عاد الرئيس السيسي إلى القاهرة مساء أمس بعد اختتام زيارته إلى العاصمة الكينية نيروبي ، والتي استغرقت عدة ساعات ، وذلك في إطار حرص مصر على التواصل والتنسيق المستمر مع أشقائها بالقارة الأفريقية ، وتدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات ، خاصة وأنها تأتي تلبيةً لدعوة وجهها له الرئيس الكيني أوهورو كينياتا بهدف بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين وآخر المستجدات فيما يخص الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى .. جدير بالذكر أن كلاً من ( وزيرة الخارجية / وزير الزراعة ) الكينيين ، وأعضاء السفارة المصرية وممثلين عن الجالية المصرية بالعاصمة الكينية نيروبي ، كانوا في استقبال الرئيس بمطار ( جومو كينياتا ) .
الوفد المرافق للرئيس :
( وزيـر الخارجيـة سامـح شكـري / وزيـر التجـارة والصناعـة طـارق قابيل / وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي / رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي / رئيس ديوان رئيس الجمهورية اللواء مصطفى شريف / مدير مكتب الرئيس اللواء عباس كامل / المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير علاء يوسف ) .
نشاط الرئيس خلال الزيارة :
– توجه الرئيس السيسي عقب وصوله نيروبي لضريح مؤسس دولة كينيا وأول رئيس لها بعد الاستقلال الزعيم جومو كينياتا ، حيث كان في استقباله رئيس البرلمان الكيني ، ووضع الرئيس السيسي إكليلاً من الزهور على قبر الزعيم الأفريقي تخليداً لذكراه ، ثم توجه والوفد المرافق له إلى القصر الجمهوري ، حيث كان في استقباله الرئيس الكيني أوهورو كينياتا ، وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين .
– عقب ذلك عقد الرئيس السيسي مع الرئيس الكيني أهورو كينياتا جلسة مباحثات ، تمت خلالها بحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة ، بالإضافة لمناقشة سُبل الارتقاء بالتعاون الثنائي بمختلف المجالات ، خاصة على الصعيد الاقتصادي ، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين ، فضلاً عن التشاور حول آخر المستجدات فيما يخص الأوضاع بمنطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى ، وسُبل تعزيز السلم والأمن بهذه المنطقة ، وبحث سُبل تطوير التعاون بين دول حوض النيل ، كما بحث الرئيسان سُبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة .
– عقب ذلك عقد ( الرئيس السيسي / الرئيس كينياتا ) مؤتمراً صحفياً مشتركاً .. وفيما يلي أبرز ما جاء فيه :
أبرز ما جاء في كلمة الرئيس السيسي :
– أكد حرص مصر على التشاور المستمر مع كينيا للتنسيق في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك .
– أوضح أن البلدين يواجهان مخاطر مشتركة في مقدمتها الإرهاب وانتشار التنظيمات المتطرفة ، وأكد اعتزام البلدين على التنسيق والتعاون لمحاربة الإرهاب .
– أشار إلى دور الأزهر في مكافحة الفكر الإرهابي المتطرف ، موضحاً أن الأزهر منارة الفكر الإسلامي المعتدل .
– أوضح أن الشعب الكيني تربطه بالشعب المصري أواصر تاريخية كبيرة ، معرباً عن شكره على حفاوة الاستقبال وحُسن الضيافة .
– أشار إلى أن ( مصر / كينيا ) يربطهما شريان واحد هو نهر النيل ، موضحاً أن مصر تولي اهتماماً خاصاً لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين .
أبرز ما جاء في كلمة الرئيس كينياتا :
أكد تطلع بلاده إلى دفع العلاقات مع مصر للأمام ، خاصة في مجالي ( الصناعة / التجارة ) ، كما أشار إلى أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية ، كما أكد أنه اتفق مع الرئيس السيسي على التعاون في محاربة الإرهاب والتطرف من خلال تبادل المعلومات .
4 – حرص الرئيس في ختام الزيارة على زيارة مركز الأمم المتحدة في أفريقيا ، حيث استمع إلى شرح من مديرة المركز وكبار المسئولين فيه حول أهم أقسام المركز ، والذي يتضمن عدداً من المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ( يونيب ) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ( هابيتات ) ، فضلاً عن المقرات الإقليمية لعدد من المنظمات مثل منظمة الأغذية والزراعة ( فاو ) ومنظمة العمل الدولية .. كما وقع الرئيس في سجل الزيارات وغرس شجرة في تقليد يقوم به رؤساء الدول الذين يزورون مركز الأمم المتحدة .
أبرز ردود الفعل حول الزيارة :
– أكد عضو مجلس النواب والمنسق لائتلاف دعم مصر بالقليوبية محمد سليم أن زيارة الرئيس السيسي إلى كينيا ستحقق مكاسب اقتصادية وسياسية كبيرة للبلدين وليس لمصر فقط ، لأن الزيارة تتضمن سُبل مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين البلدين ، مطالباً بتمهيد الطريق للمستثمرين الأجانب وتذليل العقبات التي قد تعرقل المشروعات ، إضافة إلى تعديل قانون الضرائب وقانون الاستثمار .
– أكد المستشار الإعلامي للسفارة المصرية في إثيوبيا سابقاً جوزيف رامز على أهمية تلك الزيارة على المستوى الإقليمي والأفريقي وعلى مستوى العلاقات الثنائية ، مضيفاً أن الزيارة تُعد خطوة أخرى ، وتأكيداً على زيارة السيسي لرواندا فيما يخص ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط ، إضافة إلى أن كينيا تتواجد بها تجمعات وكيانات اقتصادية كبيرة من شأنها دفع العلاقات الاقتصادية بين ( القاهرة / نيروبي ) ، موضحاً أن كل من ( كينيا / أوغندا / رواندا / تنزانيا ) من دول البحيرات الاستوائية ، والتي تمثل حصة مصر منها حوالي (14%) من مياه نهر النيل .
– أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الوفد محمد عز العرب أن الزيارة لها علاقة بسد النهضة الإثيوبي ، في الوقت الذي تحاول فيه كل من ( تركيا / قطر ) إفساد العلاقات ( المصرية / الأفريقية ) ، إلا أن الرئيس السيسي يرد دائماً بتجاهل تلك الأصوات .