ثمَّن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ورعايته للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لما فيه من الخير والتنمية، مؤكدًا أنَّ الجمعيات الخيرية المعتمدة من الدولة محل ثقة ولديها شفافية عالية وقدرات وإمكانيات التوسُّع والحصر والانتشار، تمكِّنها من استقبال الزكاة والصدقات وتوزيعها بشكل صحيح.
وأضاف شوقي علام، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج “نظرة” على قناة صدى البلد، أنَّ الجمعيات الخيرية المعتمدة تعمل تحت إشراف الدولة؛ كصندوق تحيا مصر، فهو قائم على منهجية علمية في الجمع والتوزيع، فضلًا عن دوره المميز في القيام بالمشروعات الوطنية والنافعة، وكذلك هناك بيت الزكاة والصدقات المصري الذي يتبع مشيخة الأزهر الشريف ويشرف عليه فضيلة الإمام الأكبر شخصيًّا، وهو رافد محل ثقة، وهناك جمعيات خيرية كثيرة محل التقدير، فيجوز التبرع لها بكل طمأنينة.
وشدَّد فضيلة مفتي الجمهورية على أن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قبولًا عند الله تعالى، وهذا هو الذي دلَّت عليه نصوص الوحيين، واتَّفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة.
وأكَّد المفتى أنه يجوز تعجيل زكاة المال ولو لمدة عامين مقبليْن، بسبب هذه الظروف الاقتصادية الاستثنائية، فضلًا عن استحباب توجيه الأموال لمواساة الفقراء وأصحاب الحاجات ومساعدة المرضى ووجوه البر المتنوعة، بل ذلك أولى في ظلِّ الأزمة الراهنة، ولا يقتصر الأمر على الزكاة، بل على الأغنياء والقادرين في المجتمع أن يشملوا المحتاجين بنفقاتهم وصدقاتهم في هذه المرحلة، بل على كل مواطن أن يستثمر هذه الفرصة في مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم بما يمكنه من الوسائل المادية والمعنوية؛ بالمسارعة في الخيرات، والمسابقة في المكرمات، والمساهمة بالطيبات؛ مشاركةً لهم في ظروفهم الحرجة، ومساعدةً لهم في تغطية نفقاتهم واحتياجات أهليهم وذويهم؛ إظهارًا للنخوة والمروءة في أوقات الأزمات.
وأكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن مشروع التحالف الأهلي والتنموي، يحتاج إلى دعم كبير من قبل جميع أفراد المجتمع، كما أن الله أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ من الأغنياء صدقة ويتم إعطائها للفقراء والمحتاجين، وهذا الأمر استمر حتى ولاية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمه الله.
وأضاف شوقي علام أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان وجد فائض في الزكاة فقرر تخصيص جزء منها في المشروعات والجوانب المجتمعية.
وأوضح مفتي الجمهورية أن هناك عشرات الجمعيات الخيرية الآن في المجتمع تقدم العديد من الخدمات وتوفر إلى ما يحتاجه الأشخاص، كما أنه يجوز للجمعيات الخيرية جمع الزكاة وتوزيعها على المحتاجين.
وتابع: “مصارف الزكاة تتسع جميع أعمال الخير، والزكاة فرض وحدد على القادرين وفقا لمجموعة من الشروط التي حددتها الشريعة الإسلامية”.
وأردف مفتي الجمهورية أنه يجوز نقل الزكاة من مكان إلى آخر، كما أنه يجوز للمصريين المقيمين بالخارج بإخراج الزكاة وإعطائها للأشخاص الأكثر حاجة لها في المجتمع داخل مصر.
وأشار شوقي علام إلى أن فعل الخير يكون على أي وجه دون تحديد شيء معين لإخراج الزكاة، كما أنه يجوز دفع الزكاة للمسلمين وغير المسلمين ولكل شخص محتاج، كما أن الشرع أمر إعطاء الأموال للأشخاص الأكثر حاجة.
وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إننا لم نجد مشروعًا مسَّ حياة المواطنين مثلما وجدنا في مشروع حياة كريمة، فهو مشروع مسلكه حميد ويجوز التبرع له، فهو مشروع موجَّه للفقراء والنفع المشترك ودعم القرى الفقيرة؛ ومن ثم ينسحب عليه ما ينسحب على مصارف الزكاة.
وأضاف شوقي علام أنَّ العمل الخيري قد مثَّل ركنًا أساسيًّا للشريعة الإسلامية؛ فقد حثَّ الإسلامُ على مساعدة الآخرين والتعاون على فِعل الخيرات، كما مهَّد الإسلام طرقًا عدة لنفع الناس؛ منها ما هو فرضٌ كالزكاة ونحوها، ومنها ما يقوم به المسلم على سبيل التطوع والبر؛ مثل الصدقة والوقف.
وشدَّد مفتي الجمهورية على أن الشَّريعَةَ الإسلاميَّة أَوْلَتِ الطَّبقات المحتاجَة، والفقيرة عنايةً كبيرةً؛ حيث شرعت أحكامًا من شأنها سدُّ حاجةِ هذه الفئات، وتحقيقُ عدالةٍ اجتماعيَّةٍ تُقَرِّبُ الفَجْوَةَ الطَّبَقِيَّةَ بينها وبين الأغنياءِ في الجُمْلَةِ رويدًا رويدًا، حتى يَرْتَقوا بالعملِ والأملِ؛ ليكونوا من اليَدِ العُليا المعطِيَة لا الآخِذة.