أكد فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن الدولة المصرية بكل طوائفها تقف ضد التيارات الإرهابية، ولا تزال تواصل كفاحها للقضاء على جذور الإرهاب، مضيفًا أن الدفاع عن الأوطان واجب شرعى وهو مسئولية الجميع الأفراد قبل المؤسسات، مؤكدا أن علاقة المسلمين بالمسيحيين فى مصر عصية على أن ينال منها أحد.
وقال المفتى، خلال لقائه الأسبوعى فى برنامج “حوار المفتي” المذاع على قناة أون لايف – إن الدستور المصرى ساوى بين جميع المصريين فى الحقوق والواجبات، وأنه لم يميز بين مصرى وآخر لأى سبب كان، مؤكدا أن الكل سواء أمام القانون.
وعن تعرض التيارات الإرهابية للمسيحيين فى سيناء سعيًا منها لإحداث فتنة طائفية بين جناحى الوطن والنيل من وحدة المصرين قال فضيلة المفتى: إنكم تنحتون فى الصخر وسنقف أمامكم بالمرصاد، فهذه العلاقة التاريخية بين جناحى الأمة عصية على أن ينال منها أحد، وفشلت كل محاولات النيل منها فى المستقبل.
وعلق المفتى، على فيديو داعش المحرض ضد المسيحيين بقوله: “إننا رصدنا فى دار الإفتاء المصرية كل الشبهات التى جاءت فى الفيديو ورددنا عليها، وبينا ما بها من تدليس وأكاذيب، واصفًا فكر هذه التيارات الإرهابية الموجودة على الساحة بأنه امتداد لفكر الخوارج المغلوط والفاسد”، مشيرا إلى أن جميع التيارات الإرهابية ترضع من ثدى واحد ويمثلون امتدادًا لمنهجية الخوارج، ويروجون دائمًا بأنهم يمتلكون الحق دون غيرهم.
وتابع: أن الفيديو امتلأ بالأكاذيب والأباطيل والشبهات الفاسدة التى من شأنها نشر الفساد فى الأرض، مؤكدًا وقوف الشعب المصرى صفًّا واحدًا ضد هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية رافضًا كل ما تقدمه من أفكار مغلوطة، مؤكدًا أن هناك من يرتدون عباءة الدين بغير حق يسعون لتحقيق أغراض سياسية لا علاقة لها بالدين وتخدم أهدافهم المعوجة والسقيمة.
وقال مفتى الجمهورية، إن دور العلماء يقف عند بيان الحكم الشرعى بناء على معطيات، وهذه المعطيات هم بالأساس قد أخذوها عن علماء أجلاء ورثوا العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء العلماء قد تم بناؤهم وصناعتهم بعناية؛ فصناعة العلماء صناعة ثقيلة.
وعلل مفتى الجمهورية تحريض داعش ضد العلماء واستهدافهم من خلال بث بعض الفيديوهات المحرضة ضدهم بأن داعش تستهدف العلماء لأنهم هم من لديهم المنهجية والعلم الحقيقى الذى ينير للناس طريقهم، ويقف ضد علمهم الذى ينشر الظلام، وبالتالى فالعلماء حجر عثرة لا بد من قتلهم لتخلوا لهم الساحة، لأن العلماء يفضحون أكاذيبهم ويردون على شبهاتهم ويفسرون الدين بفهم صحيح ضد تفسير الإرهابيين الخطأ والمنحرف والمعوج؛ فهؤلاء الإرهابيين ضد الإنسانية وضد الإسلام، هم يريدون أن يهدموا تاريخ العلماء.
وقال إنه بقياس كلام المتطرفين على كلام العلماء نجد أن الهدف من كلامهم ليس الدين وإنما الوصول إلى أغراض خبيثة، فهم يفتقدون إلى المنهجية المنضبطة التى هى منهج العلماء الأفاضل الذين كانوا حصنًا للأمة الإسلامية فى كافة العلوم، فهذه التيارات لم تقدم للبشرية أى شىء نافع بل كل ما تركوه هو الفساد فى الأرض.