قال هادي يحمد، المتخصص في شئون الجماعات الجهادية والتكفيرية، إن طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البنتاجون إعداد خطة للقضاء على داعش خلال 30 يوما أمر غير واقعي ولا ينم عن معرفة دقيقة بالسياقات التي أنتجت تنظيم داعش، مشيرًا إلى أننا أمام منظمة إرهابية عمرها التنظيمي حوالي أربع سنوات، بينما عمرها الأيديولوجي يعود إلى ثلاثة عقود، أي مع بدايات تكون السلفية الجهادية وإنتاجاتها، من قبيل تنظيم القاعدة وإخوتها في أفغانستان والصومال واليمن والحركات الموالية لها في أكثر مِن دولة عربية.
وأضاف يحمد – الصحفي التونسي ومؤلف كتاب “تحت راية العُقاب سلفيون جهاديون تونسيون” – في تصريحات لـ”صدى البلد”: “القضاء على داعش خلال ثلاثين يوما هو في اعتقادي وهم ناتج عن الجهل بالسياقات التاريخية والسياسية التي أنتجت التنظيم في سوريا والعراق، ومن المهم القول إن داعش وفروعه في تراجع مستمر في أكثر من ميدان في العراق وسوريا والولايات الأخرى التي تقع خارج هذين المجالين، ولكن هذا التراجع لا يعني نهاية التنظيم بالكلية”.
وتابع: “نحن الآن أمام عملية تحول وإعادة انتشار جديدة، والأكيد أن داعش في العراق وسوريا يسير في اتجاه تحوله إلى مجموعات مسلحة تقوم بحرب عصابات، وهذا يذكرنا بالبدايات الأولى للتنظيم في المنطقة، ولهذه الأسباب يمكن القول إن طلب الرئيس الأمريكي لن يكون له أي أثر على وجود التنظيم مستقبلا”.