ذكرت الصحيفة أن الحكومة العراقية في حالة تأهب خلال الأسابيع الأخيرة لرئاسة “ترامب”، حيث تخشى من اندلاع مواجهة في اللحظة الأخيرة بين (الولايات المتحدة / إيران) على الأراضي العراقية، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” يتعرض لضغوط من المسئولين الأمريكيين لتصعيد حملة حكومته ضد الميليشيات العراقية الموالية لإيران التي استهدفت صواريخها مراراً مواقع دبلوماسية وعسكرية يستخدمها الأمريكيون، مضيفة أن الرئيس “ترامب” أخبر مستشاريه بأنه مستعد لإصدار أوامر برد مدمر إذا قُتل أي أمريكي في هجمات منسوبة إلى إيران.
أشارت الصحيفة إلى أنه مع تصاعد التوترات، هناك مخاوف من أن تؤدي الأعمال الاستفزازية من قبل أي من الجانبين (الأمريكي / الإيراني) إلى اندلاع صراع غير متعمد، موضحة أن وتيرة التوترات قد تصاعدت في المنطقة بشكل أكبر أمس، وذلك بعد مقتل العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده” في هجوم متعمد على ما يبدو في إيران، مشيرة إلى أن مسئولين إيرانيين قد أشاروا إلى تورط إسرائيل في عملية القتل هذه، الأمر الذي آثار احتمال أن تقوم إيران أو وكلائها في الشرق الأوسط بشن هجمات انتقامية ضد أهداف غربية.
أوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكي “بومبيو” هدد كلاً من ( الرئيس العراقي برهم صالح / رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي) – خلال مكالمة هاتفية في أواخر سبتمبر الماضي – بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد ما لم يتم كبح جماح الهجمات الصاروخية من قبل الميليشيات، وفي هذا الصدد أكد مسئولون أمريكيون أن خطة إغلاق السفارة لا تزال احتمالاً قائماً، وأنه صدرت تعليمات لمسئولي الإدارة الأمريكية للتحضير لسيناريوهات مختلفة، بينما نصح مسئولون أمريكيون “ترامب” بعدم توجيه ضربة استباقية لإيران – وفقاً لما أفاد بذلك مسئول أمريكي كبير – مشيرين إلى أن “ترامب” وصف مقتل أي أمريكي بأنه خط أحمر، ومن شأنه أن يؤدي إلى انتقام فوري وساحق.
أضافت الصحيفة أنه بعد أيام من لقاء “ترامب” بمستشاريه لاستعراض ما يمكن اتخاذه من إجراءات محتملة ضد إيران، والذي كان حديث وسائل الإعلام الأمريكية، زار قائد فيلق القدس الإيراني ” إسماعيل قاآني” – المسئول عن العمليات الخاصة لطهران في الخارج – بغداد لحث الميليشيات والفصائل السياسية التابعة لها على ضبط النفس، حيث حذرها من أي تصعيد للهجمات على أهداف أمريكية قبل مغادرة “ترامب” لمنصبه، بحسب ما أفاد أفراد مطلعون على الأمر أو حاضرون في الاجتماع، في حين أشار متحدث باسم كتائب حزب الله إلى أن ضبط النفس هو أفضل مسار، خاصة وأن إدارة “ترامب” بصدد سحب بعض القوات الأمريكية من العراق، حيث أشار مسئولون أمريكيون إلى أن عدد القوات ستنخفض من ( 3000 :2500) بحلول (15) يناير المُقبل.