن يزداد حجم القوات الخاصة وعددها بشكل كبير، وأن يتضاعف مرتين أو ثلاثاً حجم وعدد العمليات التي ستكون قادرة على تنفيذها. 
(4)
وذكرت يديعوت أحرونوت أن «تنامي القوات الخاصة هو نتاج التغيّر الحاد الذي طرأ على طبيعة القتال وطبيعة العدو: المزيد من المواجهة مع الإرهاب ومع أجسام «هجينة» تتصرف كدول وتعتمد وسائل إرهابية، ويستدعي هذا من الجيش الإسرائيلي التحول إلى جيش مهني محترف يعمل بموازاة «جيش الشعب»، إنه جيش آخر. 
إسرائيل تستعد مبكرا، وتبدأ التأقلم مع الظروف الجديدة، وتستعد لذلك بقوات خاصة دربت على مثل هذه الحروب طويلة الأمد والمنهكة للجيش النظامى الثقيل في حركته، وبالطبع تم تسليح هذه القوات الخاصة بما يتناسب مع الهدف منها، وبما لا يعوق سرعة حركتها وقدراتها القتالية، وهى تعتمد على عنصر المفاجأة والمبادرة الذي يربك الميليشيات الإرهابية ويحعل لها سبق عليها.
(5)

زر الذهاب إلى الأعلى