السياسة والشارع المصريعاجل

شيخ الأزهر يوضح المقصد فى اختيار الرجل لشريكة حياته

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن النبى -صلى الله عليه وسلم- حدد الصفات التى تغرى الرجل للارتباط بالمرأة، وهى المال، والحسب، والجمال، والدِّين، وقد نصح النبى -صلى الله عليه وسلم- بأن يكون الدين هو المقصد فى اختيار الرجل أو الزوج لشريكته، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”، فكثير من الشباب يتزوج البنت لمجرد جمال الشكل، وهناك من يتزوجها لثرائها، وبعضهم يريد أن يكون له ظهر فيتزوج من فتاة ذات حسب، وكل هذه أمور تحدث فى الواقع وتختلف من بيئة إلى أخرى.

وأضاف، فى حديثه اليومى الذى يذاع قبل المغرب على الفضائية المصرية طوال شهر رمضان المعظَّم: أن الله فطر الناس على حب المال واقتنائه والشعور بالعزة عندما يتوفر لديهم، ولذلك فالقرآن الكريم كثيرًا ما فضله على النفس فى مسألة الجهاد قال تعالى: (وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ) – الحجرات ج15، إذ المال يكون أحيانًا أعز من النفس أو أعز من الابن وقال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) –الكهف 46، فلم يقل الله البنون والمال، لأن الإنسان البخيل شحيح قد يفرط فى حياته ولا يفرط فى ماله، وهذه سنة الله فى خلقه، كما أن المال يحقق للإنسان على المستوى المادى الحسى ما يريد ويلبى له احتياجاته من حيث الملبس والأناقة والسكن والظهور بمظهر مناسب، لكن مشكلة المال أنه لا يستطيع أن يعوض الزوجين لحظة واحدة عن السعادة إذا غابت من قلوبهما، وبالضرورة إذا كان الدافع هو المال فإنهما سوف يصلان إلى حالة من الفقر الشديد، فيكون هناك مال كثير على المستوى الحسى لكنه فقر مدقع على مستوى الطمأنينة أو الهناء والراحة النفسية التى عبر عنها القرآن الكريم بالسكن والمودة والرحمة، والمال هنا يعجز تمامًا أن يعوض الأسرة عن كل ما فقدته من سعادة.

وتابع الإمام الأكبر قائلاً: إن المال يعمى الزوجين عن اكتشاف العيوب التى تكون موجودة فى أحدهما، اعتقادًا بأن المال سوف يغطى هذه العيوب، كما أن إحساس الزوجة بأن الزوج هو الذى ينفق عليها أو يشترى لها الهدايا أو يحقق لها رغباتها هو وقود شعور المرأة أنها ذات حظوة عند الرجل أو مهمة عند الرجل، لكن إذا ما أنفقت هى عليه الزوج فمن المؤكد أن مشاعرها سوف تنقلب؛ لأن الزوجة تشعر بأن فى إنفاق الزوج عليها نوع من الاهتمام، فالمسألة ليست أكلاً أو شربًا وإنما مسألة اهتمام، مشيرًا إلى أنه لا مانع من اجتماع الخلق والدين مع المال.

زر الذهاب إلى الأعلى